لن أضيع وقتي ووقتكم في الحديث عن لفظ النظام الأسدي آنفاسه الأخيرة ، ولن أدخل في جدل عقيم حول امكانية استمراره ، فسقوطح محتم وفي مراحله الأخيرة ، وان كان بشار واركان حكمه الميت لايعون ذلك ، فهذا ماجاء بالروس مخابرات ووزير خارجية ليشرحوا له ويجعلونه يستوعب ان وقته انتهى ولن يستطيع احد في العالم انقاذه مهما استهلك من وقت ، الحديث الان والجهود عن عملية الانتقال فهي لا تقل خطورة عن عملية اسقاط النظام ، وبما ان السياسة هي فن الممكن ، فالدول التي دعمت نظام الأسد كحامي وضامن لمصالحها بدآت تشعر بثقله على كاهل سورية وكاهل هذه الدول ، فالآسد اصبح مرفوضا ومنبوذا ولم تفلح كل محاولاته الأخيرة لاطفاء شعلة الثورة والقضاء عليها كشرائه لذمة الدابي ليصوغ تقريرا ينقصه المنطق والعقل وينحاز للنظام السوري المجرم والغارق في الدم ليصوره كضحية امام شعب اعزل ... روسية ستحاول اقناع الاسد بالاصلاحات وتسليم السلطة ولكن هذا النظام غير قابل للصلاح منتهي الصلاحية ، وحتى لو اتفقوا مع بشار على المبدأ فلن يقدموا للشعب شئ ولن تستعيد روسية أي صداقة مع الشعب السوري فلقد خسرته للأبد ، وهنا يكمن غباء الروس فليس من الممكن تسميته بغير ذلك ، وهذا الغباء ناتج عن غرور وتعنت العقلية المخابراتية لبوتين واشباهه كثر في النظام الاسدي .. فهذه العقلية لاتعترف بالشعب ولاتحترمه بل تحتقره وتعامله بازدارء ... فهو من وجهة نظرها كالقطيع الذي صوت يجمعه وعصاية تفرقه ... الشعب من وجهة نظر الانظمة الشمولية قاصر للآبد وهذه الانظمة هي الوحيدة التي تملك الحلول وتقرير المصير ... الشعب السوري قال كلمته وثار على بقايا نظام الآسد الاب المجرم ... الشعب السوري صبر وتسامى فوق كل جرائم الاسد الاب وانتهاكاته حقنا للدماء وتحكيما للعقل ولكن الشعب وعى أخيرا ان الاستمرار مع هذا امتداد هذا النظام بلصوصه وسفاحيه الجدد امر مستحيل
زيارة الروس لبشار الآسد ورغم حماقة الاستقبال وفرح النظام ليصورها كدعم بعد الفيتو حماقة لاتنطلي على احد
الروس جاؤوا ليضعوا الرئيس المتعنت ويشرحوا له تداعيات الفيتو الاخير ، ومدى الخسارة الاخلاقية والمادية التي خسرتها روسية والصين نتيجة لهذا الموقف المنحاز
لن يفلح الروس في ارغام بشار على القيام بالتنحي او الاصلاح الجذري
ولن يقبل بشار بتشكيل اي حكومة تضم معارضة الخارج
الشعب السوري يعي كل الاعيب النظام وفبركاته ومسرحياته السخيفة عن الديمقراطية التي لاتترك هامشا لاي سوري ليتنفس
هذا كله ربما يستغرق وقتا ولكن النظام سيسقط في النهاية ويغيب
وحتى لاتكون سورية مسرحا لعمليات انتقام فلوله ... علينا ان نجتثه من جذوره بكل مؤسساته ورموزه والا نعمل نصف ثورة او اكثر كماحدث في مصر عندما تركوا رجال مبارك في الداخلية يرتكبون المجزرة تلو الاخرى بحق الشعب ويصفون حساباتهم مع القوى التي حركت الثورة وكانت فاعلا مهما بها كاألتراس الاهلي الـذي كان مستهدفا في الجريمة الاخيرة في بور سعيد
علينا ان نمحو عقلية القمع والدكتاتورية والاجرام الموجودة في فكر العسكري المخابراتي وعقليته وحتى ذلك علينا ان نبعد كل اصحاب هذه العقول المدمرة عن المجتمع فهم اكبر خطر يهدده بعد سقوط هذه الانظمة الشمولية القمعية الفاسدة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية