إن قضية اللاجئين الفلسطينيين لم تنشأ بمعزل عن استراتيجية صهيونية صريحة ب -وطن لا شعب له لشعب لا وطن له – لقد اعتقد الصهاينة كما يقول بول منديس – فلوهر ان تفريغ فلسطين من أهلها العرب هو الشرط الضروري لتهويد فلسطين , أي تحويلها إلى دولة يهودية , كما هي إنجلترا إنجليزية وأمريكا أمريكية بحسب تعبيرات حاييم وايزمن ورفاقه من الصهاينة المؤسسين .
كما اعترف دافيد بن غوريون أمام المؤتمر العالمي من أجل فلسطين العمالية ( برلين 1930) حقيقة أن عدداً كبيراً من العرب عاشوا في فلسطين خلال قرون , وأن آبائهم وأسلافهم ولدوا وماتوا فيها , وأن فلسطين هي بلدهم , وأنهم يريدون الإستمرار في العيش فيها ,غير أن الوجود العربي الراسخ في فلسطين شكل بالنسبة للقادة الصهاينة منذ البدايات , عقبة حقيقية يجب التغلب عليها , بالإستئصال.
لم يكن بوسع الإستراتيجية الصهيونية , كما تشير وقائع التاريخ ووثائقه ,التفكير بغير وسيلة واحدة لحل هذه المشكلة , وهي تنظيم الطرد الجمعي للسكان العرب الفلسطينيين .
في مذكراته ليوم 20 كانون الأول / ديسمبر 1940 يطلق يوسف فايتس / WEITZ - مدير الصندوق القومي اليهودي - العنان لتأملاته السياسية بخصوص مستقبل فلسطين بعد الحرب : ينبغي أن يكون واضحاً أنه لا مكان للشعبين في هذه البلاد ... ولا مكان للحلول الوسط . ولا طريق غير ترحيل العرب من هنا .. ترحيلهم كلهم .. ولا قرية يجب استثناؤها . ولا قبيلة ... فقط بعد هذا الترحيل ستغدو البلاد قابلة لاستيعاب الملايين من إخواننا وستكف المسألة اليهودية عن الوجود .. لا حل آخر .
يؤكد المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس الذي رجع إلى المحفوظات المركزية لإسرائيل بعد رفع الحظر عنها والسماح للباحثين بالإطلاع عليها , يؤكد أن طرد أهالي اللد العربية صدر في الأصل عن دافيد بن غوريون شخصياً , أي القيادة السياسية الصهيونية . وقد قامت قيادة قوات الهاغاناه وغرفة العمليات فيها بإصدار تعليماتها العسكرية إلى الوحدات الميدانية بخصوص إحتلال اللد والطرد الفوري لسكانها . ففي الساعة 13.30 من يوم 12 تموز/ يوليو 1948 , أي في صبيحة اليوم التالي لاقتحام الكتيبة الثالثة من لواء يفيتاح YIFTAH لمدينة اللد ولجوء الناس إلى منازلهم ومرور ليلة هادئة , أصدر العقيد يتسحاق رابين , رئيس أركان عملية داني DANI الأمر الميداني التالي : يجب طرد سكان اللد بسرعة ويصرف النظر عن العمر . ينبغي توجيههم نحو بيت نبالا . على يفتاح ( قيادة اللوء ) تحديد الطريقة وأعلام قيادة داني وقيادة اللواء الثامن . بعد أن أطلقت قوات الكتيبة الثالثة النار في الشوارع , داخل المنازل وفي فناء المسجد الجامع الذي لجأ إليه الكثير من السكان , ووقوع عدد من القتلى تقدره الروايات الصهيونية بــ 250 قتيلا , آمر السكان المذعورين بمغادرة المدينة فوراً , واجبروا التوجه نحو الشرق . في صبيحة اليوم التالي أعلمت قيادة داني قيادة أركان الهاغاناه بأنه جرى طرد سكان اللد وإجبارهم على المشي شرقاً باتجاه خطوط القوات الأردنية .
لا تنفي الرواية الرسمية الإسرائيلية واقعة خروج أهالي بلدتي اللد والرملة كلهم ولا وجهة لهذا الخروج ,بيد أنها تجعل منه عملاً بطولياً من ناحية ,ونظيفاً أخلاقيا من ناحية ثانية .
كتب دافيد بن غوريون في مجلة حزبه في نيسان / ابريل/ 1941 أن إرتباط الشعب اليهودي والشعب العربي بأرض إسرائيل ليس متطابقاً . إن الشعب اليهودي يرى في إسرائيل الوطن الأوحد والوحيد له ..أما العرب الذين يعتبرون هذه الأرض وطناً لهم , فهم جزء صغير جداً من الشعب العربي كله .
ينبغي التريث هنا .... بن غوريون لا يتحدث كما هو مبين عن وعد إلهي يهب الأفضلية بإمتلاك البلاد إلى اليهود الصهاينة وبمنعها عن الفلسطينيين العرب . وإشارته المتصلة بأفضلية اليهود لا تستند إلى أي مصدر توراتي على الإطلاق.
من الواضح أن إشارة دافيد بن غوريون لا ترجع إلاّ إلى ذلك التعهد البريطاني الشهير المعروف باسم تصريح بلفور 1917 . ففي ذلك الزمن الذي كانت الإمبراطوريات الاستعمارية الأوربية تعيد رسم خرائط العالم كما تشتهي , وتصنع الأمم والشعوب وتفصلها حسب مصالحها وأهوائها وموازين القوى بينها , ما الذي كان يمنع الصهاينة من النظر إلى تصريح بلفور على أنه تعهد استراتيجي بريطاني بتحويل فلسطين إلى دولة لليهود من دون غيرهم من الجماعات البشرية ؟
يقول اللورد إسرائيل سيف sieff أحد نشطاء الصهيونية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها , أن تصريح بلفور نُظِر إليه من قبل واضعيه كما من قِبَلنِا
على انه تعهد القصد منه خلق دولة يهودية . وقد دوَّن ونستون تشرشل في ملاحظة
بتاريخ 25 تشرين الأول / اكتوبر 1919 أن اليهود الذين تعهدنا بإدخالهم إلى فلسطين ( يفترضون) أن السكان المحليين سيطردون.
والحقيقة أن التفسير الصهيوني لتصريح بلفور لم يكن كله من نسيج الرغبات فقط . فهو يتطابق أولاً مع القناعة التي كانت رائجة بين الصهاينة قبل الحرب الأولى وقبل صدور تصريح بلفور, وإذا لم نتعجل , فسيستولي آخرون على فلسطين .
يصرح حاييم وايزمن في إجتماع صهيوني بلندن في خريف 1919 : يحتاجنا العرب لمعرفتنا وخبرتنا وأموالنا .أن لم يحصلوا علينا فسيسقطون في أيادي غيرنا , ينبغي أن يقتنعوا بأننا سنعاملهم بشرف .يجب أن نلتصق بهم مهما قيل .
وهو يتطابق ثانياً مع ما اعتبره الصهاينة مسؤولية بريطانية ترتبت عن التصريح المذكور ,باعتبار أنها غدت ملتزمة ومُلزمة بموجب التصريح ( العقد على تهويد فلسطين أي على تحويلها إلى وطن خاص باليهود فحسب ).
تصريح بلفور يعني في المفهوم الصهيوني أن الإمبراطورية البريطانية , تعهدت بخلق إسرائيل . فهي التي تعطي صك الولادة للدول ,وهي التي تقرر حدودها وبنيتها السكانية , وهي فوق ذلك الشرعية الدولية الفعلية أو بالأصح قوتها التنفيذية المجسدة . أليست بريطانية العظمى هي التي رسمت , بالاتفاق مع فرنسا , مصائر المنطقة العربية , ألم تخطط الحدود المصرية والسودانية والتركية والعراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية والأردنية وغيرها ؟
كما بين إلياهو هكرملي عضو اللجنة القومية للصندوق القومي اليهودي وكذلك المجلس القومي لليشوف فيما بعد , في مؤتمر حزب البوعالي تسيون الذي يقوده بن غوريون . يُفِّند هكرملي الزعم القائل بأن/ الترحيل إستفزاز سياسي / ويدحضه مؤكداً على انه برنامج عادل , ومنطقي وخلقي , وإنساني بكل ما في هذه الكلمة من معنى . كيف لا يكون المشروع الصهيوني عادلاً ومنطقياً وأخلاقياً وإنسانياً وهو يمثل في عرف أصحابه, حركة إحياء وتجديد للشعب اليهودي ؟ فإذ لا توجد حركة تحرر وطني أو اجتماعي تحقق أهدافها من غير اقتراف ذنب معين , كما يقول يهودا غوتلهيف في معرض اعتراضه على تأكيدات الجنرال موشي دايان في نهاية العام 1975 بأن قيام إسرائيل جاء على حساب الفلسطينيين وفوق القرى و الأراضي الفلسطينية ...
في الرابع من حزيران /يونيو 1948 أي قبل خمسة أسابيع من احتلال اللد وطرد سكانها وبعد ثلاثة أسابيع من هجرة سكان الجليل وإعلان تأسيس إسرائيل , يتساءل فايتس عقب إحتساب عدد القرى الفلسطينية المهجورة تساؤل الواثق من صحة خياراته:من كان يتوقع مثل هذه المعجزة ؟ غير أن معجزة لا تخلق وضعاً مستقراً بشكل تلقائي .
أما الوضع المستقر الذي يشير إليه فايتس فيتحقق ( يومياته في 13/6/1948 )بعملية ذات شقين متكاملين : علينا منعهم من أن يعودوا , وفي الوقت نفسه علينا ملىء الفراغ الذي خلفوه
وحين سأله دافيد بن غوريون عن رأيه بحل لقضية اللاجئين / إفراغ ما تبقى منهم كذلك / كتب فايتس ( يومياته في 26/9/1948 ) أجاب , بترهيبهم بكل الوسائل المتاحة ... يجب منعهم من عبور الحدود من ناحية , والعمل من ناحية ثانية ( يومياته في 3/8/1948 ) على تجهيز الرأي العام لقبول واقعة أنه لا مكان لعودتهم .
سيقابل حاييم وايزمن , رئيس الدولة , ودافيد بن غوريون , رئيس الوزراء , وموشي شاريت , وزير الشؤون الخارجية ,للتأكد من مواقفهم بخصوص عودة اللاجئين الفلسطينين التي كانت غدت قضية ساخنة إعلامياً كذلك . سيسجل في يومياته (28/5/1948 ) بعد اجتماعه موشي شاريت في مكتبه بوزارة الخارجية هو أيضاً يفكر مثلي بضرورة العمل على تحويل العرب إلى واقعة نهائية
..وسيدون ( يومياته في 9/12/1948 ) كلام رئيس الدولة حاييم وايزمن : لا يستطيع العرب ولا ينبغي عليهم ان يعودوا .
أما دافيد بن غوريون , رئيس الوزراء , فسيقول بكل وضوح ( يومياته 18/12/1948 ) لن ندع العرب يرجعون .
غير أن ثيودور هرتسل هو الذي ابتكر في الواقع فكرة النقل الجماعي للفلسطينيين كشرط ضروري من شروط – دولة اليهود – التي برمج لها ,هو الذي وضع خطة متكاملة لا يعوزها سوى خلق الشروط العملية للتنفيذ . خطة لا يفصح عنها في كتاباته المنشورة بطبيعة الحال , بل في يومياته التي أودع فيها مشاعره وتفاصيل برامجه وتأملاته جميعها .
إن المسلمين كما كتب في العام 1897 هم بالضبط .. الأكثر تسامحاً تجاه المعتقدات الدينية الأخرى , فقد أطلق العنان في يومياته التي أودع فيها صندوق أسراره كي يتصور وصول ملايين اليهود دفعة واحدة إلى الجانب الآخر من ناحية , ولكي يتصور كيف سيتم التخلص من الفلسطينيين , من ناحية ثانية .
فليس للعرب في دولة هرتسل العتيدة مكان على الإطلاق . فهذا الرجل الذي يصف نفسه في يومياته بتاريخ 9/6/1895 بقوله : إنني لست الرجل الذي يشيد على الريح ( ..بل ) بمواد صلبة , ويحلم بدولة أرستقراطية على صورة الأرستقراطيات التي كانت في تراجع متسارع في أوربا , يتعذر عليه أن يتخيل أن مملكته العتيدة يمكن أن تضم عرباً ,هم , كما ينقل بلغة متواطئة عن الصحفي بن يهودا ( اليوميات في 18/ 3/ 1899) قوله إن الناس في الشرق هم حيوانات متوحشة يمكن إطلاقها وتوجيهها في أي اتجاه .
ولما كان ما يريده اليهود , كما كتب هرتسل في مقالته التي نشرها بعد إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بال السويسرية مباشرة ,/دولة للشعب اليهودي ../ فإن مصير المالكين من الفلسطينيين سيكون بالضرورة خارج دولة القانون العام هذه .سيلح على ضرورة نزع الملكية بصورة جذرية ومن غير تعويض , غير انه سيؤكد على أن عمليتي نزع الملكية وإبعاد الفقراء يجب تنفيذها بحذر واحتراس وتكتم . سوف نقوم بتسريب السكان المعدمين عبر الحدود بتأمين وظائف العمل لهم في بلدان العبور , على أن نسد في وجوههم كل مجالات العمل والإستخدام في دولتنا , في حين أن نزع الملكية بالنسبة لأصحاب الأملاك سوف يكون طوعياً , وسوف يتم تشجيعهم على التفكير بأنهم يخدعون اليهود ويغشونهم , إذ يبيعونهم الأشياء بأكثر بكثير من القيمة التي تستحقها .
لم يبخل الصهاينة على تأملاتهم بالذهاب إلى حيث لا يمكن أن تذهب بخصوص مصير أهل البلاد . فقد أدركوا منذ ذلك الوقت المبكر , أن تهويد فلسطين عملية تاريخية ذات وجهين متكاملين , فهي سيرورة من الاستيعاب ومن النبذ في آن.
فاستيعاب المستوطنين وإقامة المستوطنات يتصلان بالضرورة بدفع أهل البلاد نحو عملية تاريخية من التهميش والنبذ المتفاقمين وصولاً إلى الإقتلاع الكلي .
أنهم أدركوا فوق ذلك أن الشرط المركزي لتحقيق هذه العملية التاريخية هو شرط العنف المنظم, أي العنف الاستراتيجي المؤسس على سابق تصميم وتخطيط وإصرار.فقبل ظهور أي حركة صهيونية على الإطلاق , أشار الحاخام كاليشر kalischer(1795-1874)وهو الذي كان يحض على استيطان فلسطين , في إحدى كتاباته في العام 1862 إلى الخطر الذي تشكله العصابات العربية على المستوطنين , أي , باختصار , إلى الإصطدام المحتمل بين أهل البلاد والمستوطنين القادمين لاقتلاعهم والحلول مكانهم . هكذا أثار كاليشر ما يدعوه والتر لاكور بالقضية التي شغلت مكاناً كبيراً في مداولات المؤتمرات الصهيونية , وفي السجالات الداخلية , وبالطبع , في الدبلوماسية الصهيونية , وهي قضية الوجود العربي في فلسطين .
موسى هس Hiss (1812-1875) في كتابه روما والقدس (1862) وفي سلسلة من المقالات كتبها على صورة رسائل ونشرها بالفرنسية في العام 1864 في دورية الاتحاد الإسرائيلي العالمي الباريسية ,وكذلك في مشروع إستيطان الأرض المقدسة ( 1867) أدرك ترابط المعول والبندقية في تهويد فلسطين , أي تلازم العنف بانزراع المستوطنين وباقتلاع الفلسطينيين , من ناحية , وترابط مشروع تأسيس دولة يهودية في فلسطين .
في عام 1891 كتب آحاد هاعام ( 1856-1927) بعد عودته إلى روسيا قادماً من فلسطين التي زارها مرتين متتاليتين بغرض الاستطلاع المُدقّق , نصاً صار شهيراً بعنوان ( الحقيقة عن أرض إسرائيل ) في هذا النص الذي كتب بعد تسع سنوات من بدايات الإستيطان الصهيوني لفلسطين على يد /أحباء صهيون/ يؤكد آحاد هاعام , أن معاينته الشخصية لما يجري هناك ( أي فلسطين ) تجافي على طول الخط مع ما يجري تداوله – هنا – من أساطير بخصوص ارض الميعاد : ليست فلسطين بلداً مهجوراً من غير سكان , وهي ليست أرضاً يباساً لا زرع فيها ولا عمران . يتوجب علينا تفحص وضعنا الراهن في البلاد إن كنا نرغب ألا نخدع أنفسنا والشعب الذي يثق بنا . أن ما يفعله أشقاؤنا في أرض إسرائيل هو أنهم بعد أن كانوا عبيداً في بلاد الشتات , ألفوا أنفسهم يتمتعون فجأة بحرية لا حدود لها ... وان هذا التغير السريع نما لديهم نزوعاً استبدادياً .. إنهم يتصرفون حيال العرب بطريقة معادية وفظة , ويغتصبون حقوقهم من غير أي مسوغ .
بعد حوالي نصف قرن من نص آحادهاعام , نشر مارتن بوبر,في تشرين الثاني / نوفمبر 1948 نصاً لا يقل أهمية عن نص آحاد هاعام وان كان لم يحظ بالشهرة نفسها التي عرفها نص هذا الأخير.النص يلخص مضمونه تلخيصاً هو بحد ذاته شديد التكثيف : " تعالوا نضع نهاية للجمل المجوفة " ما يقوله النص باختصار مايلي :نحن نقول أن هذه البلاد لنا , وان العرب يرفضون هذه الحقيقة ويستنكرونها ويقاومونها .لكن" الوقائع هي نسبياً بسيطة .. في حقبتنا الحاضرة ,ثمة شعب اخر يقيم في هذه البلاد .. يعيش فيها ببساطة , يزرع حقوله كما لو أن التقنية الحديثة ليست موجودة ,ويحافظ على عاداته القديمة كما لو أن الحضارة الحديثة من غير وجود , وهؤلاء الناس يتحدثون لغة شعبية كما لو أن لغة الأدب غير موجودة" .. نحن نقول أننا هوجمنا .من الذي اعتدى علينا إذن ؟ هل ننتظر منهم حقاً ان يعترفوا مباشرة ( بأن هذه البلاد لنا ) هل سنفعل هذا لو كنا في مكانهم ؟ لنكف عن الجمل المجوفة .
كانت الدعوات التي تتردد بين الحين والحين لمراجعة السياسة الصهيونية حيال العرب باتجاه التعاون والتفاهم تقابل دائماً بالرفض الصريح . ففي جلسة سرية من جلسات المؤتمر الصهيوني السابع 1905 اقترح البروفيسور يتسحاق ابشتاين Epstein على المؤتمرين ضرورة العمل على التفاهم مع أهالي البلاد العرب, والتعاون معهم بغرض كسب صداقتهم . غير أن إقتراحه حفز عدداً من رفاقه في المؤتمر على الرد عليه بعنف .
إن الصهيونية بمختلف تياراتها السياسية أجمعت , قبل تأسيس إسرائيل , على إفراغ فلسطين من عربها بتوسل القوة العارية وبعد إنشاء اسرائيل ,على تأسيس هذا الإفراغ بتوسل القوانين ,وعلى تبريره وإدامته بذريعة الأمر الواقع . إن واحدا من أكثر قرارات اليهود فظاعة كما يقول المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس في مقابلة صحفية مع مجلة لو نوفيل أو بسرفاتور الفرنسية "لم يكن الطرد , بل ما حدث بعد ذلك مباشرة:منع الفلسطينيين من العودة . فقد قررت الحكومة الإسرائيلية في 16حزيران 1948 ( أي بعد شهر واحد من إعلان تأسيس إسرائيل , وقبل حوالي ثلاثة أسابيع من احتلال اللد والرملة وطرد سكانهما ) منع الفلسطينيين من العودة , وأعطت الأوامر للجيش لتنفيذ التعليمات . هذا هو قرار الطرد الحقيقي . انه القرار الذي حول الفلسطينيين إلى لاجئين .
بعد ذلك قام الكنيست بتحويل قرار الحكومة إلى- قانون - قرر (الكنيست ) انه لايمكن إعادة اللاجئين العرب إلى الأراضي الإسرائيلية , وان الحل الوحيد لهذه المشكلة هو بتوطينهم في البلاد العربية .
بعض المراجع :
- Paul Mendes-Flohrمن مقدمته لMartin Buber , une terre et :
deux peuples.(1985) paris . lieu commun
- Benny Morris , the Birth of the Palestinian refugee problem,
1947-1949. (1987) Cambridge university press
- Benny Morris ,1948 and after. Israel and the Palestinians
1990. Oxford .clarendon prees
- دافيد بن غورين ( تقديم ) . تاريخ حرب الاستقلال . إعداد فرع التاريخ في الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ( بالعبرية ) .
أحمد خليفة ( مترجم ) , حرب فلسطين 1948-1947 ( الرواية الاسرائيلية الرسمية ).
( 1948) بيروت . مؤسسة الدراسات الفلسطينية .
- شبتاي تيفث , تطور فكرة الترانسفير في الفكر الصهيوني . هآريتس . 2/10/1988 في
د. محجوب عمر ( تقديم ) , الترانسفير . الإبعاد الجماعي في العقيدة الصضهيونية . ترجمات مختارة من العبرية . ( 1990) . القاهرة . دار البيادر .
Jon Kimche, Palestine or Israel . the untold story of why we -
Failed (1973) .london .
Martin Gilbert , Winston S. Churchill . (1975) .London . W . -
Heinemann . Vol 4 . 1916- 1922.
عن نور مصالحة , طرد الفلسطينيين . مفهوم الترانسفير في الفكر والتخطيط الصهيوني
(1992) بيروت , مؤسسة الدراسات الفسطيينية .
Zionist policy . An address by Dr . Chaim wrizmann .Sunday -
21/9/1919 . publication of the British Zionist federation (1919)
- تقرير بشأن مؤتمر إيحود بوعالي تسيون العالمي . /21 تموز ( يوليو ) -7
/ اب ( اغسطس ( بالعبرية ) . 1938 . تل ابيب , عن : نور مصالحة .مفهوم الترانسفير .
- يهودا غوتلهيف في دافار 2/1/1976 وموشي دايان , مقابلة مع هآريتس
(19/12/1975 ) الأمر نفسه يردده يهودا باراك اليوم .
- دزموند ستيورات , تيودور هرتزل , مؤسس الحركة الصهيونية . ترجمة فوزي وفاء وابراهيم منصور . 1974 بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر
- في مقابلة صحفية مع جريدة هااريتس (25/9/1996) يقول ايهود باراك بهذا الخصوص :
أن احد الأمور التي لا تؤرقني مطلقاً هو الشعور بالذنب تجاه الفلسطينيين . انني على يقين بأن ما حدث كان ضرورة , وأؤمن أعمق الإيمان أن الفعل الصهيوني كان في غاية الأهمية والصحة . انظر نص المقابلة في : رؤية اخرى . مركز المعلومات البديلة ( القدس )
السنة 4 . العدد 9/1996
- لكي يؤسس لمقولة أن الحركة الصهيونية تعبير عن العدالة التاريخية , يعزز الحاخام يوئيل بن نون في ندوة عالمية عقدت بين 18 و 20/2/1995 في مقر اليونسكو بباريس , هذه العدالة التاريخية بالتأكيد التالي : لم توجد أية دولة فلسطينية في الماضي , ولم تحتل إسرائيل أراض فلسطينية .
المصدر : بيان ضد الأبارتايد
اللاجئون الفلسطينيون وعملية السلام
د . محمد حافظ يعقوب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية