يعتبر مسعود البارزاني رئيس أقليم كردستان مرجعية الشعب الكردي ليس في سورية فحسب و إنما في جميع أنحاء العالم، نظراً لتاريخ هذه العائلة الحافل بالنضال و التضحيات التي قدموها في سبيل القضية الكردية أولاً و ثانياً نتيجة لمواقفه الثابتة و المبدئية في التمسك بالحقوق القومية و عدم التفريط بها أو المساومة عليها مهما كان الثمن و ثالثاً جعل من أقليم كردستان معلماً مميزاً بين دول المنطقة و مضرب المثل في البناء و الإعمار و الأمن و الأمان على الرغم من إن الأقليم في منطقة تشهد إضطرابات مستمرة و قتل على الهوية و محاطة بأنظمة تتحين الفرص لزعزعة الإستقرار و الأمن فيه.
و بما أن جزء من كردستان يقع في سوريا حسب إتفاقية سايكس بيكو و هو ما يعرف بكردستان سوريا فإن للشعب الكردي حقه في أن يبحث عن وحدة الصف الكردي في الخارج الذي بات من الضرورات بعد تشكيل المجلس الوطني الكردي في الداخل و البحث عن سبل ضمان حقوقه في سوريا المستقبل بعد أن ذاق الأمرين على يد الحكومات السورية السابقة
و خاصة بعد إغتصاب حزب البعث للسلطة الذي أصدر المراسيم تلو المراسيم و القرارات تلو القرارات في سبيل القضاء على جميع المعالم التي تدل على كردية المنطقة و منها التعريب الممنهج للمنطقة و عدم قبول الكرد في الإدارات و الوظائف الأساسية في الدولة و منع الثقافة الكردية و منع التكلم بلغتهم الأم مما جعل الشعب الكردي في كردستان سوريا يفقد الثقة بإدعاءات التغيير و الإصلاحات التي أطلقها النظام الآيل للسقوط و الفاقد للشرعية الشعبية أولاً و العالمية في الآونة الأخيرة.
لم يكن معارضة الكرد للنظام القابع في دمشق وليد لحظة إندلاع الثورة السورية الملتهبة منذ نحو إحدى عشر شهراً و لم تكن مطاليبهم في يوم من الأيام ضد المصلحة السورية كوطن بل كانت الحركة الكردية ترى بأن سوريا الديمقراطية تضمن الحقوق المتساوية للجميع ، و هذا يعني بأن مبدأ تطبيق الديمقراطية يقاس بمدى التجاوب مع الحقوق الشعبية و المطاليب الجماهيرية أولاً و إيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا حسب القوانين الدولية و مبدأ حق تقرير المصير للشعوب.
في بداية أيام الإستقلال إعتبر الكرد من جانبهم و من طرف واحد على أنهم شركاء في هذا الوطن لأنهم يعيشون على أرضهم التاريخية أولاً و قدموا التضحيات إن لم يكن أكثر من غيرهم فلن يكون أقل منهم في سبيل التخلص من الإحتلال الفرنسي و لكن السلطات الشوفينة و العنصريين من القوميين و خاصة البعثيين تبنوا مبدأ إقصاء الآخرين و عدم إفساح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية أو الثقافية و الواقع يثبت ذلك فمنذ إغتصاب حزب البعث للسلطة و إحتكارها من قبل عائلة الأسد لم يكن للشعب الكردي أي تمثيل في مراكز الدولة من مجالس الشعب إلى مجالس البلديات
أو في الحكومات السورية المتعاقبة بل على العكس تم تجريد الكرد من الجنسية السورية وتم تطبيق الحزام العربي و تغيير أسماء القرى و البلدات من الكردية إلى العربية.
لم يتوقف الكرد لحظة واحدة في المطالبة بحقوقهم رغم الإعتقالات و المضايقات و القتل العمد بأمر من الحاقد سليم كبول محافظ الحسكة في ذلك الوقت الذي كان بدوره يأخذ آوامره من رئيسه بشار كما حدث في إنتفاضة آذار 2004. و مع ذلك نظم الكرد لوحدهم العديد من المظاهرات في قلب العاصمة دمشق التي كانت تندد بالسياسات و المشاريع العنصرية
و الشوفينة المطبقة من قبل السلطة الحاقدة على الإنسانية ضد الشعب الكردي .
و بما أن دول جوار الأقليم الكردي كلها تحتل أجزاء من كردستان ( تركيا- سوريا- أيران- و مازال العراق أيضاً يحتفظ بأجزاء من الأقليم الكردي و هو ما يسمى اليوم بالمناطق الكردية المتنازع عليها بين بغداد و هولير) فكان حري بالكرد في أن يختاروا المكان الملائم لعقد مؤتمر الجالية الكردية السورية في الخارج بعيداً عن ضغوطات الحكومات و الدول الغاصبة لكردستان حتى يكون لهم حرية التعبير و الإختيار و إتخاذ القرارات بما ينسجم مع مصلحة الشعب الكردي ، و كان الرأي السديد و الإختيار الصحيح في مدينة هولير التي تعتبر الرمز الكردي و عاصمة الأقليم و مركز ثقل السياسة الكردية.
01.02.2012
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية