أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضاعفوا جهودكم يا احرار دمشق وحلب بعد الفيتوا الروسي الصيني... ميمونة جنيدات

(وعسى ا ن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ......
لاني آمنت منذ انطلاق هذه الثورات ان قدرة الله هي التي اوجدتها ،وان عنايته وهي التي ترعاها وتسيرها ،لم يهتز لي طرف جين ُأعلن الفيتو الروسي الصيني موقنةً ان الخيرلنا هو ماجاءت به الاقدار ..
فلو نجحت خطة الجامعة العربية بدعم مجلس الامن لكان بانتظارناالتفاف على ثورتنا كما التفوا على ثوار اليمن ..ولكن الله سلم .
ان ثقتنا ضعيفة بكل من حولنا لان كلا منهم يغني على ليلاه ، ويضع مصالحه في الواجهة ،ويتصرف وفقها حتى لو تضاربت مع مصالح الشعب السوري الذبيح .
بقدر ضعف ثقتنا بمن حولنا فان ثقتنا بالله ورعايته ولطفه كبيرة جدا وكذا ثقتا باصرارشعبنا على الاستمرار وثباته على الحق ..لذا بات استمرار البحث عن كل مايزيد قوة هذه الثورة وفاعليتهافي الداخل هو الطريق الاكثر واقعية وصوابا ،واعتمادنا على الله ثم سواعد ابطالنا خير لنا من استجداء النصرة ممن تتقلب عدالته ومبادؤه تبعا لمصالحه فقط.
ولعل اكثر مايزيد فعالية هذه الثورة هو ابتكار طرق لاشراك المدن الكبرى حلب ودمشق بطريقة فاعلة كما ابدع النظام طرقا ماكرة لعزلهم.
وهذه المهام ملقاة على عاتق االناشطين والمغتربين السوريين المنتشرين في كل انحاء الارض بما يملكون من الخبرات العلمية والاكاديمية التي تؤهلهم لاجراء دراسات نفسية ومجتمعية ومدنية للمجتمع السوري منذ الثورة السابقة وطرح الحلول والمقترحات وتعميمها على فضائيات الثورة للعمل وفقها بدلا من الاسلوب السلبي الذي انتهجته معظم الفضائيات عن غير قصد و ساهم الى حد كبير في انجاح خطط النظام الماكرة في تحييد تلك المدن ،وهذه الخطط الماكرة رسمها النظام واستمر بتنفيذها على نار هادئة عقب ثورة الثمانين التي اوشكت حلب فيها على الاطاحة به.
وتأكيدا على هذا نشد على ايدي الناشطين والثوار الابطال في دمشق وحلب مشيدين بفضلهم وعظم دورهم ونقول لكم ان اهل مكة ادرى بشعابها فحاولوا التغيير بخططكم واساليبكم دائماحتى تلقى الاستجابة .
يا ثوارنا في دمشق لم تتعرض مدينة للظلم كما تعرضت له مدينتكم ،لقد جاؤوكم من رؤوس الجبال والقرى النائية وافسدوها عليكم واخرجوكم منها الى الارياف وظاهروا على اخراجكم ،وضيقوا عليكم سبل العيش الكريم ،واهانوكم في عقر داركم ...فهذا الظلم المتراكم هو والله كنز من البارود بين ايديكم يا ابطال دمشق ، فضاعفوا جهودكم واستبسلوا في اشعال فتيله حتى نختصر الزمن والخسائر مسرعين صوب النصر .
واما ثوارنا في حلب فنقول لهم لا تسمعوا للمرجفين ،ولا تستكينوا لمكر النظام ،وثقوا في مدينتكم فإن مدينة انتفضت عن بكرة ابيها منذ ثلاثين عاما وقدمت عشرات الآلاف من خيرة ابنائها بين قتيل ومعتقل ومهجر ،ثم صب فوقها من اصناف القهروالظلم والاذلال لسنين عديدة ،لا يمكن ان تكون مؤيدة وموالية للنظام وقد اركعته من قبل وشارفت على اسقاطه ،وانما هناك مجموعة من العوامل والاسباب التي ينبغي ادراكها والالتفاف عليها حتى تشتعل الثورة كما يجب ، والكل يعلم ما عانيتم من التهميش والتعتيم الاعلامي فلا تيأسوا ان الله معكم ولن يتركم اعمالكم .
ومما يلفت النظران الكثير من استطلاعات الراي العشوائية في حلب اظهرت ان الكثيرين من اهل حلب لا يؤمنون بالتظاهرات السلمية ولديهم ميل ونزعة واضحة للثورة المسلحة (والتي ربما تلائم طباعهم النفسية أوتجاربهم)ولعل من الأجدر توجيه الدفة نحو هذا المسار.
ونقول لباقي اخوتنا في المدن والريف المشتعل نشعر بمرارتكم ولكن من الحكمة ان نتعامل مع هذه المدن (التي تضم حوالي نصف سكان سورية )على انها مدن مختطفة علينا تحريرها لتستلم عنكم الراية وتكمل المشوار ...
وحذار حذار من تخوينها وشتمها صبح مساء لان هذا سيصب في مصلحة الاعداء ويؤخر التحاقها بالثورة ....والمطلوب منكم مزيدا من الصبر والحكمة وتوحيد الصف وان لا نتعجل قطف الثمار حتى تكتمل اسباب النصر ولنا في اخوتنا الليبيين مثلا فقد قدموا اكثر من خمسين الف شهيد وتعدادهم لم يتجاوز ستة ملايين ونحن نأمل من ربنا نصرا قريبا وفرجا عاجلا.
د/ميمونة جنيدات
.

(107)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي