أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحليل: ريف دمشق والمُنازلة الآتية.. "خنق النظام"

أفادت تقارير إخبارية لمراسلي محطات عالمية كالـ «سي. ان. ان» والـ «بي. بي سي»، ومشاهد بثها موقع «يوتيوب» أنّ مجموعات مسلّحة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية تسيطر على مدينتي»الزبداني» و»مضايا» ومناطق مجاورة وصولاً الى انحاء من مدينة «دوما» مقر محافظة ريف دمشق، وتمّ تصوير أفلام ونشرها عبر الانترنت تظهر المئات من أبناء الزبداني يحتفلون بـ»تحرير» مدينتهم ويهلّلون لعشرات السيارات الرباعية الدفع والباصات الصغيرة المحمّلة مئات المسلّحين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقاذفات صواريخ «آر.بي.جي»! كذلك أظهرت الأفلام الموزّعة عبر الانترنت تدمير عدد من دبابات الجيش السوري وشوهدت تحترق في السهل المواجه للمنطقة، التي تبعد عشرات الكيلومترات عن دمشق، والمسلّحون يلتفّون كاللسان حولها وصولاً الى الحدود مع لبنان في البقاع، وخصوصاً دير العشاير وليس بعيداً عن مرتفعات جبل الشيخ تحت السيطرة الاسرائيلية، وحسب خبراء يُسهِّل هذا الامتداد الجغرافي من وصول الامدادات على انواعها الى المسلّحين المنضوين تحت لواء «الجيش السوري الحر» وهو مجموعة من الضباط والجنود والمجنّدين الذين انشقوا عن الجيش السوري أخيراً.

 كذلك تساهم وعورة المناطق في ريف دمشق وطبيعتها الجبلية في مساندة أسلوب حرب العصابات التي تشنّها مجموعات مسلّحة ضد آليات الجيوش النـظامية وتحركاتها. ومن الظواهر الفريدة والمستجدّة على الأزمة في سوريا تصوير بيان وتوزيعه عبر الانترنت تلاه الشيخ محمود الدالاتي بصفته أحد وجهاء مدينة الزبداني ويتضمن بنود «الاتفاق بين السلطات السورية وابناء الزبداني» وينصّ على: «إنهاء جميع المظاهر المسلّحة من شوارع المدينة وما حولها، وعدم إقامة الحواجز، ووقف المداهمات التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء المدينة».

وذكرت مواقع الكترونية وتقارير إعلامية أنّ تطوّراً قتالياً ملفتاً تم تسجيله لدى مجموعات من «الجيش السوري الحر» المنتشرة في انحاء متعددة من ريف دمشق، فوحداته مزوّدة صواريخ مضادة للدروع تمكنت من تدمير بضعة دبابات من طراز «ت ـ 72» الروسية، كذلك في حوزتها قناصات متطوّرة الرؤية وأجهزة اتصال لاسلكي وهي تعمل ميدانياً وفق تكتيكات وخطط تستند على الإغارة المتعددة الجهات على الهدف لتدميره نهائياً. وبحسب مختصّين يُعتبر هذا الخرق الأمني والعسكري مفاجئاً، وفي حال تعزيزه قد يخلق عاملاً مستجداً في موازين القوى حول دمشق خصوصا وأنّ تقارير متطابقة أكدت أن معظم مياه الشفة الواردة للعاصمة أصبحت في قبضة الثوار، إضافة الى عدد كبير من أعمدة التوتر العالي الكهربائية وحتى «مساكن قرى الأسد» التي تشكّل أهم تجمّع سكاني لأسر العسكريين وعائلاتهم، أصبحت في مدى نيران المجموعات المسلّحة، وهي أوراق ضغط استُعملت أو قد تُستعمل مستقبلاً.

وقد جاء دخول الصحافة الأجنبية وتصويرها المسلّحين والمناطق «المحرّرة» قبيل وضع اللمسات الأخيرة على تقرير المراقبين العرب الذي تمّ تقديمه الى جامعة الدول العربية قبل أقل من أسبوع، والذي أكد وجود المسلّحين ومبادرتهم الى إطلاق النار، فهل يدخل كل ذلك ضمن استراتيجية السلطات لتأكيد مقولتها بوجود مسلّحين خارجين عن السلطة؟ وبالتالي يجب استخدام القبضة الحديدية لقمعهم وإعادة المناطق القربية من العاصمة الى سيطرة الدولة ونفوذها؟ أم أن دعماً خارجياً ساهم في تنظيم وتسليح المئات وربما الالاف من الجنود والمجندين المنشقين للقتال في مناطقهم التي يعرفون تضاريسها تمام المعرفة ما ساهم في ايجاد توازن مستجدّ للقوى على أرض الريف الدمشقي؟

الإجابات عن هذه الأسئلة ستحملها ثنايا الأيام المقبلة، فلا السلطة ستسمح ببقاء مناطق واسعة ومتاخمة للعاصمة خارجة عن سيطرتها، ولا فصائل «الجيش الحر» إن نجحت فعلاً في السيطرة على أجزاء من الريف، قد تُبقي العاصمة وضواحيها في منأى عن حضورها بأسلحتها على تنوّعها.

فهل بدأت نيران المعارك تزحف في اتجاه دمشق؟ ولمن ستكون الغلبة في النزاع المفتوح للسيطرة على عاصمة الأمويين منذ نحو ستة واربعين أسبوعاً!

وكالات - الجمهورية
(114)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي