في اليوم العالمي لإعلان حقوق الانسان ، الحقوق تُباع وتُشترى .... د. الياس حلياني
في اجتماع ضمني مع أحد الأشخاص المهمين في البلد ، وتعود أهميته ، الى كون منزله ، يُطل على منزل سائق أحد ضباط الأمن في سوريا .
كان الحديث في مجمله يدور حول اليوم العالمي لإعلان حقوق الانسان . وكيف احتفل به الفرنسيون على طريقتهم ، وبالطبع أصبح لفرنسا نمط خاص في الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان ، وتاريخ مشرف في النضال من أجل الانسان المسحوق في كل العالم .
جاك شيراك ، قبض مكافأة له على دعم حقوق انسان 14 آذار ، وسحق انسان 8 آذار ، وانسان سوريا .
واليوم نسمع على لسان كوشنير وزير خارجية فرنسا ، ولمن يريد أن يعرفه أكثر ، فقد كان وزيرا لحقوق الانسان في فرنسا ، واليوم للخارجية ، نسمعه ، وبكل جرأة تصل الى الوقاحة ، يُدافع عن استقباله لطاغية عربي . وطبعا ليس حبا بالعباءة الليبية ولا باللفة الليبية ولكن حبا وعبادة وعشقا باليورو الليبي .
ساركوزي ، يبيع شرف ومبادئ فرنسا ، مقابل ، عشر مليارات يورو ، وهو مبلغ بخس ، أمام المبلغ الذي باع فيه بوش ، شرف ومبادئ وأخلاقيات أمريكا العظمى .
وحدهم جماعات حقوق الانسان في سوريا ، لا زالت أسعارهم بخسة ، فهم يقبلون بأكلهم وشربهم ، ورحلة الى الأردن الشقيق . ومع كل هذه التنزيلات ، الا أن الحكومة السورية اللئيمة ، تحاول قطع رزقهم ، عبر تحديد عدد المرات المسموح فيها لرجل حقوق الانسان السوري ، من تناول الطعام في الخارج . وبعض الخبثاء ، يُلمح لمصروف جيب ، لا يكفي لشراء هدايا للمسؤولين الذين يغضون النظر عن سفرهم .
الدفاع عن حقوق الانسان ، قد تكون كذبة تُضارع كذبة أول نيسان العالمية . أو تُشبه الدستور اللبناني ، الذي ، يستطيع كل محلل سياسي ، جذبه باتجاه مصالحه ومصالح فئته وأهله .
لقد أصبحت حقوق الانسان في هذا العصر ، سلعة ، وبما أنها سلعة ، فلها ثمن ، وفيها طرفان ، أحدهما مجرم والآخر مجرم أكثر منه ، وثمنها يحدده ، مقدار الاجرام والارهاب والطغيان ، من الطرف الأول ، ومقدار المسامحة وغض النظر والطمع من الطرف الثاني .
الأخلاقيات الحقيقية في الأنظمة السياسية ليست في الغايات وانما في الوسائل . ولذلك لا تسألوا كثيرا عن الغايات ، لأن الغايات المعلنة (خاصة حول حقوق الانسان ) ستكون دوما رفيعة وحسنة ، اسألوا عن الوسائل ، أو تأملوا بها ، فهذا لا يخدع أحد .
سمعنا في المدرسة بأن الانسان السوري ابو الحضارة دخل التاريخ وأصبح كائنا تاريخيا عندما تعلم الكتابة ، وأصبح، ما هو حقيقة ، عندما تعلم الكلام والاعلان عن أفكاره ثم جاء من يحرم عليه الكلام ونشر فكره عبر حجب المواقع وتكميم الأفواه فأعادوه الى الظلام الذي أتى منه .
وبما أننا لا نملك ، وجبات طعام نقدمها ، ولا مصروف جيب نهديه، ولا نحني الجباه الا لخالقها ، وليس لخانقها ، فقد استمر حجبنا وقمعنا وانتهاك حقوقنا. ولم نجد ، من جماعات حقوق الانسان في سوريا ، أي مؤازرة أو احتجاج .
(( الحقيقة التي لها أهمية عالمية أن نظام الحزب الواحد لم يجد في ذاته مكاناً للثقافة الإنسانية ، وأنه كان في كل الأمكنة تقريبا في صدام مع الفكر الآخر )).
دمشق
13-12=2007
بونجور شام
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية