أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شيوخ الجن والثورة السورية... د.ميمونة جنيدات

يحكى ان رجلا دخل الى حمام السوق ليلا كي يستحم وهو شبه خال من الزبائن فكان يعترضه الجن على هيئتهم الحقيقية ويلاحقونه من مقصورة الى ُأُخرى حتى خرج الى الشارع يجري شبه عار وقلبه يكاد يطير من صدره لشدة الهلع ،فتلقفه هناك شيخ وقور اخذ يهدئ من روعه ويلاطفه ويربت على كتفه حتى هدأ وسكن واطمأن لهذا الشيخ وأنس به ،ثم بدأيقص عليه ما لاقاه في الحمام ويصف له الاشخاص الذين ضايقوه هناك وصار يفصل في وصف اشكالهم والشيخ متفاعل معه حتى بدأ يصف ارجلهم فقال إن أقدامهم كانت غريبة كأقدام البقر ،عندها كشف الشيخ عن ساقيه وساله هل اقدامهم مثل اقدامي هذه ، فصعق الرجل وجرى هائما لايثق بشيئ .
وهكذا حالنا نحن السوريون ضاقت علينا الأرض بما رحبت ..وبلغت قلوبنا الحناجر ..حتى استصرخنا الضمائر.. وناشدنا كل حي ..واستجرنا بكل حر ..فلما هب بعضهم لنجدتنا استبشرنا واطمأننا ..وعلقنا الآمال ... فما إن مدَ يده الينا اكتشفنا انه شيخ الجن ....
لقد جاءنا شيخ الجن من تركيا في اول ثورتنا فربت على أكتفانا وهدد اعدائنا وتوعدهم فهللنا وكبرنا .....فصعقنا لما اكتشفنا أنه شيخ الجن ..ثم حاول معنا مرات أخرى ولكننا فطناء عرفنا أنه شيخ الجن يتشكل لنا بصور شتى ...
وجاءنا شيخ الجن من أمريكا ..تارة بشعر اشقر وتارة بسحنة سوداء وبشرنا وطمأننا واجزل لنا في الوعود...
ثم جاءنا شيخ الجن مرارا من دول الخليج فقال حُسنا وَوَعد حُسنا ..
وجاءنا شيخ الجن من الجامعة العربية ...
وجاءنا شيخ الجن بهيأة المراقبين العرب ...
ثم جاءنا شيخ الجن من منظمة المؤتمر الإسلامي ....
ولكن أخطر شيوخ الجن الذين نواجههم الآن هم بنو جلدتنا ...جاؤونا من المعارضة ...أحدهم بزي اسلامي ..وآخر بزي علماني ..وثالث بزي قومي ...ورابع بزي عسكري... وخامس بزي ليبرالي ..وسادس بزي غليون وقضماني و...و...
كثرت حولنا شيوخ الجن ...لكننا لم نعد نصعق بل نتماسك ونتوازن ثم نستخلص العبر ...
كثر حولنا شيوخ الجن ...فأيقنا أن لامفر منهم إلا الى من هو ممسك بلجمهم ..الصادق الذي لا احد اصدق منه قيلا ..ولا اوفى منه وعدا ..
ولا أرأف منه ولا أرحم ...
ولا اقدر منه ولا اقوى ..
به نستجيبر ....وبرحمته نستغيث.... وبقدرته نستعين .

(121)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي