أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ماذا عن الدستور الجديد وسورية الجديدة؟... سمير الشيشكلي

عاد الحديث في دمشق عن الدستور السوري الجديد، ورقة التوت التي يريد بها رأس النظام أن يغطي على جرائم الإبادة التي يرتكبها يومياً في جميع أنحاء الوطن السوري وبحق جميع طوائفه. فقد وردني اليوم أن رأس النظام استلم الآن نسخة من مشروع الدستور الجديد من لجنة إعداده وهو دستور عصري من "أفضل دساتير العالم" وفقاً لأحد الأبواق الفارغة. أذكر بهذه المناسبة ما كنت قد كتبته في "زمان الوصل" في حزيران الماضي حول مسألة الدستور. قلتُ حينها"

"الحلّ في سورية لا يكمن في دستور جديد وقوانين جديدة وإنما في تخليص البلاد والعباد من العقلية الأمنية التي هيمنت على المجتمع والدولة طوال ثمانٍ وأربعين سنة من ظلام البعث المخيـِّم... المعادلة اليوم هي أن السوريين لم يعودوا قادرين على أن يـُحكـَموا على تلك الشاكلة، وأن عائلة الأسد لم تعد قادرة على ممارسة الحكم بالشاكلة نفسها، بل لن يسمح لها الشعب بذلك. ولهذا بالذات فإن الحالة الثورية الراهنة ستــُـفرز لا محالة التغيير الحقيقي المنشود. عندها سيأتي الدستور الجديد الحقيقي وستأتي القوانين التي يمكن لها أن تكون نافذة.
أما إن لم يتحقق هذا التغيير فإن الدستور سيبقى على حاله اليوم: "أقلّ قيمة من الورقة التي كـُـتِب عليها."

في حزيران الماضي لم تكن تنسيقيات الثورة قد تكرست نهائياً كصوت لا يعلو عليه صوت في سوريا الجديدة، لم يكن هناك جيشٌ سوري حر، ولم يكن هناك مجلس وطني سوري تنضوي تحت مظلته قطاعات كبرى من المعارضة السورية المنظمة. لدينا اليوم مؤسسات جديدة حقيقية وليست وهمية تمخضت عنها ثورة الحرية والكرامة، وهناك تحالفات ترعرعت خلال الأحد عشر شهراً الماضية ونضجت بصورة تتجاوز بكثير عمرها القصير. هناك آلاف الشهداء الذين سقطوا لتغتذي بهم روح الثورة ولينيروا الطريق لبناء وطن ديمقراطي علماني لجميع أبنائه. هناك بابا عمرو عملاق تفرزه الثورة في كل لحظة من لحظات الليل والنهار ليصنع سوريا الجديدة.
هذه القوى هي التي ستكتب بأحرف من نور دستور سوريا الجديدة. أما دستور نظام القتل والتعذيب والتشريد والترهيب والجريمة والفساد فسيبقى كما كان شأنه دائماً: "أقلّ قيمة من الورقة التي كـُـتِب عليها." وهي ورقة قد يجد لها السوريون استعمالات أخرى...

مدونة الكاتب: http://samirshishakli.blogspot.com/2012/02/blog-post_12.html

(109)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي