الحق عليك يا أبي... أبو قيس التنفتنازي

     منذ نعومة أظافري تعلمت حبّ الوطن والعروبة وأنّ محبة القائد المناضل حافظ الأسد!! هي من محبة الوطن . أتعرفون لماذا وكيف ؟.

عندما بلغت السادسة من عمري وذهبت للمدرسة بدأ مشوار هذه المحبة  .

دخلنا المدرسة في اليوم الأول وسمعنا صوت الجرس ونادوا بنا إلى تحية العلم  قام المعلمون بتنظيمنا في صفوف في الساحة واستلم أبو عمر المكرفون وصاح " رتلاً ثنائياً رتلاً ترادف " لم أفهم شيء !!!!نظرت إلى باقي الصفوف وبدأت أقلدهم بحركات الأيدي والشفاه ، ثمّ أكمل أبو عمر :

 " آسبل "   ثورة

استاااارح" بعث

" أمةٌ  عربية واحدة "  ذات رسالة خالدة

" أهدافنا " وحدة – حرية – اشتراكية

"قائدنا إلى الأبد "الرفيق  المفدى حافظ الأسد

وهنا بدأت الرحلة " رحلة المحبة والعروبة " كما أرادها لنا القائد المناضل حافظ الأسد وأصبحنا ضمن منظمة طلائع البعث وفي كل عام كنّا نستلم كتاب التربية الوطنية لنتعلم منه كيف نحب وطننا وقائدنا ونحفظ مقولات القائد وتعلمنا منه أيضاً مبادئ الدستور(الذي يتم تعديله بخمس دقائق ) وأن الجمهورية العربية السورية دولة مسلمة مستقلة ذات سيادة ودين رئيسها الإسلام وهي جزء من الوطن العربي وشعبها جزء من الأمة العربية . ومن أبرز ما رسخ في ذاكرتنا ذلك الدرس الذي قالت فيه ابنة أحد الشهداء : صحيح أنني فقدت أبي لكن حافظ الأسد هو والدي الحقيقي . ودرسنا بالتاريخ (المزوّر)  كيف حاربنا المستعمر العثماني ودرسنا أيضاً ثورة القرامطة بأنها ثورة اشتراكية يجب تطبيقها  !! وبالجغرافيا درسنا كيف تمّ حذف لواء اسكندرون من خريطة سوريا .

وفي كل عام كنّا نحتفل بالأعياد الوطنية ابتداء بحرب تشرين التحريرية ! التي تمّ فيها تحطيم أسطورة الجيش الذي لايُقهر ولكن في الحقيقة فقدنا عشرات القرى في الجنوب السوري  ، مروراً بالحركة التصحيحية التي قادها القائد المناضل والتي صححت نهج سورية الحديثة !! وأيضاً نحتفل بثورة الثامن من آذار ووصول حزب البعث العربي الإشتراكي للحكم وفي السابع عشر من نيسان نحتفل بعيد الجلاء وفي هذه المناسبات كنّا نخرج مرغمين في مسيرات نحمل فيها أعلام الوطن والحزب وصور القائد و لنهتف للقائد المناضل " بالروح بالدم نفديك يا حافظ "  ، " حافظ .. أسد ... رمز الأمة العربية " . وكثيراً ما كانت تترافق هذه المسيرات بزيارة المسؤولين للمدينة حيث كان يتم نشرنا على مدخل المدينة ونهتف أو يتم نقلنا إلى مركز المحافظة خاصة عند تجديد البيعة للمشاركة بمسيرة مركزية في قلب المحافظة .

انتهت مرحلة طلائع البعث وبدأت مرحلة شبيبة الثورة وزاد على الشعارات الصباحية شعار جديد ألا وهو :  (عهدنا: أن نبقى جند البعث نتصدى للإمبريالية و الصهيونية والرجعية ونسحق أداتهم المجرمة  عصابة الأخوان المسلمين ) وفي هذه المرحلة خضعنا فيها لدورة تدريبية لكي نصبح أعضاء عاملين بشبيبة الثورة تلاها امتحان شكلي لأن الكل ناجح سلفاً حتى أنّ أحد الطلاب ارتبك أمام اللجنة عندما سألوه من انتصر بحرب تشرين قال لهم اسرائيل فردوا عليه " خسئت " لكنه نجح . وبنهاية هذه المرحلة تمّ توزيع استمارات مكتوب عليها معلوماتنا الشخصية كاملة وجاهزة للتوقيع وهي عبارة عن استمارة للإنتساب لحزب البعث العربي الإشتراكي وبالطبع التوقيع إجباري وإلّا على بيت خالتك ...وبدأنا مرحلة الحزبية وأصبح اسمنا "نصير" تمّ ترشيحنا لنصبح أعضاء عاملين بالحزب وخضعنا لدورة ثمّ امتحان ومن ثمّ ترقينا إلى أعضاء عاملين بالحزب .

في هذه الفترة تمّ إعلان وفاة القائد وفجأة رأينا المظاهرات تعم المدن السورية تطالب ببشار الأسد لكن هذا البشار كان يدرس في المملكة المتحدة ولم يأتي لسوريا إلا قبل فترة قصيرة وشاهدناه في إحدى مباريات الدوري السوري يجلس على المدرجات والفاتنات تحيطه من كل الجهات لكن بقدرة قادر أصبح رئيساً .

 وصلنا للمرحلة الجامعية وتفاجأنا بوجود مادة الثقافة في كل الكليات من المعهد المتوسط إلى كلية الطب   لكن قال لنا من سبقنا أنها مادة مساعدة يكفي أن تكذب وأن تكتب فيها على كل جملة من أقوال القائد الخالد لكي تنجح  .

والحمد لله انتهينا من الدراسة وشبعنا حب للقائد المناضل ولقائد مسيرة التطوير والتحديث .

هذا كان واقعنا ............ نحن جيلٌ جاء بعد  أحداث الثمانينات كنا نقول ثورة وحزب وبعث ونهتف لكن لانعرف معنى هذا الكلام لأننا كنّا نسأل الأكبر منّا  سناً يقولون  ليس لكم علاقة بهذا الموضوع  ، نسأل مامعنى كلمة أحداث وماذا جرى فيها لا أحد يجيب يحذرونا من أن نسيء للمخبرين ولعناصر الأمن لأنهم يستطيعون  القضاء علينا بجرة قلم .

لكن  ليس بعد الآن وبعد أن فهمنا الموضوع وكسرنا حاجز الخوف ومشينا أمام جيل الآباء لنشق طريق الحرية لأبنائنا ولنا ولآبائنا .

لكن هناك مقولة للقائد المناضل أرجو أن تصل لبشار : قوتان لاتقهران قوة الله ، وقوة الشعب .

وأنا أحببت أن أنقل لكم  الواقع الذي عشناه  قبل ثورة الكرامة  لكن  سامحوني على ذكر كلمة مفدى ومناضل وقائد .....لكن هذا ما علمونا إياه  و لضرورة نقل الواقع الذي كنّا نعيشه  .

 وحرية للأبد غصب عنك يا أسد

تفتناز عشاق سوريا الصفحة الرسمية لثوار تفتناز 

  https://www.facebook.com/ALTAFTANAZY