الجو من حوله كئيب كان ينظر ويجول بعينيه في أرجاء المكان كانت رائحة احتراق الذكريات وتعفن الماضي تعبق في المكان ,لم يعتقد بأن ذلك سيحصل يوماً,وقف عند النافذة,تلك النافذة البعيدة كل البعد عن مكانه...والقريبة كل القرب من مكان موته.نظر إلى الخارج شاهد التراب,كان التراب يمتزج بقطرات المطر ويتحول إلى طين ليصبح لزجاً كانت هذه العملية تشبه لحد ما دمائه التي شعر وكأنها قد بدأت بالتخثر...شعر بأن لحظة موته قد اقتربت بالرغم من تأكده بأنه بعيد جداً عن الموت في هذه اللحظة بالذات لأنه في هذه الدقيقة كان جزءاً من الأموات...نعم قد كان مقتولاً كان يتجول بخياله في العالم الآخر..بين القبور وبين الجثث وبين الأجساد المقتولة كان يريد أن يتكلم ,أن يحطم جدار الصمت إلا أن الرائحة أخذت تتسرب إلى كل جزء من المكان كتبه..دفاتره..أقلامه..طاولته..ثيابه..أنامله وحتى قلبه
قد تحول الآن كل شيء إلى سراب, سراب قد صبغ بلون الرماد ...لم يعد قادراً حتى على البكاء كانت أيدي البشر تطلب العون منه عله يساعدها على الهروب أو النجاة من الطين, إلا أنه لم يستطع فعل ذلك,كان يود مشاهدتهم فقط...لم يعطي فرصة واحدة لنفسه بالتفكير لإنقاذهم أو مساعدتهم,كانت أنانيته تتلذذ بسماع أنينهم وصراخهم المختنق وكأنه قد خلق من الحجارة,عاد إلى المكان بسرعة فوجد النيران قد أكلت كل شيء للأسف أنه عاد متأخراً إلى غرفته عاد ولم يجد شيء لم يجد الكتب...أو الدفاتر... أو الورود لم يرَ حقيبتها في الغرفة ,بحث طويلا عن وجهها بحث وبحث عن رائحة عطرها المميزة إلا أنه لم يجد شيء سوى الرماد,لم يستطع أن يصمد طويلا لأنه علم في النهاية أنه إنسان من سراب....
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية