أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سورية ومراقبي الجامعة العربية حلقة2 .. ناجي حسين

مرعلى العرب زمن وجاء زمن ، كان الصرع بين العملاقين الأمريكي والسوفياتي يسمح بالمناورة والآن في عالم الإمبراطورية الجديدة أغلقت الأبواب ربما المخرج الوحيد هو كفاح شعوب العالم ضد الإمبراطورية الجديدة وطرحها أرضا وقتها ستعود للعرب كرامتهم وحريتهم ، وقبل ذلك لا حل حتى لو كان وساطة السماء ، فلنناضل ضد الإمبراطورية المعاصر ونهزمها فلا خيار غير هذا فحتى عندما ثرنا جاءت الإمبراطورية وقطفت الثمار فان هزيمة النظام لا مفر منها أبدا.
حسمت شعوب الدول العربية أمرها. لم يعد ممكناً العودة بعقارب الساعة إلى الوراء. لقد أختارت إسقاط الأنظمة الديكتاتورية بها والإقتراع للحرية في عيشها أياً تكن النتائج. لم يعد ممكناً قمع كائن من كان في ظل تيار الديموقراطية والحريّة الذي يجرف الأنظمة العسكرية والأمنية وتلك الحكومات العميلة التي جاء بها غزاة المحتلين . كما لم يعد مقبولاً بالنسبة لهؤلاء مصادرة عقولهم وحريتهم بذريعة شعارات مرفوعة منذ أربعة عقود ، ومنذ إحتلال العراق وليبيا هذه الدول التي تتشدق بذريعة شعارات مرفوعة بالديمقراطية والحرية ولم يتحقق منها أي شيء يذكر.
والثورات العربية بالمقارنة مع ثورة الشعب السوري هي ثورة تبدو بأنها الأكثر تأثيرا وبطولة وقفزت إلى مشهد لا نظير له في تاريخ الثورات العربية والعالمية، وإذا كانت شعوب هذه الدول واجهت طغاتها وأزلامهم فإن شعبنا في سوريا يواجهون العالم بأسره بعربه وعجمه يدعم عصابة طائفية إستبدادية دموية تم تمكينها من حكم سوريا لحماية إسرائيل ليس إلا أما شعارات المقاومة التي تعجز عن أطلاق رصاصة على الصهاينة المحتلين للجولان منذ أربعين سنة فهي أسطوانة مشروخة لا يصدقها إلا السذج.
النظام القمعي السوري وفضائياته وزماميره نسوا أبسط المسلمات الفيزيائية التي يسير بها هذا الكون، والتي تنص على الآتي: إن وجدت نفسك في رمال متحركة فتوقف عن الحركة، وإن كنت في مستنقع موبوء ووصلت المياه الوسخة إلى مستوي أنفك فلا تفتح فمك، وإن كنت تحفر فوجدت نفسك قد أبتعدت عن السطح فتوقف عن الحفر، فأنتم بإصراركم على الدفاع المستميت عن نظام سقط أخلاقيا وإنسانيا ودوليا ستغرقون في الرمال المتحركة وتشربون مياه المستنقع الوسخ وتقبرون أنفسكم في حفرة حفرتموها بأنفسكم.
إن تعنت الطاغية الصغير بشار الوحش (الأسد) وبطانته المفسدة اللذان يعشقان يوميات الدماء وأزهاق الأرواح ، يوحي بإن هذه النماذج البشرية ليست لديها قابلية إستخلاص الدروس والعبر من الغير. المجرم الأسد بتعنته سيحول سوريا إلى مقبرة جماعية يصعب عد عدد القتلى فيها إذا لم يسارع إلى وضع حد لعنجهيته وصلفه وغروره، ويختار بين التنحي عاجلا غير آجل. المتأمل لعقلية عائلة الوحش (الأسدية) والوسط الذي نشأ فيه يدرك أن هذا الشخص أشرب قلبه حب الطغيان والميل إلى أساليب القتل والسادية والتنكيل بالخصوم كما كان دأب والده ومقربيه، منذ عام 1970 وما جرائم حماة في 1982 التي حصدت أرواح الآلاف في حملة الأرض المحروقة .
من يتذكر ما قالته شعبان في تصريح إعلامي إن \"سوريا شهدت في الأشهر الستة الماضية إصلاحات كبيرة لم يكن أحد يحلم بتحقيقها في سنوات\". كيف يصعب على الدكتاتور بشار الأسد أن يكتب قرارات إصلاحية في حين يغير الدستور في بضع دقائق لتأهيل بشار لإستلام الحكم؟ لماذا يعتبر النظام القمعي أن إصدار الإصلاحات أمر صعب في حين قتل الشعب الأبرياء أمراً في غاية السهولة؟ لماذا هذا التناقض ولمصلحة من تخدم هذه التصريحات اللامعقولة؟ حياة المواطن السوري لا تساوي شيء أمام بقاء الدكتاتور بشار ومن معه في الحكم.. هذه هي الرسالة التي أرادت بثينة شعبان أن تقولها بشكل غير مباشر للشعب السوري.
تغير جذري في التطور التاريخي للثورة السورية، فقد دعا شريف شحادة (أحد أبواق النظام) اليوم 17-1-2012 في مقابلة على "العربية"، دعا الأنظمة العربية إلى تكثيف جهودها في إقناع المعارضة بالحوار مع النظام! هذا أكبر أنتصار للثورة . لقد أعترف أزلام النظام أخيرا بوجود معارضة، علما أن رأس النظام القمعي بشار كان منذ أيام يصيح في ساحة الأمويين متهما المتظاهرين والثوار بالعمل وفق أجندة خارجية مؤكدا أنتصاره وأقتراب نهاية المتآمرين!
الجماهير تريد وعازمة على المشاركة في صنع قرارها السياسي والإقتصادي والمعيشي. وهي غير قابلة بعد الآن لإسقاطات من الغرف الأمنية والعسكرية أياً تكن مسمياتها ومبرراتها. على مدى خمسة عقود عاش العالم العربي في ظلمات . كانت الدول العربية في غياهب النسيان جرّاء الأنظمة المتسلطة التي تقدم للغرب ضمانات أمنية مقابل تأبيد ذاتها وتأمين التوريث للأولاد والأحفاد.أي تسوية، ومهما كانت طبيعتها، لم يعد بإمكانها أن تمحو من ذاكرة الشعوب محمد بو عزيزي في تونس، أو الطفل حمزة الخطيب، وحنجرة إبراهيم قاشوش في سوريا، وشهداء الأنتفاضة في العراق وشهداء القوى الوطنية العراقية السياسية والمسلحة .
لنعد إلى شروط المبادرة العربية، سنجد أن أهم شرطين فيها: سحب أليات الدمار والجيش والأمن والشبيحة ، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، لمتنفذ!! وبالتالي ماذا ننتظر من الجامعة العربية؟.
ماذا فعل هؤلاء سواءً الجامعة العربية للشعب السوري أو للعراق الذي يتعرض يوميا للإبادة الجماعية أي إجثثاث وطن بكامله أو للفلسطينيين عندما قصفته قوى الصهاينة بالفوسفور المحرم دولياً ( صليبياً ) بل إن معظم دول الجامعة العربية حاصرت غزة بكل ما أوتيت من قوة فحاصرت غزة - لترضي سيدتهم ليفي تسيبني - إعلامياً وحدودياً وسياسياً .
هذه ليست بعثة تقصي حقائق ولكن أخفاء حقائق ، حقا مهزلة إن لم تكن مسرحية أخراج الجامعة العربان، وتمخض الجمل وولد فأرا ميتا، هذه لجنة المرقبة التي أفحمتمونا بها وأقمتم الدنيا ولم تقعدوها، جاءت وغادرت، المراقبون العرب سكت دهراً ونطق كفراًً في الأصل الأمر لا يحتاج إلى أدلة لكن هناك رائحة تواطؤ بغيض يستشري في مكان ما في زمان ما! ولا أدل على هذا التواطؤ من تأخير نجدة الشعب السوري حتى هذا الوقت. وعندما جاء المراقبون العرب جاؤا ليقولوا الأمر مطمئن!!!! ألا يستحون من أدوات التحقيق التي حملوها إلى حمص وغيرها من المدن والمناطق!!!
ياجامعة الدول العربية يامن تتخبط وتتلطم بين نعم أو لا وهل أو لماذا. ألتواطىء ألغالب على عدم قدرتك إتخاذ قرارا صارما وفعالا يشير منذ بعيد على إنهيارك. أمريكا ستحتل ألمنطقة وتفككها تفكيكا كما حدث فى ألعراق وليبيا ولم يبق لكم إلا ألتفرج والتأييد. تركتم ألعراق وليبيا وتونس واليمن وأمريكا تهدد وأنتم بقيتم مكتوفى أليدين. يا فرحتنا بالمراقبين، وماذا بعدهم.
أولا: التكرم بالإشراف المباشر على عملية تحرير المعتقلين من السجون حتى وصولهم إلى بيوتهم حيث أنه في العفو الماضي تم التلاعب والإحتيال على القانون والرأي العام والإعلام بإخراج المعتقلين من باب وإدخالهم في باب أخر وتصويرهم على أنهم خرجوا من السجن ثانيا: متابعة أعداد الذين تم الإفراج عنهم ومن بقي في السجون مع اللجنة يوميا ثالثا: متابعة ممن لم تشمله مواد العفو ودراسة حالاتهم .
فالجامعة العربية التي تشهد إنقساما في صفوف أعضائها والتي تسعى لإيجاد حل للازمة تحت الخيمة العربية يجنب سورية شبح التدويل وتكرار سيناريوهات كارثية على غرار مع حدث في العراق أو ليبيا، السؤال هنا ما هو البديل في حال فشلت الجامعة العربية في مسعاها لوقف تدفق شلال الدم السوري على الأرض وأيقاف أعمال القتل اليومي للسوريين وإقناع النظام بالالتزام ببنود المبادرة العربية؟
فطرفا الأزمة الأساسيان ركبا الشجرة ولا يبدو أنهما أو أي منهما مستعد للنزول عن سقفه ، الشعب السوري الثائر لا يرضى بأقل من الإطاحة بالنظام، والنظام لا يرى سوى مؤامرة لن يتوقف إلا بالقضاء عليها ودحرها مهما سقط من قتلى ومهما سالت من دماء، والجامعة العربية القت كل أوراقها، والمجتمع الدولي ليس مستعدا لدخول حرب مع روسيا والصين ، والنتيجة أن نهر الدم السوري سيبقى يفيض وسيلطخ وجوه كل من ماتت ضمائرهم أو فقدوا إنسانيتهم، لكن الأكيد الأكيد أن الشعب السوري الذي خرج للشوارع طالبا الحرية والكرامة والعدل لن يعود قبل أن يحقق ما خرج لأجله مهما كانت فداحة الثمن أو كلفة التضحيات.
أكثر من 60 عام مضى على إحتلال العدو الصهيوني لفلسطين ولم نسمع أي رئيس دولة عربية يطلب قوات عربية لمحاربة إسرائيل وإعادة الأراضي العربي من المغتصب الصهيوني ألا الحكم الوطني العراقي السابق كان جادا في لمحاربة إسرائيل ، أصبحنا على قناعة بأن شراء وتجميع السلاح في مخازن الجيوش العربية غير مسموح إستخدامها لمحاربة إسرائيل وهناك توقيع على بند رئيسي بصفقة الشراء ينص على ذلك بصريح العبارة ، والمسموح به هو واحد من 3 إحتمالات الإحتمال الأول إستخدامه ضد الشعب . والثاني هو إستعمالها للحروب بين الدول العربية الشقيقة ، وثالثا" للحروب بين الدول العربية وآخرى إسلامية إستبدلت بالعدو الحقيقي ألا وهو العدو الإسرائيلي.
لأن الحرب ليست مع إسرائيل ولكنها بين العرب ستجد الجيوش العربية مجيشة كما جيشت ضد العراق عام 1991 ونفذت قرار أمريكا في أرسال قواتها للخليج وثم غزو وإحتلال العراق وتدميره. حيث ضاع العراق منا وبارادة حكام عرب ساهموا في ضياعه بوعي ، السودان يسير نحو الضياع عن طريق التفكيك وأعادة التركيب لصالح قوى أجنبية معادية ، والنظام القائم لم يدرك أنه لم يقدم مشروعا يجمع الكل دون الإستبداد بالسلطة. الصومال ضاع وتفتت وأخرج من أهتمامات جامعة الدول العربية بكلمة آخرى إسرائيل تتمدد وتتوسع باطمئنان في مجالنا الحيوي ونحن ننكمش، وحكامنا يصرون على إن يحكمونا أو يقتلونا ولا يريدوننا شركاء في الوطن بل يريدوننا مسخرين لخدمتهم ولابنائهم من بعدهم .
أن الأقتراح القطري المتعلق بإرسال قوات عربية إلى سوريا غير قابل للتحقيق الآن، أولا: بسبب الوضع الإقليمي الراهن، ثانيا: وهل هناك فعلاً دول عربية تملك الرغبة أو الإستعداد للقيام بهذه المهمة المستحيلة، وإذا كانت بعثة المراقبين قد عجزت عن تقديم تقارير واضحة ومفيدة عما يجري، فهل هناك من يصدق أن في وسع قوات عربية أن توقف حمام الدم الهادر في سوريا ؟
من الجزائر التي تدعم نظام الإستبدادي الأسدي، أم من المغرب الذي لم يسبق له إن شارك في أي قوات عربية التي حاربت إسرائيل ، أم من تونس الغارقة في أعادة ترتيب أوضاعها الداخلية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، أم من ليبيا التي تقف على حافة صراعات مسلحة بين عملاء الناتو، أم من مصرالغارقة في متاعب الأنتقال من نظام مبارك إلى "ديموقراطية" تحيط بها علامات إستفهام كثيرة بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة ؟
أم تأتي من اليمن الذي يحاول أبعاد شبح الحرب الأهلية، أم من العراق المحتل حيث تدعم حكومة الإحتلال الأمريكي الإيراني العميل المزدوج الطائفي القذر نوري الهالكي نظام الإستبدادي الأسدي ، والذي يراوح عند أبواب حرب أهلية مذهبية بغيضة ، أم أنها تأتي من الأردن الذي يعاني من متاعب ، أم من لبنان الذي يحكمه سلاح حزب اللآت، أم من دول الخليج تعاني من تهديدات الإيرانية وتدخلاتها في شؤون هذه الدول وتحريض على مناخ الطائفي؟
كيف كان النظام السوري الإستبدادي يقتل الأطفال الرضع والنساء والشباب والشيوخ العزل كما يحدث للشعب العراقي وللشعب الإيراني وشاهدتم تواطىء الجامعة العربية بقيادة الشبيح نبيل العربي وشاهدتم إن النظام الوحش أستعان بتدخل الخارجي على شعبه العزل حيث أستعان بالمرتزقة الإيرانية الحاقدة وعملاء الإحتلال في العراق وحزب اللآت الإيراني (اللبناني) واللوبي الصهيوني حتى يغطي مجازره في المحافل الدولية يجب دعم الشعب السوري وعدم السكوت عن الظلم والتاريخ لن يرحم العار فإن الشعب السوري العظيم سينتصر على كل أمم الأرض بما فيها هذه الجامعة المتآمرة.
لقد وصف أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية تقرير رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا الذي تبحثه الجامعة الأحد المقبل بأنه "تقرير حاسم" بشأن مصير مهمته التي تواجه أنتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف.
قرارات الجامعة العربية منذ بدات الثورة لم تجدي بأي نفع على أرض الواقع وإنما كانت الأقرب لصالح النظام من جميع الأتجاهات ، ثم يخرجوا علينا بالقول، تم تأجيل التقرير حتى يكتمل، ومتوقع إن يكتمل بعد تدريب بعض المراقبين، التدريب يحتاج إلى شهرين، وبعد شهرين نناقش التقرير من جديد، وسوف ينبثق عن الأجتماع تمديد عمل المراقبين مع زيادة بنود (مهلة جديدة )، ما هذه المهزلة والتهريج على شعب كامل، يا شعب السوري أخذ حقك بسواعد 23 مليون سوري ، والآن يجب على الجامعة في أجتماعها المقبل أعلان فشلها وتغلق مكاتبها بالقاهرة كاملة وتعلن إفلاسها الفكري والتقني والفني والمعلوماتي!.
بدأ العالم يدرك أنه لا مستقبل لعائلة الأسد المجرمة في سوريا، وباتت بشائر النصر للثوار تلوح في الأفق بعد أن فشلت الفرقة الرابعة التي يقودها المجرم ماهر الأسد في أقتحام مدينة الزبداني وأنسحبت منها بشكل مذل تحت وطأة ضربات الجيش السوري الحر البطل.
ينبغي إن نعترف بأن هذه هي ساعة الشعب السوري الصامد ستكون سندا للقوى الوطنية العراقية وذراعها المقاومة الباسلة وللمقاومة الفلسطينية البطلة.

(113)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي