كتب الصحفي
الغربي أليس فوردهام، المتواجد في مدينة دوما بريف دمشق، تقريراُ لـ"خدمة
واشنطن بوست"، نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، تحدث عن الإشتباكات في
المدينة المشتعلة، ودعم الأهالي للجيش الحر، وفي المقابل عرج على أحوال العاصمة
دمشق التي يدعم سكانها الرئيس بحسب التقرير، نص التقرير:
أحكمت مئات من القوات الحكومية سيطرتها على الشوارع المهجورة بالضاحية الواقعة شرق
دمشق يوم الثلاثاء، بالانحناء والاختباء خلف أكياس رملية وفرض حراسة مشددة على
نقاط التفتيش. وبعد أسبوع من القتال، فر المنشقون عن الجيش الذين كانوا يقفون في
وجههم إلى الريف، وتم إلقاء القبض على مئات الشباب، كما نزح العديد من الأسر. غير
أن معارضي النظام في دوما تعهدوا بالاستمرار في التظاهر حتى سقوط الرئيس بشار
الأسد، حيث نظموا مظاهرة في جنازة أربعة رجال لقوا مصرعهم أثناء القتال الأسبوع
الماضي على الرغم من عودة سيطرة الجيش.
«يجب أن ندعو من أعماق قلوبنا أن نحقق
الانتصار»، هذا ما قاله متحدث علا صوته من بين حشد من مئات الأفراد، معظمهم من
الرجال، الذين احتشدوا في ميدان أمام المسجد الكبير في دوما، أحد الأماكن العديدة
الواقعة على أطراف العاصمة التي شهدت أحداث العنف الأخيرة. «إذا لم يقل
«لينصرنا
الله»، هكذا تعالت صيحة الجموع، بينما أخذت الطبول تدق بسرعة محمومة. سيعقب
المظاهرة مظاهرات أخرى أكبر، وفقا لما تعهد به المشاركون الذين ذكروا أنهم ظلوا
ينظمون مظاهرات ضد النظام لما يقرب من عام، على الرغم من أنه عادة ما كان يتم
اعتقالهم أو يصابوا بجروح على أيدي قوات الأمن. وفي وقت سابق، أوضح عضو بالقسم
المحلي من شبكة لجان التنسيق المحلية المعارضة أن مئات من أفراد الجيش السوري الحر
أخذوا على عاتقهم مهمة حماية المتظاهرين في دوما وسقبا والمناطق المجاورة على مدار
أشهر.
وفي
الأسبوع الماضي، قال الناشط، الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته نظرا لأنه قد
أطلق سراحه مؤخرا من السجن ويخشى من أن يعاد اعتقاله مرة أخرى، إن الجيش طوق دوما
وبدأ في مداهمة المنازل وإلقاء القبض على أفراد مع قصف سقبا وعربين المستهدفتين.
وعلى حد قوله، كانت حملة القمع مدفوعة بنزاع بين الجيش السوري الحر وقوات الأمن في
موقع تشييع إحدى الجنازات الأسبوع الماضي. وحتى الآن، ما زالت المظاهرات في
المناطق المركزية من العاصمة صغيرة ومتقطعة، ويبدو من الواضح أن العديد من السكان
ما زالوا يدعمون الأسد، خاصة هؤلاء المنتمين للطبقات الوسطى، الذين استفادوا من
التحرر الاقتصادي.
غير
أن التصعيد المستمر للمظاهرات والاشتباكات على الطرف الشرقي من المدينة، التي تضم
عددا من الأحياء الأكثر فقرا، قد أسهم في شعور متزايد بأن دمشق ليست بمعزل عن
الاضطراب الذي يعصف بمعظم بقية أنحاء سوريا. ويقول كثيرون إنهم يخشون من أن تشهد
أعمال عنف مماثلة لتلك التي اجتاحت تلك المدن التي تعتبر ساحة قتال، مثل حمص
وحماه.
«إن
هذه الأزمة لم تؤثر علي فحسب، وإنما على الشعب السوري بأسره»، هذا ما قاله عامل في
متجر لبيع الحلويات في حي الميدان الواقع وسط دمشق، الذي شهد مظاهرات متكررة، وإن
كان يتم إخمادها بشكل سريع. «لقد أثرت الأوضاع على شعور الناس بالأمان»، هذا ما
أضافه الرجل، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول. وأضاف: «اعتدت أن أبقي المتجر مفتوحا
حتى وقت متأخر من الليل، لكني لم أعد أفعل ذلك الآن، لدواع أمنية».
وقال
شيخ في أحد المساجد بحي الميدان، الذي تحدث دون تحديد هويته، إن معدل الجريمة قد
ارتفع في المدينة منذ أن بدأت قوات الأمن تركز على منع المظاهرات. «أرغب في عودة
الأمن مرة أخرى للدولة وإقامة العدل»، هكذا تحدث. وأضاف: «لقد وصل الشعب لهذه
المرحلة بسبب الطغيان، ومن ثم، لا يطلب الناس أي شيء أكثر من العدل». وقال ناشط
آخر في حي الميدان إنه مع ازدياد عدد الأسلحة، أحيانا ما يحدث تبادل لإطلاق النار
في الشوارع ليلا، الأمر الذي لم يكن من الممكن تصديقه في دمشق قبل عام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية