أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لحظة من فضلكم... ذاب الثلج وبان المرج .... د. سهيل حداد

أجمع اليوم في لبنان كما هو الحال في كل المحافل العربية والدولية الرسمية والعامة، جميع أقطاب السياسة اللبنانية بشقيه المستولين على السلطة غصباً والمعارضة الوطنية على إدانة جريمة اغتيال الشهيد العميد الركن فرانسوا الحاج . وهذا شيء طبيعي لسيرة رجل عسكري وطني من الطراز الأول حرص على وحدة الجيش اللبناني الوطني وعقيدته في التصدي للعدوان الصهيوني والحفاظ على السلم الأهلي ووحدة لبنان واستقراره وعلى عروبة هذا الجيش وانتمائه. ولكن الغريب في الأمر أن قادة جماعة 14 شباط ولأول مرة منذ استيلائهم على مقاليد السلطة في لبنان لم يتهموا أحد ولا حتى سورية وفقدوا القدرة على التبصير والتنجيم وضرب المندل. وقد أتت جميع تصريحاتهم في هذا الخصوص متوافقة وهي أن الوقت مبكر لاتهام أي طرف في هذه الجريمة النكراء... ويجب التريث قبل إطلاق التهم...
عجيب غريب أمر هذه الجماعة التي كانت تسارع حتى قبل حدوث أي عملية اغتيال أو تفجير أو حادث سيارة عابر في لبنان إلى اتهام سورية وحلفائها في لبنان... أما اليوم فقد تلعثمت ألسنتهم وجاءت تصريحاتهم ضمن إطار المنطق.. ما هو السر يا ترى؟ ... هل تغير اتجاه بوصلتهم في تنفيذ مخططهم البشع القذر في لبنان... أم أن العالم لم يعد يصدق أباطيلهم وأكاذيبهم واتهاماتهم لسورية لذلك بدؤوا بتنفيذ الخطة البديلة لإبقاء لبنان في حالة الفوضى واللااستقرار وهي اغتيال رموز وطنية تم الكشف عنها منذ حوالي عام مضى على صدر صحيفة انبرت لتسويق الأباطيل والأكاذيب والاتهامات المغرضة والأخبار المضللة والتهديد والوعيد عن سورية والوطنيين اللبنانيين والمقاومة...
الإجابة بكل بساطة تمر عبر المثل الشعبي ذاب الثلج وبان المرج واتضحت الصورة وبدأت خيوط الحقيقة تتكشف عن كل ما حدث في لبنان منذ أكثر من 1032 يوماً أي منذ أن نفذ اغتيال الحريري على أيدي من كانوا يريدون تنفيذ القرار 1559 وتحجيم المقاومة اللبنانية وسحب سلاحها، والضغط على سورية ودورها العربي، وتمرير مخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين في بلاد الشتات وأولها في لبنان...
فكل الأدلة تشير إلى أن جريمة الاغتيال الشهيد الحاج المرشح للحلول مكان العماد ميشيل سليمان كقائد للجيش أتت ضمن قراءة واستحقاق سياسي ومأزق تعاني منه هذه الجماعة التي لا تريد أن يكون هناك توافق وطني في لبنان... أو أن يكون في لبنان المستقبل رجال أمثال الشهيد الحاج.. فكل ما تفعله هذه الجماعة والتي لديها تعليمات بإبقاء لبنان ضعيف ومنقسم وعلى شفير هاوية الحرب الأهلية يصب في هذا الاتجاه...
نعم كل الأدلة كما هي في جميع حالات الاغتيالات والتفجيرات السابقة تشير إلى استفادة هذه الجماعة من تداعيات هذه الأعمال الإجرامية لتحقيق مصالحها السياسية وخروجها من مأزقها السياسي أو لتمرير ظرف وحدث سياسي (قرار دولي، محكمة دولية، إبقاء حكومة غير شرعية في السلطة)... وإن كانت كل هذه الجرائم تصب في النهاية لمصلحة إسرائيل والمخطط الأمريكي الصهيوني... وهي ليست بعيدة عن أيدي الموساد وبعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية وعملائهم المنفذين لهذه الجرائم في لبنان من جماعة ثورة الآرز والقوات اللبنانية التي يقودها جعجع وعصابات فتح الإسلام وجند الشام وعصبة الأنصار وبلطجية تيار المستقبل أمثال وسام الحسن وعصابة فرع المعلومات وفارس الخشان...
فهل هناك أدنى شك بعد الآن عن الطرف الذي يروع لبنان وشعبه وحياة مواطنيه ووحدته وأمنه واستقراره؟... بالطبع لا.. إلا إذا كان لدى سعد الحريري وجعجع والسنيورة والسبع (الذي لم يستطع كشف أية خيوط لجريمة وقعت في لبنان) مخطط أوسع للاستمرار في تهويد هوية لبنان.
عذراً منكم فمنذ 1032 يوماً والسوريون يعرفون حقيقة هذه الجماعة المسماة بجماعة 14 شباط وقبل أن يذوب الثلج بزمن بعيد. فكل خدعهم وأكاذيبهم وأضاليلهم ودعايتهم ومرتزقتهم لم تستطع أن تخفي عنا الحقيقة التي بدأت خيوطها تتكشف رويداً رويداً... وهي بأنهم وراء كل ما يحدث في لبنان من مآسي وجرائم.
دمشق، في 13/12/2006
[email protected]

(108)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي