أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل وطنٌ هذا أم نهرُ دماء؟... نزيه حسون


هل وطنٌ هذا... أم نـهر دماء؟؟؟
"الى الثوار في سوريا واليمن"
نزيه حسون


للثائرِ يُشعِلُ قنديلَ الثورةِ
مِنْ دَمِهِ
أسْكُبُ قطراتِ دمائي
شِعرًا وَغِناء

للثكلى تَتَحَنَّى بنَجيعِ وَلَدِها
وتُزَغردُ فخْرًا
أَغْزِلُ أَوشجةَ الرُّوح ضَفائِرَ حِنَّاء

ولشيخٍ يَتَحَدَّى الدَمْعَةَ قِسْرًا
أُشعِلُ شِريانَ القَلبِ بَـخورا
أجدلُ روحي إكليل وفاء

يا وَطَني الـمثقَلِ وجَعًا
يا أقدس أقداس الدنيا
يزنون بطُهركَ جَهرًا
دونَ حَيَاء

يا لوزًا زَهَّرَ في جسدي
كيفَ تَسَربلَ هذا اللوز الأبيض
بوشاحِ دِماء

ما عدنا نُدركُ
أيِّ رَصاصٍ يـَحصدُ أطفال بلادي
أرصاصُ الأخوةِ أم نارُ الأعداء

يا شامُ النَرجسِ والدفلى
يا قِصَّةَ عِشقٍ تُشعلني
مَنْ أتْرَعَ بالدمعِ الأحمرِ عيْنَيكِ الخضراء

يا أجْملُ وحيٍ يُلهمني
يا زَنْبقةً أرْسلها الله إلى الدُّنيا
منْ أحرقَ شَعرَكِ
منْ مزَّقَ سحركِ
مَن شوَّه وَجهكِ يا فيحاءَ؟؟؟

منْ شرَّعَ للقمعِ
وحَوَّلَ مائَكَ
يا بردى أقْنيةً حمراء

يا بردى هلْ منْ مَطرٍ نبويٍّ يُسعفنا
في زمنٍ أصبحَ
فيه المطرُ دِماء؟؟؟

يا كلّ الأطفال المرعوبين بدرعا
يا أزهار الدنيا
إنَّ مزابل هذا الكون لأنقى
مِن حُكمٍ يحرمكم قَطرةَ ماء

والدودُ الناخِرِ في الأرضِ لأسمى
مـمنْ يـَحرمُ أطفالا مَرْضَى
حبَّاتُ دواء

يا شام الحريةِ
هذا وجهكِ أَحرقني
هذا النهرُ الدمويُّ يعودُ
لطفلٍ يُقتل يُـسفكُ
يُلقى في الشارعِ كحذاء

هذي الأرضُ امتلأت جُثثا
فلأيِّ نبيٍّ سنصلي
ولأيِّ إلهٍ سنُصلي
ولأيِّ سماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هلْ وِطنٌ هذا
أمْ نـهر دماءٍ يَنزِفُ
منْ درعا حتى سِرْتا
حتى صنعاء؟؟؟

صَنْعاءُ...أيا جذوةِ عشقٍ في كبدي
يا صنعاء

يا عشقًا بلقيسيَّـــاً
يُشعلني
منْ أفْعَمَ وجهكِ أحزانًا
مَنْ فَجَّرَ أطفالكِ أشلاء

هذا "الصالحِ" لا يَصْلحُ
لرعايةِ قطعانٍ تاهتْ في عَرْضِ
الصحراء

هذا الكافورُ العَصريُّ البائسُ
يحكمُ يَـقتلُ يَسْفِكُ
ويريدُ صُكوكَ براء

صنعاء أغيثينا ما عُدنا
نَتَحَملُ هذا العُهر الأرعنِ
فانـتـفضي يا أجملَ أجْمَل صنعاء


قد بلغ السَيلُ الذُروة
واشتدَّ الليلُ ظلاما
فإلامَ سيعبثُ فينا الجبناء

وإلامَ ستبقى يا وطني
مَـحضُ متاعٍ
يورثهُ الحكامُ إلى الأبناء


يا شعبي حين نبددُ حُجبَ العَتمةِ
ينهمرُ النورُ علينا
يـَمْتَلئُ الوطنُ بَـهاء

وجميع طواغيتُ القهرِ
وإنْ ملكتْ أجْنحَةً وأظافرَ
تَـفنى مثل سراب الصحراء

وعلى أغصانك ياوطني
تُزهرُ أحلامٌ
ونجومٌ وزنابقُ بيضاء

فانـهض منتصبا وتحدى
حين تَشاءُ
فإنَّ اللهَ يشاء

(97)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي