لم يسألها أحد عن القرآن ألبتة ولم يأت أحد من المتحدثين على ذكره، وقالت في ردها على سؤال حول المقاطعة لإسرائيل: المقاطعة شيء سيئ، نحن بحاجة إلى ثقافة حتى نتوقف عن الحديث في القرآن.
مقابلة بسمة قضماني جاءت مع عدد من الكتاب اليهود، و"الإسرائيليين" في معرض الكتاب في باريس، بمناسبة ستين سنة على "إنشاء دولة إسرائيل" كما قال مذيع الحلقة جان بيير إلكبش. فبمجرد حضور بسمة لهذه المقابلة أعلنت اعترافها بدولة "إسرائيل" كما اعترف بها المطبعون وآخرهم الأسد، الذي حدد فلسطين بالأراضي المحتلة عام 1967.
ليس فقط تعترف "بإسرائيل" كدولة، بل وتشارك في احتفالاتها بذكرى تأسيسها الستين، وإلا ما معنى حضورها بمثل هذه المناسبة، المناسبة التي يبكيها كل عربي وكل مسلم، تلك النكبة التي أدت إلى سلب فلسطين العربية وتقديمها للصهاينة.
كانت بسمة قضماني في تلك المقابلة امرأة مهزومة تبلع لعابها عند كل سؤال. وجاءت إلى المقابلة لتسيء إلى كتاب الله تعالى، فضلاً عن أنها كانت بحاجة تامة إلى إسرائيل.
من المفارقات في تلك المقابلة، أن المذيع يعرف إحدى الضيوف باسم ميشال، فتعترض الكاتبة المذكورة وتقول: بل اسمي ميخال، ومعنى اسمي بنت ساوول وزوجة دافيد. كان يبدو على الحاضرين اعتدادهم بعقيدتهم بينما ذهبت بسمة قضماني لتتحدث عن تعقيدات المجتمعات العربية وتبدي خجلها من إسلامها.
قالت: "أنا أعتقد أن إسرائيل مجتمع يتقدم، ومنظم بقوة وهو منفتح على النقد الذاتي وهذا غير موجود في الجانب العربي، وقد فهم كثير من العرب اليوم أننا بحاجة لهذا أولاً، ولهذا فمقاطعة إسرائيل أمر سيئ، نحن بحاجة إلى هذا، بحاجة إلى ثقافة كي لا نبقى نتحدث دائما بالقرآن." وأريد أن أكرر لم يستفزها أحد ولم يذكر القرآن أحد من الحاضرين. ولكنها المهانة أمام الآخرين والإحساس بالهزيمة.
هكذا ترى ممثلتي في المجلس الوطني السوري أن المقاطعة الثقافية للصهاينة أمر سيء وهكذا ترى أن علينا أن نتثقف كي لا نتكلم بالقرآن وثقافته.
في هذه الأثناء وهي تتكلم عن عدم الحاجة إلى ثقافة القرآن، سألتها أورلي كاستل، هل أنتم بحاجة إلى إسرائيل في الشرق الأوسط، قالت نعم بكل تأكيد "ABSOLUMENT " وهذه الكلمة هي من الكلمات التي تقطع الشك، بكل تأكيد، بلا نقاش، ثم كررت ذلك مرة أخرى. ولما سألها المذيع لماذا أنتم بحاجة إلى إسرائيل، تاهت في الجواب فقاطعها وانتقل إلى موضوع آخر.
ممثلتي في المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسمه، تعتقد أن الحديث إلى شخص إسرائيلي خير وأفضل من الحديث إلى شخص عربي يشبهها بالأفكار، وذلك لضرورة وأهمية التبادل الثقافي.
أما ما ورد في كتابها هدم الجدران والذي شاركت في عرضه بتلك المقابلة، فقد كتبت فيه، إننا نشكك بمحتوى القرآن لأنه انتقل عن طريق الذاكرة ولم يدون إلا بعد مائة سنة من وفاة النبي.
المسألة ليست فقط في بسمة قضماني بل بظهور منحبكجية جدد، يألهون من في مواقع السلطة وأخشى أن يسجدوا لهم كما سجد العبيد المناجيس لصورة بشار الأسد. فقد هاجمنا بعضهم لأن بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، وخيرونا فإما أن نحبها وندافع عنها، وإما فنحن من أتباع النظام وأزلامه. وقد أبلغت هؤلاء أن عدو القرآن عدوي، وأن صديق الكيان الصهيوني عدوي، وأن الأسد أيضاً عدوي .
ومن هؤلاء الجدد، من عتب علينا أن أثرنا هذا الموضوع في وقت يجب أن تتحد فيه الصفوف لإسقاط الأسد، وقد رددنا عليه، أن الصفوف يجب أن تتوحد لإسقاط الأسد وإسرائيل، وإننا ما وقفنا ضد الأسد إلا لأنه حامي حمى الصهيونية، وإن إسقاط إسرائيل يعني إسقاط أولئك الذين يدافعون عنها ومتى؟ في ذكرى تأسيسها على جثث ضحايا دير ياسين وكفر قاسم.إنني أشدد على أنني عدو الأسد، فهو قاتل سفاح وعدو بسمة قضماني، التي تحارب كتاب الله وتعتدي على عقيدة مليار مسلم. وليس لأنني في حرب مع الأسد فسأسكت عمّن يريد العربدة أمام كتاب الله، أياً كان. إن حربي على الأسد لن توقفني عن الدفاع عن فلسطين فضلاً عن أن توقفني لا سمح اله عن الدفاع عن كتابه المجيد.
المصيبة أن قضماني أصدرت بياناً هزيلاً للدفاع عن نفسها، وذكرت بتاريخها النضالي في الدفاع عن القضية الفلسطينية واتهمت صاحب المصورة المنشورة على الفيس بوك بأنه مزور. فلتتقدم السيدة قضماني بكامل المصورة للجمهور، حتى يتأكد السوريون بأنفسهم، بأن المصورة ليست مزورة بل فيها أكثر مما عرضته المصورة المختصرة. وكيف ترد عضو المكتب التنفيذي على مصورة بالكلام. طالما أنها مزورة فهاتي غير المزورة. وقد وجهت للسيدة قضماني بعد صدور بيانها سؤالاً واضحاً: هل أنت تشككين في القرآن وهل ورد ذلك في كتابك، فتجاهلت الرد، وانتظرت طوال الليلة الماضية ولم ترد علي.
على بسمة قضماني اليوم أن تعتذر للشعب السوري وللمسلمين عن تشكيكها بعقائدهم، وأن تعتذر لشهداء فلسطين/ وللكتاب الفلسطينيين الذين طالبوا في العام 2008 بمقاطعة معرض الكتاب في باريس لأنه جاء بمناسبة سلب فلسطين. ولكن بسمة لم تستجب وقتها لهم وحضرت المقابلة وشاركت في معرض الكتاب. وعليها قبل ذلك أن تتعلم من الرئيس الألماني ومن رئيس المالديف وأن تتعلم مما تدعيه ثقافة، ولتستقل. أنت يا بسمة لا تمثلينني، بل إنني أبرأ إلى الله أن تمثليني. إنما يمثلني خالد أبو صلاح وصالح الحموي وأنور الزعبي ومحمد الخطيب وغيرهم من فلاسفة الثورة وجذوتها التي لا تنطفئ.
|
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية