أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القتل المُحرّم والقتل الواجب ... م. سعد الله جبري


لاشك أن كلَّ إنسان عاقل مُتحضّر يكره أن يقتل إنسانٌ إنسانا آخر مهما كانت أسباب الخلاف بينهما! وأنه لا ‏يقوم بجريمة القتل إلا إنسان مريض نفسيا وعقليا وعقيدة، حيث يلجأ لمعالجة إختلافه مع إنسان آخر ‏بمحاولة قتله، أو قتله فعلا! هذه حقيقة إنسانية، وهي أمرٌ مقبول ومعترفٌ به حضاريا وشرعيا! وكما يبدو ‏هذا حضاريا ومقبولا بين جميع البشر، فهو أكثر أهمية وحساسية عندما يلجأ "مجرم" لقتل مواطن آخر من ‏ذات بني وطنه وبلاده! ويكون أفظع وأخطر عندما يقوم مسؤول رسمي بذات الفعل الشنيع، وغرضه البقاء ‏في منصبه للإستمرار في التسلط والفساد والنهب غير المشروع من بني وطنه وخزينة بلاده!‏

أقول هذا لبيان كم هو إجرام إنساني ووطني، أن تلجأ "ذكور" السلطة وليس "رجالها فليس فيها رجلٌ ‏واحد بمفهوم الرجولة المُتكامل" إلى قتل مواطنيهم لأسباب غير منطقية وغير شريفة، وغير مقبولة ‏إنسانيا ووطنيا ولا بأيٍ من المعايير على الإطلاق! وهذا ما ينطبق على تصرفات وجرائم قيادة النظام الحالية ‏التي أثبتت طيلة أحد شهرا، أنها لا تزيد عن فئة من "المجرمين" وليس من البشر الأسوياء! ‏
وأنها تتوسل لذلك باستعمال ذات الأسلحة التي عانى الشعب السوري عقودا طويلة ليشتريها لحمايته من ‏عدوٍان خارجي، أو لتحرير أرضه المحتلة! وليذكر كّلٌ منا كم دفع كلّ مواطن، وأهله وأقربائه وأصدقائه، ‏وبني وطنه جميعا، من دخله وراتبه طيلة الخمسين سنة السابقة لدعم الجيش السوري وتسليحه، وتحت ‏قاعدة وقانون " ضريبة المجهود الحربي" الذي دفعه الجميع طيلة عقود طويلة، ليمتلك جيشهم سلاحا ‏يكفيه للدفاع عنهم وعن وطنهم، فما قام المجرم بشار الأسد إلا باستعمال ذات الجيش، وذات السلاح ‏المدفوع ثمنه من المواطنين جميعا، للقيام بتقتيل المواطنين بذات جيشهم وسلاحهم الذي دفعوا هم ثمنه!‏

التساؤل الآن هل على الشعب الذي يُقتل بدون حساب، وبلا مبالاة فظيعة الإنتظار بضع سنوات أُخرى حتى ‏يتمكن المجرم القاتل من الإجهاز على بضع ملايين من مواطني سوريا؟ أو أن يعمل للخلاص من تقتيل القتلة ‏الذين يقتلونه، ولا دواء ، ولا رد على ذلك إلاّ مقابلة القتل بالقتل؟ وهو أمر مشروع وأخلاقي وقانوني، ولا ‏بديل له عندما تتغوّل السلطة بتقتيل مواطنينيها باستهتار تأنفه حتى الوحوش والضباع الكاسرة!‏

إن السلوكيات والقوانين المجتمعية الإنسانية، وكذلك الشرائع الإلهية لجميع الأديان السماوية ، بل وغير ‏السماوية – تقرر بأن جزاء القاتل هو القتل، وليس شيئا آخر، وذلك ليس لحماية لحق الإنسان في الحياة ‏فحسب، ولكن لضمان ثوابت العدالة والحقّ، وحياة الآخرين في المجتمع!‏

إن ما صبر عليه الشعب العربي السوري طويلا، آملا أن ينتصر ميزان الحقّ، ومنطق القانون والعدالة على ‏عقلية ومنطق ذكور السلطة السورية الذين قتلوا - ولا زالوا يقتلون يوميا وبتزايد - المواطنين بتزايد مُفجع، ‏طيلة أحد عشر شهرا حتى الآن بدون حساب ولا وجل، يجب أن يتغير الآن إلى مبادرة جميع رجال المجتمع ‏السوري الشرفاء المخلصين لوطنهم وشعبهم ومجتمعهم ومواطنيهم بل وإنسانيتهم، المبادرة إلى قتل ‏القتلة، وبأسرع ما يُمكن لإنقاذ سوريا الدولة، وسوريا الشعب من إجرام وتقتيل عصابة لا أمل في فهمها ‏للحق، ولا اعتبار لها لحياة الإنسان عامة والمواطن خاصة!‏

أيها الأخوة المواطنين: أكرر وأقول ما كنت أقوله مقتنعا به طيلة الشهور الماضية، من أنه لن يوقف ‏المجزرة البشعة التي يرتكبها نظام المجرم القاتل بشار الأسد، إلا - وأكرر إلا - بالمبادرة إلى إغتيال وقتل ‏مسؤولي الدولة القائمين تحت ولاية بشار الأسد، مهما كان منصبهم أو قرابتهم أو درجة مسؤوليتهم، حيث ‏أن المذكورين، ليسوا مسؤولي دولة إطلاقا، وإنما هم مُجرّد عصابة لصوصية مُتسلطة، ونهبٍ وفسادٍ، ‏وتقتيل، وخيانة وطنية، مثلهم كمثل العصابات التي كنّا نسمع عنها في شيكاغو وصقليه وغيرها!‏

إن القتل والإغتيال قد أصبح الآن "دواء" و "علاج" فهل نمتنع عن تناول الدواء والعلاج تحت زعم ‏أخلاقياتنا ومثاليتنا، ونترك للمجرم الإستمرار في "تقتيلنا" نحن بالذات، وهل يُنكر أحد أن الدور غدا أو ‏بعده، قد يكون أحدنا أو أولاده أو أواخواننا أو آبائنا أو أصدقائنا ومعارفنا؟ وقبل كلِّ شيءٍ مواطنينا الذين ‏يُقتلون حاليا بدم بارد تحت سمعنا وبصرنأ، بل وسمع وبصر جميع العالم المنافق الذي لا يعمل شيئاً لإيقاف ‏القتل، وإنما المتاجرة بالقضية، وأغلبهم في الشرق والغرب مسرور بما ينجزه المجرم بشار الأسد من تقتيل ‏وحشي، ما هو إلاّ خدمة وإرضاء لعدوتنا الأولى إسرائيل! ‏

فليتنادى الشباب السوري من جميع الطوائف والقوميات، وفي جميع المدن والمحافظات، للقيام منفردين، أو ‏من خلال تشكيلات قليلة العدد كبيرة الفاعلية والتأثير، وذلك لغرض إنقاذ شعبنا ومجتمعنا ووطننا، عن طريق ‏‏"تقتيلٍ مُقابل" لما يفعله المجرم بشار الأسد، ولنقم بقتل كل مسؤول حكومي في السلطة سواء من كان في ‏القصر الجمهوري، أو الحكومة أو مجلس الشعب أو ضباط الجيش الموالين للمجرم بشار الأسد!‏
هذا هو الدواء، ولا دواء غيره، حتى لو انتظرنا سنين طويلة لن يكون ناتجها إلا المزيد من تقتيل سلطة ‏الإجرام لأهلينا وشعبنا ودولتنا، والذي سيصل إلى الملايين منا ومن شعبنا، أعجبنا ذلك أو لم يُعجبنا!!‏

ولنذكر أن عندما يُصاب إنسان في أحد أعضائه – رجله أو يده مثلا - ويخبره الطبيب أن لا أمل له في ‏الشفاء إلا ببتر الساق أو اليد المصابة، وإلا فهو الموت القريب، فإنه يقبل صاغرا بالبتر، لنجاته كله من ‏موت محقق!‏
وإن رجالات السلطة الأسدية، وكنا نظنهم يدنا ورجلنا، وأنصارنا، فتبين أنهم ما هم إلا مرضنا وأعداءنا ‏بحقّ، ولدرجة تقتيلنا بإجرام غير مسبوق في بلادنا ومجتمعاتنا، وبالتالي ما علينا إلآّ بترهم لإنقاذ حياتنا ‏وأنفسنا ومجتمعنا ووطننا جميعا!‏
‏ ‏
ولنتنادى: القتل بالقتل، والبادئ أظلم! وكلما كان الهدف أعلى منصبا وأقرب إلى المجرم الأسد وعصابته، ‏كلما كان قتلا حلالا واجبا ومفروضا من الله تعالى، ومفروضا في جميع الدساتير والقوانين والشرائع ‏والحقوق الإنسانية في العالم أجمع، وعبر التاريخ جميعا! ومن يتخلف عن ذلك فهو الظالم لنفسه وأهله ‏والمجتمع جميعاً! ومن يتخلف عن ذلك فلينتظر دوره، وأهله من تقتيل عصابة المجرم بشار الأسد!‏
وليذكر كلٌّ منا عندما يستمع في الإذاعات والتلفزيون كلّ يومٍ بل ونشرة أخبار، أن عددا من المواطنين قد ‏قتلهم مجرمي النظام الأسدي، فإن عليه جزء من المسؤولية في تلك الجرائم، لأنه لم يعمل لقتل القتلة قبل ‏قيامهم بجرائمهم اليومية المتزايدة التي أصبحت دستور حياتهم، الذي هم له طائعين!!!‏

(115)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي