أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة الى المؤتمر الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي .. صلاح الدين العربي

رسالة إلى المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي

باسم " صلاح الدين العربي "

كان مستوى الأداء الحزبي ، سواء في قيادات الحزب ، بدءا من القيادة القطرية ، وفي الفروع والشعب الحزبية والفرق لم يلبي الطموح ليس فقط لأعضاء الحزب ، بل لكل السوريين ، الذين نظروا للحزب على انه محرك الإصلاح سيما بعد الطروحات التي نمت في المؤتمر التاسع والعاشر ، واليوم ورغم محاولة القيادة القطرية ، والتي علينا ان نعترف كبعثيين بأن أعضاؤها فشلوا في تلمس الشارع وفيهم نبضه ، وتبني أماله وتطلعاته ، وهذا ما جعل منهم قيادة بيروقراطية ، اكتفت في عملها على المكاتب والأخذ بالمزايا ، وأساليب الرفاهية ، والعمل على تقريب الموالين لها، أخذة مع الاسف بمبدأ الولاء وليس الكفاءة .. وهذا ما سبب تذمرا لدى الجهاز الحزبي ، وجعله ينظر بعين من اللوم للقيادة الموقرة ، عدا عن الخوض في تفاصيل قد تكون مهمة في مرحلة نضالية أخرى ، وليس بمرحلة يواجه الحزب اشد حرب تهدف للنيل من وجوده وأفكاره وتوجهاته ، سيما البعد القومي له .. فأخذت القيادة بالخوض في التنظير ، والعمل الأكاديمي الورقي المحط ، واللعب قي كيانات ومكونات لا يجوز لأي كان أن يقترب منها إلا عبر أسس تنظيمية محطة ، وعبر مؤتمرات ومؤسسات حزبية هي المعنية بالخوض بها ، وليس شخص واحد .. قد يعتبر نفسه بأنه منظر الحزب . وربما يكون توجهاته عن قناعة ، ولكن العنجهية والاستبداد بالقرار ، والممارسة التي يقوم بها ، محميا بأنه مدعوم ، ويتمتع بموقع خاص ، وكأن القرار مطلق له بالتصرف ، لا تدل على عقلية رفاقية حزبية ، ولا على نفس ملتزم فبدل أن نتوجه بتطلعاتنا للحفاظ على الحزب ، ونقترب به من الجماهير ونطلق روح المبادرة لدى أعضائه ، ونعزز بهم نفس الالتزام والقيادة ونعزز الثقة بهم لقيادة مرحلة صعبة ، كان من الافضل ان يقودها الحزب بكوادره ، وهي بدورها كانت أسقطت كثيرا من الشبهات واللوائم التي توجه للقيادة في طرق الحل وخياره ، فالقرب من الجماهير والتماس ألامهم وأمالهم هو واجب الحزب القائد ، ولكن للأسف أن قيادات الحزب على كافة المستويات أصبحت قيادات متكلسة ، بيروقراطية ، يطفو عليها الفساد وتأخذ كما ذكرنا بالمزايا ، دون أن تكون مؤهلة لدور قيادي مثالي ، يجعل الجماهير تقتدي بها . لا بل على العكس ، أصبح الحزب وعند الكثيرين ، شيئا يعبر عن امتعاض وملل ، لان البعثيين لم يعودوا مناضلين ، بل أصبحوا يلجئون للحزب لتحقيق مكاسب وإطماع ، ومدى ما تحصل عليه من مكاسب ، وميزه، هو مدى ولاءك وقربك من قيادة فرع أو عضو قيادة قطرية . او و للاسف من بعض الأجهزة . هنا لابد من الإنصاف ، فحقيقة ندركها جميعا أن ليس جميع أعضاء القيادة هم بنفس المزايا والقرار ، حتما ، وهناك منهم ما زال فقيرا ، ولكن وان اضطررنا لان نأتي على أسماء وهي ضرورية وخصوصا على أبواب انعقاد المؤتمر القطري ، والذي نطمح أن يكون بناءا ، ويلبي طموحات البعثيين ، فلا بد من أن نذكر اثنين يطمح أكثر أعضاء الحزب لان يصبحوا خارج القيادة ، وهم من أوصل الحزب لما هو عليه ألان وهم الأمين القطري المساعد ورئيس مكتب الإعلام والإعداد والثقافة والعلاقات الخارجية الرفيق سطا يحي . فكلنا يعرف أن الرأي الفاصل والقرار المهم لديهم وبداية طبعا عند هيثم السطايحي ، الذي يستفيد وبشكل بارع من علاقاته وعمله القديم ، ويمارس بفوقية وعنجهية وللأسف وقد أصبحت ممارسته هذه وعقليته السلطوية نهجا له في كل التعيينات التي تتم ، فهي تبنى على الولاء له وليس بمبدىء كفاءة المكلف بمنصب أو شيء ما ؟ ! .. عدا عن تنظيره الفاشل ، وخوضه وجره والحزب لأساليب فلسفية محطة ، رغم إدراكنا انه لا بد من التطوير ولكن هذا يحتاج لوقت أخر ، بل وجود الحزب مرتبط بجماهيره وقربه من الناس ، وليس في الخوض سيما في هذا الظرف الراهن والخطير بأمور التنظير والتنظيم والفلسفة النظرية .. فهذه ليست ما هو المطلوب اليوم . إطلاقا بل حرفت الحزب عن دوره الذي كان من المفروض أن يضطلع به ، وأبعدت الحزب عن قواعده ، وتكلس قيادته ، والنزعة المصلحية ، سؤال نسأله لهذه القيادة الموقرة .. أين الحزب من ما يجري اليوم في سوريا ؟ ام انه يكتفي بإصدار نشرات وبيانات وتعاميم ادانه فقط !؟! أين أعضاء الحزب في قواعده وفروعه وشعبه وفرقه ؟ ! ؟ لم نسمع بان إي عضو قيادة ميدانية قد دافع عن مقر أو وقف في وجه من هم يحاولون العبث به أو بأعضائه ، أو النيل من دوره ؟ ! أين هم أليست هذه مفرزات العمل القيادي ، وتوجيهات القيادة الموقرة ؟ ! أصبح الحزب كثيرا يذكرنا ، بنهايات الثمانينات أيام الأحزاب الشيوعية وخاصة في الاتحاد السوفيتي ونتيجة البعد عن الجماهير ، وبيروقر اطية القيادة ، وعدم اقتناع الناس وبالأخص أعضاء هذه الأحزاب بدورها ، لم يخرج شخص واحد ليدافع عن مقرات الحزب ، بل على العكس تماما أصبح أكثر أعضاء الحزب وقياداته بشكل خاص هم من ينادي بإسقاطه .. وهم من سارعوا في دق أخر مسمار بتابوته ..
لذلك كلنا أمل ولو كان بصيصه ضعيف ، سيما أننا نعرف أن تركيبة أعضاء المؤتمر هي منتقاة من الأمين القطري المساعد ومن رئيس مكتب الإعداد والإعلام والثقافة والعلاقات الخارجية ، ولكن ريما يصحو ضمير هؤلاء ويدركوا خطورة المرحلة وشراسة الهجمة على الحزب بوجوده وأفكاره وسياساته ونضالا ته ، لا على قيادته إطلاقا بل على بعده القومي وارثه النضالي وعلى وجوده ، وربما يكون هذا المؤتمر إن لم نستفد منه ونجعل منه مؤتمر إصلاح حقيقي وثورة في الحزب ، هو المؤتمر الأخير في تاريخ الحزب النضالي ، وان لم يواجه أعضاؤه الوضع على حقيقته ، والعودة لمبادئه الأصيلة ، والتخلص من العقليات المتسلطة البيروقراطية المتكلسة فكريا وأكاديميا ، والتي تحاول ان تختزل الحزب بها فقط .
المهم الآن هو عودة الحزب إلى جماهيره والتأكيد على الانتماء والإخلاص لأهدافه ، والخروج بمقررات ونتائج من مصيرها أن تعيد الحزب لموقعه الجماهيري المتقدم ليس وطنيا بل وقوميا ، فالبعد القومي هو الذي يدافع عن السياسة الوطنية للحزب وهو مدى الالتزام والدعم لسياسة الحزب جماهيريا على مستوى الوطن العربي .
ومن واجب المؤتمرين إن سمح لهم ، ونحن نعول عليهم الكثير فلم يعد الوقت يسمح بالسكوت والالتزام الأعمى بتوجيهات القيادة القطرية التي كما ذكرنا ثبت بعدها عن الجماهير بل على العكس على الجميع ان لا يرضى ثانية بقيادة صغيرة تسعى لتتوزع الأدوار بينها والمهمات وتحاول أن تجد الموالين لها وتقصي الآخرين ، الذين بالمحصلة يصبحوا ضد النهج وبالتالي سيجعل من الحزب عبئا على النظام السياسي وليس عونا له .
على الحزب أن يقود الحوار الوطني ، وان يكون المبادر لان يلتئم الصرح ويوحد القوى الوطنية بكافة توجهاتها، من اجل إنقاذ الوطن .. وعلى المؤتمرين أن لا يؤخذوا بالطروحات الجاهزة والقوائم الجاهزة من الرفيق بخيتان والرفيق سطا يحي ، الذين وعبر السنوات الماضية لم نر منهم الا سلطوية وعنجهية وبعدا عن جماهير الحزب .
وكفانا إطلاق تهم ، وتصنيف وتسمية التيار الإصلاحي بالحزب بأنه تيار رومانسي حالم ، واتهام التيار المعارض لهم بسياساتهم وتصرفاتهم على أنهم حرس قديم .
لقد أصبحنا على قناعة تامة بعزلة القيادة القطرية عن قواعد الناس عامة ، وللأسف أن بعض أعضاؤها المتنفذون استعملوا سلطتهم لمصالحهم وفي سبيل جمع الثروة ، ومساندة الفاسدين والدفاع عنهم مما أدى الى انعكاف البعثيين وغير البعثيين ، وبالتالي هم بممارساتهم همشوا دور الحزب ، وأبعدوه عن أهدافه التي تمثل تطلعا لكل العرب الطامحين للتطور والتقدم ، وساعدوا المتآمرين عليه .
وأننا ندعو الرفاق أعضاء المؤتمر للتصدي لمهماتهم وخاصة في هذه المرحلة المفصلية التاريخية الهامة في حياة الوطن والبلد والحزب والوقوف وقفة مشرفة ، وللنقاش الشفاف والصريح لما يجري من حولهم ، والوقوف على جملة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعاشية التي يعيشها القطر ، وعلى هذا المؤتمر أن يقدم وبكل جرأة نموذج حقيقي شعبي ليكون قوة يحتذى بها ، وطليعة مسيرة التحول الديمقراطي ، وقيادة الحوار ، والاعتراف بالأخر ، وتقاسم الوطن ، من مبدأ الولاء له فقط ، و صونه والذود عنه ، وجعله وطنا للجميع .. إننا بحاجة لقيادة جماهيرية حقيقية منتخبة ديمقراطيا وليس بترشيح من احد او تعيين إطلاقا ، لتكون قيادة طالعة باتخاذ زمام الأمور ومدافعة عن مصالح الوطن والمواطن والحزب .
قناعتنا راسخة بان البعث يحوي في صفوفه الكثير من الشرفاء والكوادر المبدعة الخلاقة المؤمنة والقادرة على ريادة التغيير ، ونتطلع ان نرى البعثيين طليعة في النضال الشعبي ، ولا نريد للحزب ان يبقى اداة سلطة في أيدي بعض أعضاء القيادة القطرية ومجرد حام لهم ولمصالحهم الضيقة ، ومصفقا في كل شاردة وواردة حتى نحافظ عليه أخر معقل من معاقل الفكر القومي والعربي والنضال ضد الإطماع الأجنبية والمؤامرات التي تحاك ضد امتنا العربية وتنال من وجودنا وانتمائنا كعرب .. وفقكم الله مع كل التمنيات للمؤتمر بان يسمو لمستوى طموح البعثيين ويكون مؤتمر إصلاح حقيقي ، يفرز قيادة جماهيرية حقيقية تقود مرحلة النضال .









(106)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي