أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معارضون..سوريون... منال محمد

اعتدنا سماع كلمة معارضون سوريون...هذه الكلمة كانت حكرا على السوريين المقيمين خارج حدود الوطن ,و خارج نطاق سيطرة النظام عليهم و قمعه لهم و اسكات أفواههم المنتقدة لنظام الحكم و تفشي الفساد و سياسة الحزب الواحد.أصوات كانت تجلجل من بعيد دون أن يكون لها أثر يذكر في الداخل السوري .
لكن و منذ اندلاع الانتفاضة السورية, ثورة الكرامة و الحرية سمعنا أصواتاً لم نسمعها من قبل,أصوات أتت من داخل وطن يتألم من ورم خبيث تفشى في جسده فأنهكه وأتعب أبناء هذا الوطن وهم من استكانوا و رضوا بالأمر الواقع الذي فرض عليهم بالقمع والترهيب و الاجرام,فكيف لشخص أن يسبح عكس تيار جارف و أن يجابه رياحاً و أعاصير.
كشفت الثورة السورية أن للنظام معارضون كثر و ان كانوا من قبل مختفين عن الساحة ,و بأنهم أشد معارضةً لمن هم في الخارج لأنهم في كل يوم يعانون,يعانون سوء الأوضاع و الفساد و يعانون ألم الصمت لعقود و عدم القدرة على الكلام و التعبير
خرج الشعب ...و خرجت هتافات تطالب بالحرية من حناجر استبدلت كلمة "الى الأبد" بكلمة"ارحل" و كلمة "منحبك"بنقيضها
خرج الشعب و تفجر غضب دفن في صدورهم ...امتلأت الساحات بالمتظاهريين و علت الأصوات بهتافات لم تعجب نظاماً اعتاد من الشعب (تقديم فروض الطاعة و الولاء) فصب جام غضبه على كل من خرج بأن أرداه قتيلا و أمطر المتظاهريين بوابل الرصاص الحي ,حاصر المدن بدبابات كان من الأولى لها حماية الحدود من العدو الحقيقي و ليس لتجربتها على من دفع ثمنها عقود ذل و حرمان و فقر
تشكلت معارضة الداخل لتشمل فئة كبيرة من أبناء الشعب السوري و تأخذ زخماً قوياً لفت الأنظار اليها رغم كل القمع و حملات التجييش الاعلامي و التي يحاول النظام من خلالها تبرير أفعاله و جرائمه بحق شعب أعزل يتوق للحرية و يسعى لنيل الكرامة
معارضة الداخل...علا صوتها ليطغى على كل ما قبلها ..معارضة تستحق أن ننحني لها لتقديسها و ننصت لما تقوله و نعمل لتحقيق ما تطلبه, و هي التي قدمت دماء الشهداء قرابين لنيل كرامتها,و رتل المعتقلون ترانيم حريتها

(بنت الشام)
(106)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي