أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا أنا متفائل وبقوة:؟؟؟ ... عدنان أحمد


لاشك أن الايدولوجيا التي رافقت الثورة هي سر قوة هذه الثورة وهي سر بقائها واستمرارها لهذه المدة ومازالت ا ( وهذا دافع الأول للتفاؤل لكل من بدأ يشعر بالملل والإحباط ) .
- تتمثل الايدولوجيا الثورية المرافقة للحراك عن نقاط ثلاثة : حرية . كرامة . مساواة . وهي كلمات صغيرة لكنها في كافية وهي ناتجة عن مشكلة أساسية تختزل كل أسباب التي أدت إلى هذه الثورات في العالم العربي وهي :
تطور العنصر البشري في الشرق الأوسط ( الإنسان ) ليصل إلى درجة علمية وثقافية وفنية وإبداعية . وبنفس الوقت تراجع الحيز العام اجتماعيا وسياسيا ومؤسسات علمية وفنية واقتصادية إلى درجة من التخلف المقيت مع عنصر ثالث وهو العنصر السياسي المحرك لهذا المجتمع والمؤسسات بشكل يكرس فقر وتخلف البيئة العامة .
تطور الفرد علميا فكريا اجتماعيا = تخلف المؤسسات والأطر الاجتماعية التي تحضن هذا الإنسان الأكثر تقدما من المؤسسة
مع تخلف سياسي .
هذا التناقض والانفصال بين الإنسان وبيئته وانعدام المساحة التي يستطيع أن يمارس فيها إبداعه الفكري والعلمي . أدى إلى حالة من الكبت واليأس في المزاج العام
.
وهنا اطرح طرحا هاما في منظوري :
.
الإنسان الشرقي هو إنسان روحاني متعلق بالرب والمعتقدات الدينية على اختلاف ديانته . وهذا الرابط الروحي يجعل دائما من الإنسان متفائلا ومتأملا الخير والتغير . مما جعل هذا الكبت الخارجي أن يدمر الإنسان أو يشل من إبداعه خارجيا لكنه بقي داخليا حيا متفائلا ينتظر اللحظة المناسبة . ( وهذا رد على أي سؤال لماذا لم يتحرك الشعب سابقا ) .
كل ماذكر شكل الايدولوجيا التي تنص : انأ الإنسان في هذه المجتمعات استحق كل ما هو متوفر في مجتمعات العالم من خدمات ومتطلبات وكماليات وخاصة ضمن الغنى المالي والفكري والتاريخي لمجتمعي . فكانت الثورة على أساس انأ اعرق وأعظم من أن اختزل وأهمش فكانت ثورة الكرامة والحريات بسلميتها المرافقة لهذا الوعي الشعبي .
.
لماذا التفاؤل موجود وبقوة:؟؟؟
.
1- الوضع العام . للمجتمع على كافة الأصعدة وصل إلى حد الغليان من خلال الممارسات المنحرفة والأخطاء المرتكبة في إدارة المجتمع والدولة وتفشي الظلم والفساد .( وقد يسأل سائل هنا ) ما هذا الفساد منتشر في معظم مجالات البلد وبين اغلب الناس ؟ ويسأل أيضا ما اغلب من في الشارع اليوم مواطنين بشكل ما كانوا فاسدين .
نعم : قد يكون السؤال إلى حد ما صحيح لكن عندما يتراكم الخطأ فوق الخطأ يصل الإنسان إلى مرحلة يعلن فيها إفلاسه على كافة الأصعدة في إدارة حياته في تلك المنظومة الخاطئة وقد يستمر في الخطأ إلى حين الانفجار وتوفر عامل ما يساعده على التخلص من المأزق الذي يعيشه . ( فالرجل الدائن ) يصل لدرجة وهو المذنب بشكل ما إلى حد يعلن فيه إفلاسه . ويحتاج إلى حل رغم انه كان يسير أمره سابقا مرة تلو الأخرى بان يستدين
2- الوعي العام : هو اختلاف الوعي الشعبي بين السابق والحاضر . فنسبة الوعي تزيد من اطلاع الإنسان وتزيد من متطلباته وكذلك تزيد من كمالياته . فأبي وأمي ومن عاشرهم في ذلك الجيل الذي بدأ منذ وقتها سياسات الفساد الاقتصادي والاجتماعي والأمني . كانت لديهم متطلبات فردية واجتماعية اقل .
3-عدم تشكل قيادة سياسية لتاريخه هو دليل سلامة الايدولوجيا وأحقية الثورة . فما هذا الخلاف إلا خلاف فكري بين تيارات سياسية وما الثورة إلا حراك عام . فإن تشكلت القيادة السياسية اليوم أو غدا فهي قيادة نابعة من هذه الايدولوجيا وغير ذالك غير ممكن . ليستمر الخلاف الشخصي والفكري بين التيارات التي لا ناقة لها ولا جمل في هذه الثورة .فالسبب في عدم تكوين قيادة سياسية من الشخصيات الموجودة أن الثورة تحمل ايدولوجيا اكبر وأعمق من هذه التيارات والشخصيات . وما يدعوني للتفاؤل هي قدرة الشارع لتاريخ اليوم على تهميش وتصغير كل الرموز السياسية فردا وجماعة من أن يعلو صوتهم فوق صوت الشارع . وهذا السبب هو نفسه الذي سيخرج المعارضة من مأزقها أو يلغيها ويشكل قيادات وليدة الفترة القادمة

عدنان أحمد
(121)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي