أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وما النصر إلا صبر ساعة ...د. أياد أبازيد

القارئ المتمعن لقرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بالقاهرة ، الذي انعقد بتاريخ 22-1-2012 , و خاصة الجديد منها الذي يعني بكل وضوح مطالبة النظام و رموزه و أجهزته بالتنحي و أذكر بالتحديد :
– تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين من تاريخه تشارك فيها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية، والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على إجراءاتها، بإشراف عربي ودولي.
- تفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية.
- إعلان حكومة الوحدة الوطنية حال تشكيلها بأن هدفها هو إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم ويتم تداول السلطة فيه بشكلٍ سلمى.
- قيام حكومة الوحدة الوطنية على إعادة الأمن والاستقرار في البلاد وإعادة تنظيم أجهزة الشرطة لحفظ النظام وتعزيزه من خلال تولي المهام الأمنية ذات الطابع المدني، وتتعهد الدول العربية بتمويل هذا الجهد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.
- إنشاء هيئة مستقلة مفوضة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والبت فيها وإنصاف الضحايا.
- قيام حكومة الوحدة الوطنية بالإعداد لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية على أن تكون شفافة ونزيهة برقابة عربية ودولية، وذلك خلال ثلاثة أشهر من قيام حكومة الوحدة الوطنية وتتولى هذه الجمعية إعداد مشروع دستور جديد للبلاد يتم إقراره عبر استفتاء شعبي، وكذلك إعداد قانون انتخابات على أساس هذا الدستور.
- تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعيين مبعوث خاص لمتابعة العملية السياسية.
- دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تنفيذ مهامها.
- الطلب من رئيس اللجنة والأمين العام إبلاغ مجلس الأمن لدعم هذه الخطة طبقًا لقرارات مجلس الجامعة.
و بناءً على ما تقدم يتطلب اليوم العمل أكثر من أي وقت مضى بكل صدق و شفافية و على المعارضة السورية و بكل تكتلاتها أن تثبت للعالم أجمع أنها على مستوى الحدث أخلاقياً و سياسياً و تاريخياً , وأنها تجاري تطور ركاب الثورة , وإن لم تصل لهذه النتيجة في الأيام القليلة القادمة فهي ضربة للثورة و ستفقد مركزها بالنسبة للشعب السوري وللعالم أجمع..
قوى المعارضة بأحزابها وتكتلاتها مطلوب منها اليوم أن تكون أكثر شجاعةً و جراةً و تتحلى بنكران الذات و بعيدة عن النرجسية و الأنا القاتلة لترتقي إلى مستوى الحدث , وأن تستثمر هذا الانتصار الكبير للثورة السورية الذي جاء نتيجة كفاح شباب الثورة الأبطال بصمودهم البطولي ودماء شهدائهم الطاهرة , وإصرارهم على النصر مهما بلغت التكاليف لأكثر من عشرة أشهر متتالية ..
المسئولية التاريخية و الكبيرة تحتم على المعارضة بشتى صنوفها وأشكالها , تشكيل جبهة واحدة متفقة بينها حتى نستثمر النصر ويكون الضربة القاضية لمجرمي الحكم . بحيث هذا التكتل سيعترف فيه حالاً وبالتالي سيكون هذا الا عتراف صوت الثورة على مستوى المحافل الدولية , وهنا سيفقد مجرمو الحكم كل دعم خارجي و داخلي وسيشكّل لهم تهديد حقيقي , وسينهار حتماً وقد ينهار حتى بدون ضربة عسكرية وتدخل دولي .
حيث و تداعيات هذا القرار ستؤدي إلى تغيير نوعي في العلاقات القائمة داخل طبيعة النظام السياسي و العسكري و الأمني و سنرى في القريب العاجل تغيرات حقيقية لمواقف رجالات السلطة و بعض القوى التي ما زالت تؤيد النظام أو التي اتخذت الحياد موقفاً لها.
كما سيلعب أيضاً الدور الإقليمي بتأثيراته المباشرة و غير المباشرة على العلاقات القائمة مع النظام حيث سنرى تغيير في سياساتها اتجاه ثورتنا المباركة .و هذا كله طبعاً سينعكس جلياً على ارهاصات الموقف الدولي بزيادة الضغوط على النظام الأسدي و الدعم القوي لثورتنا المباركة .
وهذا التطور نتيجة طبيعية و حتمية لنضال شعبنا السوري منذ الثامن عشر من أذار لثورة الحرية والكرامة ، والتي انطلقت بأيادي أطفال درعا الذين سطروا على جدران مدارسهم شعارات تطالب باسقاط النظام و محاكمته معبرين بذلك ما يجول في أذهاننا وخواطرنا جميعاً ، ومعبرين عن طموحات الشعب السوري منذ أكثر من أربعين عاما ، بالتخلص من الظلم والاستبداد ، وبناء سوريا العدالة والكرامة والحرية، وإرساء دعائم الديمقراطية والشروع في بناء دولة القانون والعدل .
لنعمل جميعاً يداً بيد .... لترسيخ الوحدة الوطنية، ولنمضي قدماً لمناصرة ودعم ثورة الكرامة والحرية من أجل تحرير سورية أرضاً وشعباً من الاستبداد والعبودية، وتحقيق الاستقلال الثاني، وإقامة دولة مدنية عصرية تتفاعل مع الحضارة الإنسانية، وتسهم في دفع عجلة التطور الإنساني في جميع الميادين، تضمن للمواطن السوري حريته وكرامته وعيشه الكريم.
وما النصر إلا صبر ساعة ........

د. إياد أبازيد
(101)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي