أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"التستور" الجديد.... دستور يا أسيادنا..؟.. ماجد الشيباني *

احتفت دوائر صنع القرار والأبواق السابحة في فضاء النظام السوري، بعد أكثر من احدى عشر شهراً من القتل والفضائع، بما أسموه "تستور"، والذي تغنت به كافة دوائر ومربعات ومستطيلات النظام، على أنه الفتح القادم والأمثولة، والمخلص، والراية الناصعة البياض في فضاء "التيموقراطية" النوعية، التي لاتشابهها أي من "تساتير الأرض"، كيف لا وجاء ال"تستور" على وقع إبادة "بابا عمرو" و"باب السباع" و"باب هود"، ومن رائحة الدم الزكي الذي يعشعش في أنوف من تبقى من أهلنا في حمص العدية، وفي إدلب، وحوران، وريف دمشق وباقي المدن السورية، هو الفريد من نوعه و ورقه الفاخر والفاجر، الذي يستفز كل الأحرار من أهالي الشهداء والمتعتقلين والمغيبين والمختطفين والهاربين من أعين السلطات، والقابعين تحت ما تبقى من أسطح منازل اقتحمتها قذائف العيار الثقيل والخفيف، وفحيح مغاوير القائد الواحد الأوحد الآمر القاتل الواهب لكل مقومات الحياء في بلد مغتصب في وضح النهار، يجولون ويصولون متمترسون ببنادق الموت وحمم جحيم القائد.
"التستور"، دستور يا أسيادنا..... قادم إلينا، هبة من فضاء القائد، مكرمة لاتضاهيها مكرمة، القائد المعطاء بلاحدود وبلا منة..... افسحوا أسيادنا الطريق لـ "التستور" ليهبط بنعمه على رؤوس السوريين، ولنحضر البخور لنتطيب ابتهاجاً بتستور "سيد الشبيحة"، كانت ولادته على عجل، قيصرية، بناءً على مكرمةالقائد، وأوامر القائد ليهل بنعمه على شعبه، في أيام معدودات، بعد أن قرر فخامته في لمح البصر أن صيرورة الأشياء، وطبائع التغيير الدموقراطي تقتضي أن يضحي من أجل عيون شعبه، فلبى رجال القانون الثقات الأمر في لمح البصر، وكأن إرادة فخامته لم تشأ ذلك، إلا أن يكون معمداً بدم حمزة الخطيب، هاجر الخطيب، ثامر الشرعي وكوكبة من طيور الجنة الآخرين في طول الوطن وعرضه.
التستور الميمون جاءت ولادته على وقع "دخون" العطر الأصيل في سماء "بابا عمرو" وعلى وقع انفجارات قذائف المدفعية وراجمات اللهب، وزمجرة جنازير الدبابات في كل المدن والبلدات السورية، فكان الوليد مسخاً بامتياز، ولد على وقع زفرات النزاع الأخير لعشرات من الشباب والأطفال، ونحيب الثكالى والأرامل.... وصيحات الله أكبر ولبيك اللهم لبيك تشق عباب السماء، ياله من وليد غريب عجيب، ولد على يد اسياده، كأنه المسخ بعينه، لذا على السوريين التغني بفضائل أب التستور"بابا علي" ومن قام بتفصيل فصوله على مقاس سيده وشلة الأربعين..... فرحاً ونشوة بالإنجاز التاريخي الذي يباهي به أهله الأمم، حيث بفضل هذا الوليد المشبع مسخاً ستهبط سماء سوريا على السوريين المن والسلوى، وألون قزح من الحرية والديمقراطية، حيث سيباهي السوريين شعوب الأرض مرددين "آه أنا سوري ويا نيالي...؟".
أي "تستور" أي دميوقراطية جاءت مفصلة عبر ما سموه عنوة "دستور"، حتى وان اتفقنا جدلاً بان التستور الوليد من أفضل الدساتير الوضعية في التاريخ ولم تجرؤ أمة من الأمم على وجه الأرض بصياغته وتدبيجه و وضعه، ومن ثم اقامة الاحتفالات الرسمية والشعبية احتفاءًبه، ان كان راعي "التستور" وآلته القمعية هي من تقدم على إبادة المدن على رؤوس أصحابها، وهي من تقود حرباً ضروس لم تفكر حتى بالحلم أن تخطط لها مع من تمانع في وجوهها، هم هؤلاء بتلك العقلية، فمن يضمن أصلاً أن التستور سيسود...؟ ومن يضمن ان القانون سيكون هو الفيصل...؟ وهل سيعيد الحياة لمن سفكت دماؤهم على يد قطعان الشبيحة وبفعل قذائف الفرق والألوية والكتائب المدججة بالسلاح والمضمخة بالعار...؟ من يعيد عقود من الزمن الى عمر سجين رأي قضاها وراء القضبان ليس له ذنب سوى أنه مارس أبسط حقوق البشر في الحرية...؟ ومن يعيد عذرية وكرامة سيدة اغتصبها رجال "حماة الديار" وقطعان الشبيحة "شريبة الدم"....؟ ومن قال ان الدستور القديم أصلاً كان سيئاً، لو اقتلعنا ما يأله القائد وحزبه وحاشيته...؟ ومن يكفل أن للبشر في سوريا تحت رعاية هؤلاء سيكون لهم بعض من حقوق البشر....؟؟؟ وأي مسخ هذا الوليد الذي احتفى به رأٍس النظام وحائيته وأبواقه، والتستور نفسه يسمح لوارث السلطة بالاغتصاب أن يتقدم للترشيح مرة أخرى بعد انقضاء العدة الحالية، وبذلك يكون ضامن لأربعة عشر سنة قادمة أكثر ظلمة، وأكثر تشريداً وانتقاماً وقتلاً، وبطريقة جديدة تعلم من دروس الثورة لينقلب على كل سوريا، وليلفها تحت عباءته للأبد..... وليحقق شاعر المورث والوريث والسابحين في الفلك الأسود "سوريا الأسد للأبد......؟؟؟"،.
البشرى لكم أيها السوريين، استبشروا بما بشركم به صاحب البشارة، لتكون صورته لكم فوق الرؤوس شارة، ولنحملق في العلا .... نتسامق برؤوس عالية في سماء التستور.... مقاسه جميل فضفاض، يتلاءم مع طموح ورغبات سيد المشرعين، ويلبي رغبات قطعان السابحين في مزرعة ال الأسد، أبشروا أهلنا في سوريا التستور، الفتح الحضاري الذي لايشق له غبار في التاريخ الحديث والقديم والقادم وغير القادم، يكفينا فخراً أن " التستور" المكرمة يضمن لنا العيش في ظل حكم الأسد المورث والوريث ما يزيد عن 58 عاماً بقليل لننعم بفيح آل الأسد الكرام......ودستور يا أسيادنا.
• صحفي سوري مغترب

ماجد الشيباني *
(125)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي