أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سورية ومراقبي الجامعة العربية حلقة 3... ناجي حسين

الآن إذْ تدخل الأنتفاضة الشعبية السورية شهرها الحادي عشر، ضد نظام العائلي الإستبدادي، والتقدم الوحيد المسجل في هذه الأزمة هو عدد القتلى والجرحى والمعتقلين 
والمفقودين واللاجئين. عشرة أشهر من التوتر والإحتجاجات في كافة المدن السورية والنظام لا يزال مصرا بثقة كاذبة على أنه ممسك بزمام الأمور ويكرر في كل خطاباته الهزيلة أنه ماض في طريق الإصلاح (بدون تسرع !)، إصلاحات لا تجد لها طريقا على الواقع ولا إستجابة شعبية لأنها بكل إصلاحات لا تجد لها طريقا على الواقع ولا إستجابة شعبية لأنها بكل بساطة إصلاحات نظرية ومبهمة لا أحد يؤمن بها في أوساط الشعب ، بل الحقيقة هو يسير بسوريا إلى الخراب.
جاء قرار الجامعة العربية الأخير في 22 كانون الثاني2012 هو خارطة طريق لحل سلمي للأزمة السورية تحفظ البلد وتبعده من حرب أهلية بدأت نذرها بالبروز. وكلنا يخشى منه، وهو الحرب الأهلية، والأقتتال الطائفي والأنتقام سيكون الأكثر رجحاناً، وحتى فيتو روسيا في مجلس الأمن لقرار تدخل دولي لن تنقذ النظام لأن الواقع يثبت أن الثوار لن يتراجعوا بل هم يتحولون إلى حمل السلاح وهذا يقود تدريجياً حرباً أهلية. 
وبعد قرار الجامعة العربية ظهر وليد المعلم وزير خارجية الدكتاتور الأسد في مؤتمره الصحافي 22-1-2012 كاذباً مكابراً ومحاولاً خوض معارك بطولية واهية ضد الجامعة العربية . المعلم أجتهد كثيرا من أجل أن ينقل أهتمامات الرأي العام من أصل المشكلة إلى جدل هامشي أثبت من قبله من الأنظمة العربية المقبورة أنها غير قادرة على السير فيه إلى النهاية. الأزمة في سورية قائمة بين نظام ظالم وشعب يريد أن يتحرر من عبودية طال أمدها، نظام لا يزال يعتقد أن الإستمرار في أسلوب الحكم بالحديد والنار لا يزال ممكنا في عصر الإنعتاق والثورة التكنولوجية العارمة. 
الصراع في سوريا هو صراع بين فئة صغيرة ذات مصالح على رأسها عائلة الطاغية الأسد ومن حولها حلقات صغيرة من العائلات المستفيدة، التي كونت مصالح في مختلف المدن وبين مختلف الفئات، يضاف إليها مصالح بطانيته في كل مفاصل الدولة. وجميع هؤلاء يشكلون نسبة صغيرة ولكنها ممسكة بمؤخرة النظام، بينما مصالح الشعب السوري بمعظمه مع التغيير السلمي الذي يحفظ البلاد. وقد قال الشعب كلمته فإن شرعية هذه السلطة، قد سقطت.
أي وعود كاذبة وتعنت من قبل النظام ، يزيد من شرارة الثورة قد يتحول إلى مواجهات مسلحة على نحو متزايد ما لم يتم حل سياسي سلمي للأزمة، وأزمة إقتصادية خانقة وأزمة سياسية خانقة، ثم قرار من الجامعة العربية يجب ويمكن أن يعزز تدخل الأجنبي.
كل الذي كتبته عن مخاطر التدخل الأجنبي وما يجره من حرب أهلية ، وإن النظام يستخدم هذه المطالب لتخوين الثورة والتهديدي بتقسيم سورية كل هذا نعرفه ونعرف مخاطره ونعرف أن ثمن تحرر من نظام عصابة الأسدية سيكون غالياً جداً ، وبعد هذه التضحيات لا يمكن إن يتعايش الشعب السوري تحت ظل هذه العصابة المجرمة .
كما يدعى الدكتاتور الأسد بإن غالبية مؤيدا له وأنه فعلا مع الإصلاح، فليعلن وبدون لبس عن أنتخابات برلمانية حرة في حد أقصاه ستة أشهر تحت أشراف مراقبين عرب ومنظمات دولية . تكمن مهام المجلس الجديد في تمثيل حقيقي للشعب السوري مهمته أنتقالية محددة لأجل أقصاه سنة تقتصر على أدخال الإصلاحات الضرورية لإنشاء الأحزاب السياسية حقيقية وليس مثل (أحزاب الجبهة ) التي أصلا ليس لها وزن في الساحة ، ومراقبة أداء الوزارات. إذا كان النظام السوري وأثقا من تأييد الشعب له، فما الذي يمنعه من القيام بتلك الخطوات الملموسة ويقطع الطريق أمام كل المشككين في نواياه ويوصد باب التدخل الخارجي.
أن التدخل الخارجي مشكلة قد يستغلها النظام لتشوية سمعة الثورة، بذلك يمهد تعنت ودموية النظام إلى فتح الباب لتدخل أجنبي العسكري، فطلب التدخل الأجنبي طريق كارثة مؤكدة، وخيانة كاملة لقضية الثورة، والحل فى سورية نفسها، الحل فى الوفاء الحقيقي لدم عشرات الآلاف من شهداء وجرحى الثورة، الحل فى أنتقال شرارة الثورة إلى القلب السوري ، وبدأت أنشقاقات الضمير تتزايد فى الجيش، ويراهن النظام الإستبدادي على الحل العسكري وهذا يزيد من إراقة الدماء، وتدمير سورية بشراً وحجراً، وتحويل قضية الثورة إلى حرب أهلية مفتوحة، وحيث يتمترس النظام بآلته القمعية الدموية الوحشية.
يتطلب من الثوار الأبتعاد عن فكرة إستدعاء التدخل الأجنبي، والتى تساعد النظام على تجنيد آلته العسكرية الأمنية، والإيحاء لجنودها بأنها تخوض معركة وطنية، والتغطية على حقيقة الحرب القمعية بحق الشعب الذي يطلب حقه في العيش بكرامة وعزة وحرية .
بعدما سمعت الفريق الأول الدابي يقول "أن أعمال العنف بدأت تخف بعد وصول البعثة تدريجيا"ولكن لم يذكر أخرها 100 شهيد في يوم واحد. زادني ذلك قناعة بأن المنظومة العسكرية العربية في حاجة إلي إعادة نظر في القيم والمبادئ التي تحكمها . فماذا يمكن لنا أن ننتظر من رجل هو صنيع هذه المنظومة المتهالكة والتي تبث فشلها في حماية الأمن والإستقرار وبات دورها مرتبطا بحماية الرئيس وكأن الأمة أختزلت في رجل واحد. بعثة تقصي الحقائق كان من المنطقي أن يرأسها حقوقي متمرس وليس عسكري تحوم حوله الشبهات.
وكأن البعثة كانت تراقب في المريخ. كيف يدعي الفريق الأول في تقريره أنخفاض حدة القتل بينما القتل أزداد منذ وصول البعثة؟ وكيف يسجل شهادة على مظاهرات لم يتواجد فيها مراقبون؟ المظاهرات سجلت في أكثر من ٤٠٠ نقطة بينما عدد مجموعات المراقبين لم يتجاوز ١٥؟ نستغرب هكذا تصريح من مراقب برتبة فريق أول .
مصيبة إن الفريق الأول الدابي يريد منا أن نُكذب الحقيقة وما نراه علي شاشات التلفاز المباشر. نظام القمعي لعائلة الوحش (الأسد) لم يطبق قرار واحد من قرارات الجامعة. لقد قتل نظام الدموي 1000 شهيد منهم 54 طفلا بعد وصول مراقبين الزور. المراقبون مهلة للقتل وتصفية الشعب السوري. بحق جامعة مفلسة وعدوة للشعوب العربية. 
هل تستمر الجامعة العربية بتوصية جديدة هي: مهل + مهل + تمديد= دماء الشعب السوري النتيجة واضحة تمديد سفك الدماء ؟ الجامعة الدموية بمهلها وتمديتاتها وجولاتها الأولى والثانية ليس فقط تسفك الدماء بل أنها تشربه جولة ثانية وكأن سوريا هي لهم حلبة ملاكمة أو مصارعة حتى الموت بدون قانون !
رغم أن النظام السورى لا يمكن إصلاحه لأنه ببساطة لا يؤمن إلا بالعنف والقتل والسجون والتعذيب، فإننا نتمنى على العرب أن يطبقوا البند الثانى فى تعاملهم مع سورية. نعرف أن البند الأول كان إرسال المراقبين والذي ثبت فشله بسبب إستمرار النظام فى نهجه وهو القتل والعنف والأعتقال. البند الثانى وهو فرض عقوبات إقتصادية مع ضغوط سياسية متتابعة تقوم الدول العربية كلها بتنفيذه وهى قادرة على ذلك! يجب أن لا يلجأ العرب لمجلس الأمن حتى لا تتدول القضية.أي تدخل دولى ستكون نتيجته مدمرة على سورية وشعبها ولا يزال الوضع الليبي ماثل أمام أعيننا! 
في ظل تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار خلال فترة وجيزة، إذ وصل الدولار إلى 75 ليرة، سيتم طبع عملة أو فئة جديدة كما شاع مؤخرا (عن فئة 2000 ليرة)
يؤشر على إن النظام المافيا الأسدائيلي فقد كل الدولارات التي حصل عليها من إيران والعميل المزدوج القواد المالكي لدعم بقائه ولكن الآن لا نظام الإيراني الإستبدادي الوحشي قادر على أعطائه دولار واحد لأن النظام المجرمين في إيران يعاني من تأثير العقوبات الأقتصادية والتي شلت مفاصل الدولة، حيث قال محافظ البنك المركزي الإيراني محمود بهماني إن سعر الدولار الجديد سيبلغ 12 ألفا و260 تومان، ونطالب مجلس الجامعة العربية بفرض قيود صارمة وفعالة على حكومة المجرمين في 
العراق المحتل لكي لا تدعم وتنقذ نظام المافيا الأسدائيلي بأموال العراق، الأفلاس قادم وهذا هو بداية السقوط المدوي للنظام السوري سوف نشهد مشهد لم يشاهده أحد عن كيفية سقوط النظام القاتل لشعبه سوف نرى الكثير من الأخبار وكل ما كان مخبئ وكل ما كان النظام يخفيه سترون العجب العجاب من هذا النظام وأفعاله الإجرامية بحق الشعب السوري والشعوب العربية خلال الأربعين عام.
الحل العربي أنتهى في سورية بقرار الجامعة العربية الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، والحل الأمني الذي يتبناه النظام كتركيبة أساسية في التعاطي مع الثورة الشعبية لحسم الوضع على الأرض والقضاء على الإنتفاضة قد فشل بدليل.
رغم عناد الدكتاتور الصغير وصلفه، فإن الشعب السوري الحر سيقتلع عصابة آل الأسد وقطعانها بأيدي ثواره الأحرار .
هل يستقيل المجرم بشار الأسد حقناً لدماء الشعب السوري؟

(103)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي