أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا لم يحن وقت النصر؟ .. د.ميمونة جنيدات


من منا لايوقن ان الله هوالذي خلق هذه الثورات وانه قد بعثها من رماد ذل ٍواستكانةِ ظنناها ستلازم اولادنا واحفادنا... لقد انتصرت ثورتا تونس ومصر في شهر تقريبا وثورة ليبيا في ستة اشهرفي حين بقيت ثورتا اليمن وسوريا تقارعان الباطل كل هذه الشهور وقد ابطأ النصر طريقه اليهما....اليس الذي عجل بنصر تلك الثورات قادراًان يعجل نصره لنا ايضا ؟
اننا نوقن ان يداً حكيمة تدبر الأمر كله،و قد نستطيع قراءة بعض أسرار حكمتها الآن، والبعض الآخر لاحقا ،ويبقى الكثير خافيا علينا كي يزداد الذين امنوا ايمانا بان الله لا يرد بنا الاخيراً.
اننا نشعر بأن الله يعدُالشام لامر جلل يتطلب رجالا يستحقون ان يُسمَوْن جنده فهل كان قبل الثورة رجالا كذلك ؟
الم يقل صلى الله عليه وسلم :(اذا فسد اهل الشام فلا خيرفيكم )؟
الم تفسد الشام ولو حاولنا احصاء وجوه هذا الفساد لضاقت بنا السبل .؟
ألا تُشْتم الذات الإلآهيةعندما يتشاجر اثنان كما يشتم الرجل صاحبه (خاصة في الارياف)؟
الم تتفكك الروابط العائلية بحيث لم يعد الاخ يبالي بحال اخيه والجار بما يعاني جاره وانفصمت عرى المودة بين الاسر (خاصةفي المدن)فانتشرالتحاسد والتباغض والتباعد.
الم ينتشرسعار التنافس على تقديس المظاهر من اجل التباهي والتفاخر حتى اضحى الفرد (خاصة النساء)يقتطع من قوت اطفاله كي يفاخر في مظهره في الزينة والكماليات ،ناهيك عن تجاهل الفقراء والمحتاجين مما ادى الى ضعف التضامن الاجتماعي وازدياد الهوة بين طبقات المجتمع ؟
الم تتراجع كثير من الصفات الايجابية في المجتمع (كالنخوة والشهامة والايثار والتناصح و....)وحلت محلها اللامبالاة وضعف التفاعل مع مظاهر الجور والظلم؟
الم يحدث مسخ وتشويه للدين واقتصرت مفاهيمه على التصوف الذي كرس السلبية والرضوخ للواقع اوعلى النفاق الذيَ قام بليِ النصوص والاحكام وفق هوى الحكام ؟
ا ورائش؟ الم تنتشر الاختلاسات والرشاوي حتى اصبح كل المجتمع السوري مقسوما بين راش ومرتشِ
الم ينتشر بشكل هائل الغش والاحتكار والربا والنصب والاحتيال والبطالة والثراء الفاحش والفقر المدقع والغلاءالمرعب ؟
الم ينتشر الطلاق وارتفاع سن الزواج وانتشارعلاقات الحب اللاخلاقية والتي لاتتهي عادة بزواج او تتهي بزواج فاشل و
ماذا عن الوضع المخزي للتعليم والجامعات العامة والخاصةحتى انتشرت الرشاوي بين اساتذة الجامعات.....
وهذه لمحة واحصاء بسيط عن بعض مظاهر الفساد الاجتماعي والديني الذي قاد الى فساد عام في كل مرافق الحياة حتى اضحت سوريةفي ذيل التصنيفات الدولية في جميع المجالات (ماعدا الزيتون وزيت الزيتون).
ان فسادا كهذا استشرى في النسيج السوري كنا نظن ان لا مزيل له الاطوفان نوح او زلزال تسونامي ،ولكن مدبر هذا الكون اراد بحكمته ان يطهر نفوسا وينقيها من ادرانها وويحررها من اسر العيودية للمال والشهوآت ،ويعيدها اويعيد اليها اخلاقاً فُقدت ومروءآت ُضِيعت ليوصلها الى واحة الحرية ....الحرية التي هي مناط التكليف والتي تشكل مع العقل النمط الذي يميز البشرية عن سائر المخلوقات .
انه بلاء عظيم وتمحيص رهيب ذاك الذي حل باهل الشام ، نقص في الاموال والانفس والثمرات ...برد قارس.. بيوت مهدمة ..تعذيب وحشي للنساء والاطفال والرجال لم تشهد البشرية في احلك عصورها له مثيلا..اغتصاب وهتك للاعراض..كل هذا مع صرخات استغاثة شقت عنا السماء لكنها لم تجد الاآذانا صما وعيونا عميا .
شهور طويلًة مضت وهم يطلبون نصرة العرب فلما جاءهم مدد العرب بمراقبيهم اكتشفوا ان ذاك المدد هوافاعي مدت لهم ذيولها كي تنتشلهم من الرمضاء..
شهور طويلة مضت وهم ينادون بالحماية الدولية ونسال الله ان لا تكون تلك الحماية ذيل عقرب ...
اما المجلس الوطني فطعناته متوالية ...وغدراته متتالية ...وخطواته كسلحفاة عجوز...
وبعد
يا اهل الشام حاشا لله ان يكلكم الى اولئك كلهم ان انتم استنصرتموه..وعلى الاصلاح عاهدتموه ..ربنا بذنوبنا اعترفنا ..وعلى بلائك صبرنا..واليك عدنا وتبنا ..وبك عذنا..وعليك اتكلنا ...وبنصرك وثقنا ...نسالك نصرا مبينا من عندك وبايدينا....... ومن عندك وبايدينا..من عندك وبايدينا...ولا ثقة لنا الابك .


(117)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي