أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أنياب الأسد و مخالب الشبيحة ... منال محمد

لعل أهم ما يميز الثورة السورية هو استمرارها ما يزيد عن العشرة أشهر رغم كل محاولات النظام في قمعها, مستخدماً القتل و الإعتقال و الحصار و التعذيب سياسة ينتهجها للتخلص من أزمة بدأت داخلية و امتدت لتكون مشكلة يواجهها مع المجتمع الدولي نتيجة القمع الذي يواجه فيه المتظاهرين العزل.إستخدم الأسد في قمعه للتظاهرات السلمية جيش الوطن,حامي الحمي و الذي ,كما هو متعارف عليه,مهمته حماية الدولة من العدو و الذود عنها في حال الإعتداء و الهجوم عليها.هذا الجيش بات يعرف" بالجيش الأسدي" لانه يدافع عن بقاء نظامه في الحكم ,جيش غرز فيه عقيدة الحزب الواحد و تمجيد القائد.لو أننا بدأنا معاً بتأمل التربية العقائدية لهذا النظام لوجدناها تبث في النفوس منذ نعومة الأظافر..طلائع البعث..فشبيبة الثورة انتهاءً بالإتحاد الوطني لطلبة سوريا ,أي أن السم يحقن في عروق الشعب بداية من الصغر ,سم تسبب في تسمم أفكار أجيال بدأت تخلد القائد و تمجده و تهتف بإسمه و تبجله و تقدسه حتى تفشى السم في الجسد ولم يعد هناك من ترياق يفيد في علاج السم و تخفيف أثره.سم أضعف و أنهك جسد شعب يتجرعه يومياً ,يرى الفساد و لايعجز عن مكافحته, يعاني كتم الأنفاس و لا يقوى على الصراخ,يضرب ويذل و يهان و لا يستطيع تغير الحال فتغييره كان من المحال,و كيف لا و السم يسقى بأيدى سلطة لا يتجرأ أحد على رفض طلبها و ردها خائبة.مسيرات "طوعية"يساقون فيها كالبعير,و إنتخابات"نزيهة"لا مرشح فيها إلا القائد و لا كلمة تكتب غير "نعم"و إن كانت عكس ما تهوى النفس و تشتهى.خطابات خالدة لمعتوه ورث العته عن أبيه كما ورث منه الإجرام و كيفية قمع الشعب و كبت حريته و التخلص من ما يهدد بقاءه و زوال نفوذه و طغيانه.هذه الخطابات صفقنا لها كثيراً و "أجبرنا"على حفظها لمادة أدخلت إلى المناهج الدراسية,فلكي تنجح في مادة "التربية القومية الإشتراكية"عليك حفظ ترهاتها و بصم أكاذيبها و الإستدلال فيها بكلمات من خطب رنانة ,تعرض على التلفاز مراراً و تكراراً حتى تملها و تشتم صاحبها و يصل بك الغضب أن تكسر التلفاز للتخلص من قناة"غصبن عنك"طبعاً فقبل الستالايت و الدش قناتا غصبن عنك 1 و غصبن عنك2 ,أي أنك مجبر على المشاهدة,مكره لا حول لك و لا قوة.بالعودة للأسد الإبن توسم الشعب به خيراً,فهو طبيب و بذلك سيتخلص من نظام الرجل العسكري الصارم ذو القبضة الأمنية القوية المحكمة.لكنهم لم يعلموا أن هذا الجرو من ذاك.....و أن التربية التي تلقاها سيكون لها أثر في تصرفاته و بناء شخصيته.أغضبتنا ضحكات بلهاء خرجت من فاه معتوه ساخراً من ثورتنا,مستخفاً بدماء شهداءنا ...و ما لبث أن كشر الأسد عن أنيابه,تهديد و وعيد بالضرب بيد من حديد ,و كأن ما يحدث الآن في سوريا من قصف المدن و قنص الشعب هو "شدة أذن"و أن العقاب سيكون أسوأ إذا لم يرتدع الشعب العاصي و يعود لرشده.و "ليشد أذن"الشعب كان لابد من إستخدام يد قوية تستطيع أن تمسك الأذن لألا يفلت منها جزء فلا تكون "الشدة" مؤلمة كالمطلوب...الشبيحة و ما أدراك ما الشبيحة رجال دينهم الكفر و معبودهم المال ,لا علاقة لهم بخلق يمتثلون به و عقيدة يعملون بها ,جبلوا على القتل و رضعوا الخسة و الدناءة و اعتادوا الوضاعة فكانوا خير معين لنظام نظمه أمنية و عقيدته أسدية و هلوساته إجرامية .فهل سيتمكن الشعب من كسر أنياب الأسد و قلع مخالب شبيحته و كسر حواجز مزرعة إعتاد العيش فيها عقوداً زاده الخنوع و خبزه الصمت!

(105)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي