مع مرور الوقت وتداعي الأوضاع وازدياد حـدة الصراع تصبح خيارات بشار الأسد محدودة ، فحلمه وحلم مجرميه الذين اعتمدوا الحل الأمني والقضاء على كل معارضة وسحقها بالقتل والتعذيب وملاحقة رموزها عدا عن القاء التهم بالجملة والمحاكمات الصورية بتهم الخيانة والعمالة ووهن نفسية الأمة غيرها من تهم محاكم أمن الدولة ، والحقيقة آن الرعب الذي سوقه وروجه النظام عن قصد ومبالغة بعد اتكابه مجزرة حماة وساعده في ذلك من عارضه عن جهل هو من آبقاه في الحكم طيلة هذه السنين ، وبعبارة أقرب إلى الدقة كان ترويجه للشائعات عن بطشه وجبروته من آهم العوامل التي جعلت شرائح كبيرة من السوريين تقبع تحت الخوف والرعب من بطش هـذا النظام واجرامه ، ولكن الرئيس الابن يقف متخبطا وحائرا وعاجزا امام هذه الثورة التي حطمت كل حواجز الرعب والخوف والتي داست هيبة النظام وكرامته وسحقتها بالأرجل والأحـذية ، فلم ينفع معها كل أساليبه ومجازره وكل اعتقالاته وتعـذيبه وقصص الاغتصاب والقتل في آقبية السجون التي روجها ليخيف بها السوريين ، وعندما فشل فشلا ذريعا برغم كل ديماغوجته البعثية داخليا توجه للخارج اقليميا ليهدد دول الجوار بتعطل المصالح وعدم الاستقرار وعالميا بتهديد الدول الكبرى ومساومتهم على النفط و أمن اسرائيل .
استطاع حافظ الآسد آن يضمن توازنات كثيرة في المنطقة ورغم سنوات حكمه الطويلة ظل ممسكا بخيوط كثيرة ، ولكن الظروف تغيرت وسببت فترة حكمه تداعيات واحتقانات داخلية نتيجة تفشي الفقر والفساد والبيروقراطية والسرقة والنهب لموارد الـدولة ومؤسساتها ، وخارجيا كان لوضع سورية وتحكمها بالتوازنات الاقليمية وفرضها لسيساتها الممانعة وان بالشعارات فقط معارظين كثر ، فهـذا البلد الصغير بحكم موقعه وباقتصاده الهش ونظامه القمعي الشمولي آصبح مصدر ازعاج وتوتر ....
ومع سنوات بشار الأسد الأولى في الحكم بدآت تتغير الظروف والتوازنات وبدآت رياح التغيير تداعب المنطقة
ولكن بشار الآسد الـذي آعطي مهلة طويلة وعقدت عليه الشعب الآمل بالتغيير والاصلاح ومواكبة العصر فشل في مهمته ولم يكن على اي قدر من المسؤولية وخصوصا بعد انتهاء ربيع حكمه وبطش النظام الآمني بكل شخصيات المعارضة وزجها في السجون
كان نظام بشار الأسد نسخة طبق الأصل عن نظام والده آو هكـذا اريد آن يكون من قبل قادة هـذه النظام وعقلياتهم الصدئة وانعزالهم عن الواقع وعدم مقدرتهم على ملاحظة تغيراته.
بل وزدادت الآمور سوءا فتحول النظام الاشتراكي الـذي لم يطبق الا آسوآ مافي الاشتراكية إلى الرآسمالية ، رآسمالية رجال الاعمال الجدد الذين كانوا فقط من رموز النظام والعائلة الاسدية لتسيطر على اقتصاد البلد المنهك وتحتكره وتدخل في صراع فيما بينها للسيطرة على موارد البلاد ومصادر دخلها
ومرت السنوات ليظهر رامي مخلوف الـذي ابتلع الاقتصاد السوري واحتكره ، وكان السجن مصيرا لاي منتقد له او لاي معلق على تضخم ثروته وتزعمه لاقتصاد بلد كامل .
وانفجرت الثورة في درعا وبدا الشعب غير آبه ، فالواقع في أحسن آحواله لن يكون افضل من الموت آو مرورالسنين في سجون آقبية النظام ، فرامي مخلوف سيطر على كل شئ وجاء إلى درعا ليحتل منطقة الحدود في نصيب ويحرم الجميع من رزقهم وتجارتهم ، عدا عن السخط والشعور بالاستغلال من شركة سيريتل التي سيطرت على سوق الاتصالات المتحدكة والانترنت برسوم عالية وبخدمة متواضعة وحرمت الشعب من دخول آي منافس .
وبينما كانت بثينة شعبان تضلل وسائل الاعلام وتنفي اصدار اي آوامر باطلاق الرصاص على المتظاهرين
كانت رصاصات النظام الآسدي تغتال وتمزق صدور آهل درعا على مرآى ومسمع من العالم كله
ولم يتوقف أزيز الرصاص فسال الدم آحمرا قانيا ليروي الآرض الحمراء آصلا ويبشر بصنف جديد من شقائق النعمان التي تزهر في ربيع سهول حوران
واشتعلت الثورة وانتقلت من شارع إلى شارع ومن قرية إلى قرية حتى عمت كل درعا ومن مدينة إلى مدينة ومن محافظة لاخرى فالهم واحد والشعور بالظلم واليأس والغبن واحد .... حماه وريف دمشق ... ادلب .... بانياس .... وحمص حمص التي آصبحت عنوانا وقبلة وقبلة لهـذه الثورة وقبرا لآكبر عــدد من شهدائها الابطال
الشعب يحدق وينتظر خبرا عن هـذا الرئيس رفضا ... استنكارا ... جهلا بمايجري
ولكن الأسد لم يقدم الا الكذب والوعود واللجان ومع استمرار الرصاص فقد مصداقيته وهيبته واحترام الشعب له
ولازال الاسد ينتظر آن يتحقق حلمه ويسحق هذه الثورة فلاخيار غير هـذا الخيار ولامصير سواه
ليكتب التاريخ كماكتب والده في حماه كيف سحق الارهابيين واستعاد الامن
ولكن الايام تمضي والشعب كله ، بمعارضيه ويمؤيديه ، يعاني
هل لهذا الرئيس عقل آو قلب .... هل سيبقى متفرجا على سيلان دماء شعبه وتدمير اقتصادهم ... هل سيبقى منتشيا ببقاءه في الحكم على حساب أمن شعبه واستقراره وتيتم أطفال شعبه وتيتم نساءهم
هل يظن هـذا البائس اليائس آن استمراره في القتل والاجرام سيبقيه في منصبه للأبد
آي منصب هـذا التي لم يبق من هيبته ومصداقيته وكرامته شئ وهل من عاقل في العالم يقبله ولو حتى لم يكن لديه ذرة من ضمير انساني آو قرة من انتماء لهـذا الوطن وشعبه
ماهي خياراتك في البقاء .... معدومة .... صفر
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية