انشغال بعض الناشطين في الداخل والخارج بتناول نشاط بعضهم البعض هجوماً
أو نقداً حاداً، هو واحد من المربعات التي يحقق بها النظام رغبته دون
عناء، ولعل "أعداء الحرية" يرون ذلك دفعاً ذاتياً لإبعاد كل من يدعم حقوق
الناس ولو بكلمة أو بوردة على كتف شهيد.
المسألة الأساسية ليست في الخطأ، لأن قاعدة "من لا يعمل لا يخطئ" باتت
لافتة جبين كل من يلقي غصناً في هذه المظاهرة الطويلة للشعب السوري. لكن
المشكلة في عدم الاعتراف به والخروج من مأزق "الشخصنة" و"التنجيم".
إلى العمل تحت الضوء العام، وبصمت عازل عن محركات الشهرة، ودوافعها.
فإذا كنا نناضل للخروج من زمن الشعارات الجوفاء، واستبداد الرأي الواحد
والتفرد بالتوقيع باسم الشعب السوري، فإننا يجب أن نقبل بعضنا البعض
ونقبل عتابنا ونقدنا، ولا نلقى التهم الجوفاء هنا وهناك، لأننا بالأصل
رفعنا صوتنا لمن كان يلقي التهم على كل معارض بأنه متآمر. ويطعن في
سوريته.
في شهور عصيبة علينا جميعاً، يسقط الشهداء بها يوميا بالعشرات ويعتقل
الآلاف يجب علينا قبل كل كلمة نقولها وفي أي مكان أن نفكر في كيفية أن
ننجو جميعاً من حمام الدم هذا، وفي كيفية أن يكون الوطن متسعا لأنفاس
الجميع.
فنحن لا نريد أن ننتقل من زمن حبس صحفي كتب مقال ضد وزير، إلى زمن نُشتم
فيه لمقال تناول طريقة بعض ناشطين في مواكبة الحراك الشعبي، لا نريد أن
ننتقل من زمن ممنوع به "لا"، إلى زمن نحصي به المهنية بعدد "اللايكات"
والأسماء المعروفة في صفحاتنا، مع أن هذا لو تحقق ليس عيباً وليس ذنب من
يتحقق عنه، لكنه ملفت حين يكون هدفاً، ومستغرب حين يتحول إلى نزاعا.
كل من يفكر لمصلحة سورية نيةً وعملاً وصلاةً وتعاطفاًُ ولو مثقال ذرة
خيراً سيلقى، ويشكر عليه وجميعنا نخطئ لكن الأهم أن نتقبل نقد بعضنا
البعض وأن نفكر في سورية الجديدة، سورية لا نلغي بها أحدا حتى من يشتمنا
اليوم.
معارضة المعارضة
حتى الذين امتهنوا النشاط على طريقة شتم المعارضة واتهامها بالأخطاء
التاريخية الفادحة والتشرذم وصولا للعمالة وبيع النفوس، راجعوا أنفسكم
لثوانٍ أو أكثر إذا تبقى لديكم بعض الوقت، المعارضة تخطئ فليس لديها خبرة
العمل السياسي وهي ليست شخوصاً مؤلهة ومقدسة، وتُنتقد. لكن انتقادها على
سبيل الامتهان لا ينفع الشارع السوري بشيء
متابع
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية