( إن لم يوجد الفساد , ما وجد الإصلاح و الأنبياء )
بنيت الحياة على قاعدتين أساسيتين , و تأسست الحياة على نظريتين , و قامت الحياة على زوجين , و خلقت الحياة على وجهين , هذه هي الحياة تعتمد على مبدأين , فإن لم يكن هذا لن يكن ذاكَ , لهذا هناك الشيء و النقيض , و الخير و الشر , و الحبُ والكره , و الشتاء و الصيف , والنار و الزمهرير , و الماء و الهواء , و المرض و الدواء , و الجماد و الأحياء , و الذكر و الأنثى , و الإصلاح و الفساد .
إذن هكذا خلق الكون المبني على مرتكزين , كما أنت تسير على قدمين , وهل هناك إستثناءات ؟! , لا يوجد في الكون إستثناءات , لكن هناك واحد , ومن الواحد إنبثق كلِ منبثق , و أطلق كل مطلق , لهذا لا بد أن يكون لهذا الكون صاحب , كما أنت صاحب ما تملكهُ , هو صاحب كل ما يملكهُ من مطلق , و لكل مطلقات الكونية ,
هو الله هو الواحد الأحد لا شريك لهُ ..
و عندما نجد في الحياة كل شيء لهُ وجه و وجه آخر , فلإصلاح لنقول لأنفسنا ما هو الوجه الآخر للإصلاح , لا شك سيأتي الجواب هو الفساد , فلولا الفساد ما وجد الإصلاح , و لولا المفسدون , ما وجد المصلحون , وعندما تشهد ما يجري داخل الدول العربية من فساد , فهذا شيء طبيعي جداً , إن يسود الفساد البلاد و العباد , وهذا عائد لسببيه بأنَ نفسية و سلوكيات الإنسان في الأرضِ قد بُنيت على قاعدتين ,
القاعدة السلوكية للفسادية , و القاعدة الإصلاحية , حقاً كلا هذه السلوكيات في الإنسان و الأحياء , وجدت بذات المقياس و المعيار و المقدار , ولا تزيد هذه السلوكيات عن بعضها البعض مثقال حبة خردل أو جين واحد
ملاحظة :- هنا أنا أدعو للفساد و أُنظر للمفسدين في الأرض , بل الغاية هنا في هذا البحث , هو التوضيح للمرء أين هو في موازين الحياة , و في أنفسكم آيات لعلكم تعقلون , و تتقون , و تتفكرون , و تقرون .
نعم للحقيقة , لو لم يوجد الفساد , لما وجد الإصلاح , و لهذا فالفساد في حرب دائمة و طاحنة مع الإصلاح , كذلك الإصلاح هو في صراع حثيث مع الفساد ,
وفي المنطق السليم , الفساد هو وجه من وجوه الحياة , و بدونهِ لا تكتمل الحياة , و لهذا الفساد حياة , و لولا الفساد ما وجدت الحياة , إذن الفساد هو عنصر أساسي في الحياة , و مكون رئيس في الحياة , و لهذا وجد رأس الفساد , الشيطان ليكون رأس الفساد في الأرض فقط , لوجود الإنسان على الأرض , و لهذا تتميماً وجدت الأنبياء في الحياة على الأرض فقط , لمقارعة رأس الفساد – الشيطان – و المفسدين أولياء الشيطان ..
فما من إنسان لم يمر في أطوار الفساد , فكرياً او جسدياً , الكل فينا كبني البشر يسعى للفساد إن كان يدري أو لا يدري , فإن كان يدري يبتكر لهُ نظريات فكرية و حجج و براهين و مصطلحات عامة لتغطية فساده , والذي لا يراهُ في عينهِ ليس بفسادٍ , لإرضاء نفسهِ أولاً , و بأنهُ مبني على أساس لا تمت للفساد بصلة , كأنهُ هنا يقول مخاطباً ذاتهِ , هذه شطاره , أو نباهه , أو ذكاء , أو عمولة أن يقبض مالاً , أو تبادل المنفعةِ , أو هذا ما لقيصر لقيصر , و ما للرب للرب , وما هو لي فهو لي , و هكذا يشرع لنفسهِ قانون ذاتي , حيث يعتبر ما للدولة للدولة , و ما للحاكم للحاكم قد دُفع , وما للرب فأنهُ يدعي بعدم سرقة الرب , على مثال يعتبر العمولة أو الإبتزاز أو الرشوة لا يمت للسرقة المباشرة الإكراهيةِ بعلاقةٍ و صلةٍ .
و هكذا يبني المفسد فرضياتهُ التشريعية , فما لي هو لي , أي ليَ الحصة في أموال الدولة , التي أخدمها و التي أعمل لديمومتها و بقائها على قيد الوجود والحياة , كما ولسان حالهِ قائل , حينما يشهد الغير من موظفي الدولة المفسدين , المتحولين بين ليلةً و ضحاها , إلى كبار الأغنياء و الرأسماليين , و يعيشون برفاهيةٍ و بذخ و نفوذ و اسع المجالات و الأطر , لهذا يناجي نفسهُ قائلاً , - ما في حد أحسن من حد – هو كان في الأمس وضيع معدم الحال و الأحوال , وبعد فترة من الخدمة العامة في سلك الدولة , يتعلم اللعبة , و يبدأ في التكرش حتى الرقبة جسدياً أولاً و مالياً أخيراً , مستغلاً و ضيفتهِ و منصبهِ و تحكمهِ في الغير , مما أدى لإبتزازهم مالياً , مقابل ؟! مقابل تسهيلات قانونية , حيث يستغل فيها ثغرات قانونية , قد تعلمها من السابقون في مجال الفساد العام , وهذه الثغرات القانونية كان من المفروض عليهِ أن يحميها و أن يكون عليها أميناً , لا , فقد أباح لنفسهِ إستغلالها و النفاذ منها نحو الغنى الفاحش , كما تبيح للغير الإستمرارية في أعمالهم و تعود تعطيهِ شيء من المردود المالي تحت تسميت العمولات , و العمولات في المفهوم العربي , هي الرشوة , أنما هي في المفاهيم الغربية الإستعمارية , هي عمولة , نعم وهذا المردود المالي للراشي , قد يصل للمناصفة , أو كدفعات مالية كبيرة , عن مجمل الصفقة التجارية أو الأعمال الإنشائية أو المقاولات أو العطاءات , و كلما كان الموظف كبيراً كانت عمولاتهِ كبيرة , و أكبر وحسب التسهيلات المقدمة لرجال الأعمال , و كلما صغُر الموظف صغرة المدفوعات لهُ , أي حسب تسهيلاتهِ الصغرى المقدمة لصاحب الحاجة . وهكذا حتى تصل الأمور لأخر موظف في السلم الوظيفي , إذ لا يقصر الموظف البسيط من إبتزاز الإنسان المتقدم لهُ بطلب مال لخدمة حكومية هي في الأصل أن تقدمها الدولة لهُ عن طيب قلب و خاطر , كون الدولة وجدت لغاية المواطن , فيستغل الموظف المواطن في رشوة مناسبة , ( و للحقيقة الحاكم أي رأس الدولة هو معاقب يوم القيامة على هذه الخطيئة , كونهُ سكت عما يجري في دولتهِ , إن كان يدري أو لا يدري , هنا السؤال أين العسس لهُ ألم تقل لهُ , فإن قالت لهُ و سكت فهو محاسب أمام الله , و إن لم تقل لهُ هو محاسب كذلك ,
هنا من يدفع ثمن هذا الفساد الأداري أو الوظيفي و اللأخلاقي , هما أثنين , الحاكم والمحكوم و ما بينهما , فالحاكم , يدفع الثمن في صمتهِ كما قلنا و على بروز طبقات من المفسدين في أدارة دفة دولتهِ , فصمت ففي صمتهِ هي رسالة تشجيع لهؤلاء المفسدين في الأستمرارية بما وعلى ما يفعلونهُ و يعملونهُ و يمارسونهُ من فعل مشين في صفحات تاريخ الحاكم , و حتى يصبغ التاريخ هذا الحاكم الصامت عن إعلاء كلمة الحق بوجه المفسدين , بصبغة الحاكم الفاسد , ففي صمتهِ فقد أجاز للمفسدين في تدمير شعبهِ و دولتهِ و سمعتهِ بين الناس و الشعوب و الأمم و التاريخ , كما حصل على سبيل المثال مع حسني مبارك و زين العابدين و غيرهم و الحبل على الجرار , هذا إن كان ما كان وكما يتصف في الضعف و الهوان و الإستكانة و الخضوع لمشيئة المفسدين , لكن هناك الكثير من الحكام من يدفع الآخرين من موظفيهِ للفساد و الإفساد و الإنحلال الخلقي و الوظيفي , ليحصل منهم على الولاء نعم هنا بيت القصيد , لهذا تجد الوالي أو الحاكم , هو المفسد الأكبر , أو المعلم الأكبر الذي علمهم سحر الفساد , و هكذا يدور في فلكهِ كما الفراشات الليلية ِ , المفسدون كل منهم حسب قدرتهِ على الفساد و الإفساد ( ولكم في الذباب عبرة , وهنا قال العزيز القدير , ضعف الطالب و المطلوب ) هؤلاء هم ذباب الشعوب و الأمم , و ذباب بلا رأس مدبر هذا من المستحيل , ,
وفي العالم إن كان الأول أو الثاني أو الثالث أو الأخير :-
معظم الحكام هم المفسدون الأوائل , أو المعلمين المخضرمين لإفساد شعوبهم و موظفيهم و دولهم , فهم خبرات عريقة في إختيار المفسدون , نعم و بكل وضوح الرؤيا = هم يأتون في المفسدون ففي المفسدون يفسدون و يسودون . نقطه أول السطر وهكذا و حيثما و لا يمكن قطعياً في الإصلاحيين أن يسودوا البلاد و العباد , ففي وجود المصلحين يعني جدلياً زوال الفساد من الموظفين أو الحاكم الفاسد , لهذا يأتون في المفسدين , و إن لم يجدون المفسدين يصنعونهم و يدفعونهم للإفساد و ذلك تشجيع أصحاب النفوس المريضةِ على إرتكاب أول الموبيقات و الفواحش و تسجل عليهم , لتحضيرهم للخطوات التاليةِ , وهي إرتكاب الأخطاء الإدارية , تليها الإفسادية , و الإنسان من غرائزهِ الجشع و الطمع و حب الذات , وحينما يسقط المرء من هؤلاء البسطاء الضعفاء أدارياً و عملياً و فكرياً , لا يحاسبونهُ و لا يقومونهُ , أنما يشجعونهم و يأخذون بيدهم نحو التهلكة من حيث لا يدرون , قائلين لهم , لكل إنسان كبوة أو غلطة تابع حتى تتعلم , و يتابع مسيرة الأخطاء الإدارية , حينها يتعلم كيف يصبح نابغة في الفساد و مفسداً عظيماً , و هكذا يصبح من أهم أركان الدولة التي يعمل على نهب مدخولاتها المالية , وهو على إستعداد أن يقاتل الشيطان و الأنبياء حفاظاً على مكتسباتهِ , و دفاعاً عن الوالي أو الحاكم الذي يسر لهُ سُبل التكرش المالي في البنوك .
و عندما تسمعون المنافقون من هؤلاء يدعي كل أنواع الفضيلة و سمو الروح الوطنية و التعصب الأعمى للوالي , و يبيع على الناس الوطنية كأنهُ هو الوطني الأول , هنا تيقنوا هذا الصراخ ليس ببلاش أو مجاني , و تيقنوا بأنهُ كبير المفسدين , و يغطي على فسادهِ بهذه الصرخات الوطنية الجرداء من فحواها و مضمونها الطبيعي الأصيل , و لأني ليس لي الحق في نقاش مجريات الأحداث و الحكم على الأرض العربية , بناء على ما رسم لنا في الأرض العربية , بفعل الأخوة سايكس و بيكو الذين قسموا البلاد العربية لحظائر و حشروا في كل حظيرة قطيعها , هنا لي الحق في النقاش في حظيرة قطيع أغنام و خراف القضية الفلسطينية , وفي هذه الحظيرة لا يحق لأحد أن يعلو صوتهُ على صوتي , فأنا كبيرهم الذي علم الوطنيين الوطنية و من علم المصلحين الإصلاح , و حارب اللصوص بكل ما أمكن ,
ففي القضية الفلسطينية , كان لدينا شيء يدعى عرفات , هذا الرجل أعرفه من أكثر من أربعين عام و نيف , عندما كان العمل الفدائي , ليس تحت الأرض , بل في جوف الأرض , هذا الرجل لا يحتمل كلمة لا , كما ويُعتبر لمن يدفع لهم مالاً النبي المنتظر , أو المسيح المخلص , وهو الذي سمنهم و أعطاهم الأمن من خوف , ووهبهم المناصب و نفخ فيهم من روحهِ حتى أصبحوا كما البالون و جعل منهم الشيء العظيم , متى شاء نفسهم , و متى شاء نفخهم , أحداهما صانع قمصان , و آخر أصدر كتاب و يتفاخر بهِ أمام الناس , و كأنهُ جاء بالذئبِ من ذيلهِ , وهو كتاب من مهزلة الفكر الفلسطيني المنبطح هو ( الحياة مفاوضات ) .
هنا وفي الحقيقة هو عرفات قد صنع زمرة من الحثالات قادة للشعب الفلسطيني , عصبة من المرتزقة المفسدين في الأرض الفلسطينية المقدسة , عصبة من ضعفاء الفكري و العملي و الثوري , و الغاية لدى عرفات هو ليجعل من حولهِ فيلق من المطبلين المزمرين , ومن المباركين لهُ سياسياً , ومن حملة المباخر ليسيرون في مقدمة الركب يعطرون موكبهِ و أعمالهِ , هنا وكيف لهُ السيطرة على مسار الثورة و الثوار الأحرار , فكان في إحتكار المال بيدهِ , فأصبح كما المهراجا الهندي , و هكذا طبق نظرية , قليلاً من الزيت يا دبشليم , ملك هندي كان يعطي كل من تفاخر بهِ من الشعراء , فقيل لأحدى الشعراء البؤساء أنذاك الزمن , مثلي اليوم , لماذا لا تذهب للملك دبشليم و تطلب منهُ ما يسد جوعك , فقال الشاعر , هو يريد من يمدحهُ و أنا لا أمدح أحد , فقيل لهُ جرب عل و عسى , ذهب الشاعر البائس , ووقف أمام الملك فإحتار ماذا يقول , وهنا خرجت منهُ هذه العبارة التاريخية – قليلاً من الزيت يا دبشليم , فكان من الملك إلا و أن قطع رأسهِ , وهذا هو عرفات قطع رؤوس كل الثوار الأحرار , و أستند على مبدأ , علف الدجاجات بالمال الذي جعلهُ بيدهِ , لتبقى هذه الدجاجات تبيض في قفصهِ , وقد أبعد من حولهِ كل الثوار و الأحرار المخلصين للقضية الفلسطينية ممن يقولون لا ثم لا عند أي خطأ يرتكبهُ , وها نحن و ما تركهُ عرفات أمام شخوص تدعي النبوغ السياسي , حتى الثوري لم يعد يعبر على ألسنتهم كي لا تزعل إسرائيل , وما هم في الحقيقة والجميع من الشعب الفلسطيني و العربي ما هم إلا مرتزقة و لصوص عرفات بابا و الألف حرامي , وفي المعنى العام المفسدون في الأرض الفلسطينية المقدسة , نعم هذا من مصلحة إسرائيل لتستمر في إحتلالها و قضم الأرض شبراً شبر وبناء مستعمراتها بيتاً بيت , و الويل لك إن تحدثت مع أحداهما , يشبعك حتى التخمةِ نظريات وهمية غير قابلة للتطبيق العملي , علماً بأن الثورات تقوم لخدمة قضيتها و شعبها , لكن الثورة الفلسطينية التي إستولدت في آخر الشوط منظمة التحرير الفلسطينية , ومن ثم سلطة الفاتيكان في رام الله قامت لخدمة ذاتها و رجالاتها ومن يسير في ركبها من المفسدين الكبار و الصغار , وما من فعل قتالي ثوري قامت بهِ هذه المنظمة الفاتيكانية العرفاتية , هو كان أفعال صغار لأطفال الثورة , إبتداء من معركة الكرامة , و لغاية أطفال الأر, بي , جي , في لبنان , و الإنتفاضات لأطفال الضفة الغربية المتتالية .
وقد يتساءل المرء لماذا لم تفعلون شيء أمام هذه التكتاتورية العرفاتية , نقول , كيف لم نعمل شيء , فقد حاولنا كل المحاولات في تصحيح الأمور و أعادتها لنصابها , أبتداء من حركات الإحتجاج في لبنان , و في عمان من حركة الأخوة المتحدين و الحركة التصحيحية , لكن العرب تريد عرفات الراقص في نفس الحلبة , خوفاً من بروز لاعبين ثوريين لا يؤمنون إلا في الفعل الثوري و الكفاح المسلح , وتم إسكات الجميع من الثوريين بأسم السلام , فضاعت فلسطين 1948 و الضفة الغربية ضاعت بأسم السلام و المفاوضات . واليوم يسعون للقبول في فاتيكان رام الله ولتذهب فلسطين كل فلسطين للجحيم الإسرائيلي .
ومن هنا نفهم و نتفهم بأن حتى حكم الثوار والحكام السياسيين المدنيين , يريدون في محيطهم المفسدون ليسودوا و يحكموا و يستمروا في الحكم , و إن قارنا ما يجري على الساحة الدولية , و أمريكا والغرب و الصين وحتى في أفريقيا هو طبق الأصل ما فعلهُ عرفات بقضية فلسطين وشعبها .
و هكذا يستغل المفسدون الحاكم المفسد , فيفسدون في البلاد و العباد و تتحول الدول لدول الفساد و الإفساد , و الأن لو جئنا في مليون نبي مرسل من السماء مباشرة , و مليار مصلح نزل عليهم الوحي , و مليار حر و شريف , لضبط إيقاع الأمور و إعادة الأوضاع لمرحلة الإعتدال , أي لمرحلة المناصفة بين الفساد و الإصلاح , فلن يكون لنا ذلك , حيث طغى الفساد على الإصلاح .
نعم الجميع يريد فعل إصلاحي ثوري , يحطم كل رموز الفساد , و التحطيم لا يكون إلا في التطهير الشمولي , بلا رحمةٍ و بلا مغفرةٍ و أدنى رأفةٍ , و هذا مستحيل في الزمن الحالي , فنحن في هذا الزمن الحالي نستمد سياساتنا و ثقافاتنا من خلال ما يأتي لنا من قوى الإستعمار الغربي , و المتمثل في أمريكا رأس الإرهاب الدولي , و الغرب الأوروبي الإستعماري , و إسرائيل زوجة الشيطان .
فهذه القوى الإستعمارية هي التي علمتنا أن الحياة مفاوضات لنبقى ندور كثور الساقية , و علمتنا بأن الفساد حياة الحثالات , ففي المفسدون تسودون و تحكمون , و لهذا نجد القوى الإستعمارية تدفع المال الطائل لمنظمات المجتمع المدني الأموال الوفيرة لتصنيع أشخاص موالون لقوى الإستعمار الغربي , و تدفع هذه القوى الأموال الهائلة كرواتب و منح و مساعدات لموظفي الدول التي تسير في ركبها و تتبنى سياساتها الإستسلامية و الداعية للتعامل مع الغرب كحلفاء و أصدقاء , تماماً كما تفعل هذه الدول الإتحاد الأوروبي و أمريكا من تقديم الأموال الطائلةِ لسلطة فاتيكان رام الله , تحت بند المساعدات لتبقى السلطة و رجالاتها تعيش على فتات أموال الغرب الإستعماري , و المثل يقول ( من أكل من زادي رقص على أوتاري ) وعلى هذا يجب أن ترقص السلطة الفاتيكانية في رام الله على أنغام السياسة الإستعمارية , و بهذا تقوم الجندرما الفلسطينية في ضبط الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية ليستتب الأمن لإسرائيل و لهم , من خلال التنسيق الأمني للحفاظ على كينونة الكيان الإحتلالي الإسرائيلي , وهذه هي الدول العالمية من شاء الأقتراب من أمريكا و الغرب الإستعماري و يريد مساعدات مالية و سياسية و التثبت في الحكم و دفع رواتب موظفيها و جنودها و بوليسها الحربي و إسكات المعارضة في بلادها عليهِ أن تقدم الولاء و الطاعة و التوقيع الصباحي المسائي في مخفر إسرائيل , والدول التي لا تقبض من الغرب و أمريكا ولا تقدم الولاء و الطاعة لإسرائيل , تزول عن الخارطة السياسية , تحت أي ذريعة قد يتذرع بها الغرب الإستعماري , هنا نجد كل الدول تخطب ود الغرب الإستعماري و إسرائيل , لهذا اليوم إسرائيل موجودة على كل شبر من الكرة الأرضية , بدون إستثناء , أما بصورة مباشرة أو غير مباشرة , سرية أو علنية .
و إسرائيل لتسود المنطقة العربية و دولها و شعوبها , قامت في زرع الفساد في النفس العربية , و المجتمعات العربية و موظفيها , حتى في التربة العربية , حتى أصبحنا نشهد من سبَ أو شتم إسرائيل أو أتهمها في صفة الأحتلال و العدوان يعاقب من دعاة الإستسلام , ويتهم في إنسان متخلف أو رجعي و ضد الأمن الوطني و ضد الأمان و الأستقرار و المصلحة العربية العليا , أما أولئك من سار خلف إسرائيل فقد بات بقدرة قادر , هو الوطني الغيور و القومي و العقائدي الذين لا يشق لهم باع و غبار . سبحان الله كيف تختلف المفاهيم من يوم ليوم , و هكذا صمت الأحرار و الثوار و الشرفاء من العرب , لعدم قدرتهم على الصمود و قد تم أبعادهم عن ساحة العمل المؤثر , نعم صمت كل هؤلاء بعد أن ذهبت دول المؤتمر الإسلامي إلى دكار السنغال , و قاموا في إلغاء عقيدة الجهاد من قاموس الأمة العربية و الإسلامية , تحت حجج كاذبة وواهية و مخادعة لإرضاء الإستعمار الأمريكي و إسرائيل ,
وهكذا صمت أحرار العرب و الإسلام , بعد أن تكالبت عليهم حتى أهل الدار العربية و الإسلامية , وبعد أن شاهدوا دولهم العربية و الإسلامية تأثر الخنوع و الإستسلام للإستعمار الغربي و إسرائيل , وبعد أن شاهدوا حتى هيئة علماء الإسلام التي مقرها في لندن و بلاد وعد بلفور و سايكس و بيكو , و قامت هذه الهيئة و على رأسها شيوخ الإسلام صغيرهم و كبيرهم حتى شيوخ المساجد تُنظر في قبول الإسلام الصهيوأمريكي , تحت تسميت الإسلام المعتدل القابل بأريحيةٍ للوجود الإستعمار الغربي تحت مسمى التحالفات الدولية , و قبول وجود إسرائيل على أرض فلسطين و في القدس و الأقصى الأرض المقدسة تحت ذريعة السلام , وهو في الحقيقة إستسلام لمشيئة أمريكا و الغرب الإستعماري .
لهذا الحد وصل الفساد حتى النخاع العربي و الإسلامي , فأصبح لدينا اليوم الإسلام الصهيوأمريكي , و اليوم نشهد مظاهرات في الكثير من الدول العربية , تطالب في الحرية و الإصلاح و الديمقراطية , والشيء المخزي أن أنها تحمل لواء الراية الإسلامية و و تستدعي قوى الإستعمار الغربي لحماية المتظاهرين من حكامها و حكوماتها , هنا نشهد المهزلةِ بكل تجلياتها و بريقها المخادعة في الفضاءات العربية , فعندما قام الغرب الإستعماري بدفع بولندا للثورة ضد الأتحاد السوفيتي , فقالت الدول الغربية إن ذلك هو الربيع للدول الغربية الشرقية , و هكذا تم تدمير وحدة حلف وارسو , و اليوم بعد سقوط رئيس تونس زين العابدين , قامت هذه الدول الإستعمارية لتطلق مقولتها الشهيره في الربيع العربي ,
هنا لننظر لهذه المعادلة , فالغرب الإستعماري الرأسمالي بقيادة أمريكا و دول أوروبا الغربية و إسرائيل , بعد تحطيمهم للمنظومة الحاكمة لدول أوروبا الشرقية , قامت ووضعت يدها على ثورة الربيع الغربي , و دمجت تلك الدول الأوروبية الشرقية في حظيرة المنظومة الأوروبية الغربية الإستعمارية , و تم بهذا قصقصت أظافر الأتحاد السوفيتي الذي إنهار فيما بعد و تلاشى عن الوجود كقطب دولي ثاني و فاعل , و ليصبح فيما بعد قطب دولي واحد وهو أمريكا و من يدور في فلكها من الأتباع , ففي الأسلوب الديمقراطي و المظاهرات المطالبه في الديمقراطية يدمرون اليوم دول العالم و إخضاعها تحت سلطانهم و إستعمارهم , و دون إرسال جيوشهم للحرب و بسط نفوذهم و إستعمارهم كما كان في بداية القرن العشرين , وهذا الأسلوب الديمقراطي يجب أن يكون مؤيد لدول الغرب و أمريكا و إسرائيل , و الثمن هو تقديم من المتظاهرين الدعم المالي و السياسي و الإعلامي , هنا فالمفسدون الجدد يطالبون و يريدون شيء من الكعكة التي كانت بيد المفسدون القدماء من حكام و حكومات عربية , و المفسدون الجدد يطالبون في الديمقراطية و الحرية و الإصلاح لجلب قلوب و عواطف الناس لهم , و عند التطبيق ففي بندقية الديمقراطية و في ديمقراطية الدم يفرضون سلطتهم التسلطية على الناس , خلافاً للمفسدين القدماء الذين فرضوا سلطتهم بالحديد و النار و العسس , و قطفوا من جراء ذلك الحكم المفسد المال الوفير و الثروات الطائلة و حياة البذخ و الجاة و الوجاهة , وفي الوطنية يزاودون على أنبياء الوطنية لإخفاء نهبهم لأموال الشعب , حرقوا أنفسهم و حرقوا أسيادهم , و يبقى العربي البسيط المغلوب على أمرهِ , فهو أداة التنفيذ و حطب الموقدة للمفسدين الجدد .
إني هنا لا أنادي أن نعود لحياة النبوة , و هذا من المستحيلات في زمن الماديات , لكن الأمة العربية تريد الحد الأدنى من التمسك في القيم و الأعراف العربية الأصيلة , هكذا إذاً هي الحياة فساد لكامل الجسد العربي , و فساد الحياة طال أهم مرتكزات الإسلام و المحرمات حتى أصبحت صلاتنا فساد , و صيامنا فساد , ووصل للأضاحي فصار فساد , و الحج قمة الفساد و الإفساد .
فكيف أصبحت صلاتنا فساد , هنا الآية تقول , والذين يشترون بآياتةِ ثمناً قليلاً , حقاً إن هذهِ الآية جاءت على اليهود الذين كانوا يبيعون آيات من التوراةِ للناس مقابل الثمن , و الإسلام اليوم يباع و يشترى , و الآيات القرآنية تباع و تشترى , ليس على النمط الحاخامي اليهودي , لا بل إستعمال الآيات القرآنية لمصلحة و رغبت الحاكم ليسود و يحكم العباد و البلاد , كذلك الذي قال إن جنحوا للسلم إجنح لهُ و لم يقل ونحن الأعلون , بل كنا نحن الأسفلين أي المنهزمين , كذلك الذي أفتى بزراعة الفولاذ لحماية إسرائيل لإرضاء الحاكم العربي و ليذهب الأطفال و شعب غزة في جوع أبدي , وقد ساند هؤلاء أدعياء الإفتاء في الإسلام كافة شيوخ الإسلام صغيرهم و كبيرهم لإرضاء الحاكم الذي أشتراهما في أبخس الأسعار الرواتب الشهرية , و إن كان من الجدليات أن يكون لنا إسلام واحد موحد كما كان من بدأ إنطلاق الإسلام , فقد بات لدينا على مر الأيام و الأزمان عشرات من الطوائف الإسلامية , وفي العصر الحديث أي من يوم دخول الإستعمار الغربي و لليوم على الأرض العربية بات لدينا أحزاب و تيارات إسلامية جديدة , متنافسة و متقاتلة و متحاربة , والكل منها يدعى بأنهُ الأصل و الأصولية , و السلف و السلفية , و بأنهُ المرجعية الإسلامية الخالصة و النقية إسلامياً , فإن كان لدينا أربع أئمة في الإسلام عند بدء خروج الإسلام للحياة , اليوم أصبح لدينا مئات من الأسماء ما أنزل الله جل جلالهِ من سلطان , تدعي بأنها صاحبة الإسلام و بأنها هي من أئمة الإسلام المستحدث و هي الحداثة الإسلامية , وجل هؤلاء تدعوا إلى الإسلام الإستسلامي , أي المعتدل , أي الجنوح إلى السلام , وها هي تحارب في صف الإستعمار تحت ذريعة الإسلام العقلاني أو اللاعنف , أو الإسلام المهادن , أو الإسلام المسالم , و لهذا تم شطب عقيدة الجهاد من المفاهيم للإنسان العربي و الإسلامي و لم يعد يدرس في مدارس الدول العربية , و هؤلاء قد أخذوا في تأويل الإسلام و الشريعة الإسلامية لخدمة الحاكم العربي و الإستعماري الأمريكي و الغربي و إسرائيل في نهاية المطاف لتبقى تسود العرب و شعوبها و فلسطين كامل فلسطين , فكما قلنا الآيات التي تدعوا للجهاد تم شطبها في غرفهم و في مؤتمراتهم و في عقول الناس البسطاء , مقابل الثمن و هكذا هم يبيعون و يشترون بآياتهِ ثمناً قليلاً , لننظر هنا كيف يكشفون أنفسهم أمام الناس , وهم يعتقدون بأنهم غير مكشوفين للعامة , ففي يوم كانوا يصرخون على الناس حيا على الجهاد لحرب الشيوعية الملحدة من بلاد أفغانستان , و كنت تشهد دموع شيوخ الإسلام الصغار و الكبار على منابرهم تنهمر كما زخات الأمطار , و تعجيل الناس لنصرة المجاهدين في أفغانستان و فلسطين , مساكين الناس الغلابة صدقت شيوخ الإسلام و شمرت أثوابها و هرولت للجهاد في أفغانستان , وفي كل موسم حج ( هنا الحج كيف يكون باطلاً و كذباً ) ترى شيوخ الكعبة دموعهم كشلالٍ تنهمر على وجنتاهما و يستصرخون الله بنصرة المجاهدين في أفغانستان و فلسطين , كان الله عليم و حكيم سبحانك اللهم يا كاشف أسرار المنافقين حتى ترضى يا رب العرش العظيم ,
ونصر الله المجاهدين في أفغانستان , أنتبهوا هنا , صمتوا شيوخ الإسلام صمت أهل القبور أو الأموات , صمتوا في متابعة دعواتهم و و و فلسطين , صمتوا في متابعة نصرة المجاهدين في فلسطين , لهذا أصبح الحج إلى الكعبة حرام و فساد و الصلاة خلف من كان يبكي لنصرة المجاهدين أصبح فساد , فقد صمت ولم يذرف الدموع لمتابعة نصرة المجاهدين في فلسطين , و إشتركوا في صمتهم على ضرب غزة و حصارها ليومنا هذا , ولم يكتفوا في صمتهم و خزيهم , بل قاموا في شطب عقيدة الجهاد في مؤتمر دكار في السنغال , و قد أعتبروا كل المجاهدين فيما بعد هم و حكوماتهم بإتهامهم في الإرهاب , و عندما دخلت القوات الأمريكية أفغانستان , لم نسمع دعاء شيوخ الإسلام في أعادة الدعوة حيا على الجهاد لمحاربة الغزو الإستعماري الأمريكي و الغربي , و لم نسمع شيوخ الإسلام تنادي حيا على الجهاد لنصرة العراق أمام الغزو الأمريكي و الغربي الذي ثبت بالوجهة القطعي كان غزو لأفغانستان و العراق تحت ذرائع كاذبة و واهية و خداع إستعماري ثبت على مر السنوات بأن ما قامت بهِ أمريكا كذب و خداع صريح و واضح ,
و قد أعتبر شيوخ الإسلام بأن الغزو الأمريكي الغربي الصهيوني لأرض و بلاد العراق و أفغانستان لا يستدعي الجهاد و قد أفتوا لدخول هذه البلاد و قتل شعبها , و حتى شيوخ جوامع و مساجد الإسلام في الأرض العربية و الإسلامية لم ينادوا حيا على الجهاد لترابط الشيوخ الصغار مع الكبار في اللعبة كاملاً , و هكذا و ليومنا هذا لم يعد لدى دعاة الإسلام قضية أساسية تدافع عنها , و القضية الفلسطينية أصبحت لا عربية ولا إسلامية , بل باتت قضية فلسطينية إسرائيلية . و كما قلنا أن أحدى الشيوخ من الأزهر قد شرع زراعة الفولاذ على الحدود الفلسطينية الغزية , لمنع و تحت ذريعة تهريب السلاح لغزة , لكن هو الحقيقة المطلقة للمشاركة في حصار غزة و شعبها و إركاعهم للدخول في عملية إستسلام و الأعتراف بوجود إسرائيل على أرض فلسطين للأبد , و بهذا الفعل وقفت شيوخ الإسلام مع الإحتلال و مع حكامها مقابل رواتبهم , فباعوا دينهم بدنياهم و زخارفها , كذلك كل شيوخ الإسلام تقيدت بهذا الإفتاء , و كانت ذريعتهم الهزيلة بأن شعب غزة هم حلفاء إيران و الشيعة , لهذا قالوا لا يجوز مساندة أهل غزة , و أهل غزة لو , لو , لو وجدوا الدعم من أخوانهم من أهل السنة , هل ذهبوا بحثاً عن الدعم و المساندة المالية و العسكرية و السياسية من غيرهم , لكن كانت ذرائعهم بائسة و هزيلة مثل أفكارهم التي تم تعميمها على العامة , و الفلسطيني يعرف علم اليقين بأن العرب هم قلباً و قالباً مع إسرائيل و حلفاءها , ومنهم من بنى فيها مستعمرات لليهود ,
و هكذا فالصلاة خلف دعاة من شيوخ الإسلام كما الصلاة خلف الشيطان , فمن أأتمر بأمر دوائر العسس للدول العربية المتحالفة مع الموساد الإسرائيلي و السي أي أية ألامريكية كيف يصلى و خلفهِ , ؟؟!!
فهذه الصلاة لا تمت للصلاة الصادقة المخلصة للهِ العلي العظيم , بل هي صلاة تدعو للإستسلام لمشيئة السياسة الصهيوامريكية , لهذا نجد مساجد الإسلام لا تغص ولا تأتيها اليوم الناس لمعرفتهم المسبقةِ في حقيقة شيوخ الإسلام أولئك الذين تم تربيتهم على الإستسلام لسياسة الدول العربية , مما أوجد طبقة من شيوخ الإسلام تتحدث في قشور الإسلام و لا تمت لصلب العقيدة , بل تميت العقيدة في روح الإنسان المسلم ليبقى بعيداً عن أركان الإسلام الحق و المخلص لوجه اللهِ تعالى , وهكذا و بهذا فإن الصلاة لدينا أصبحت رياء و خداع و كذب و غش و نفاق و فساد أخلاقي , و الله يعلم علم اليقين طبعاً , بأننا منافقين و مخادعين حتى في صلاتنا و مناسكنا وفي تطبيق شريعتنا على الوجه الطبيعي و الأكمل .
وحتى في صيامنا , نحن في غاية الفساد الأخلاقي , التجار يرفعون أسعارهم في شهر رمضان , شهر المحرمات فيأكلون الحرام برفعهم للأسعار , ففي رفع الأسعار يستحلبون أكبر قدر ممكن من مال في جيوب الفقراء و المعدمين و المعوزين الذين ضاعوا بين كل الطبقات الغنية و الوسطى , ليزيد ثراءهم على حساب شهر رمضان و الفقراء , والفقراء هم أعلى نسبة بين شرائح المجتمعات العربية , أي أنَ الفقراء في العالم العربي على أقل تقدير تصل نسبتهم إلى 95% من ثلاثة مئة مليون عربي مسلم , و أربعة في المئةِ هم من الطبقة الوسطى , و واحد في المئةِ هم الحكام العرب ومن يدور في فلكهم من أمراء و شيوخ و رجال أعمال و رجالات الدولة الكبار , أولئك المتكرشين حتى عيونهم , ونعود فالدولة العربية هنا تصمت ففي صمتها يزيد دخلها , من جراء زيادة دخلها الضريبي و الجمارك و المقوس على أنواعهِ , بحجة دعم مشاريع الدولة العربية , كذلك , و شيوخ الإسلام تصمت صمت القبور ففي صمتها دعم مباشر لحكوماتها و حاكمها الذي يدفع لهم الرواتب الشهرية ,
وعند يوم الإفطار وهو العيد الصغير , تخرج علينا شيوخ الإسلام , في الأعلان عن يوم العيد , لأرضاء الشيوخ الكبار ممن يمسكون زمام الشريعة الإسلامية , أو المفتيين الجدد , و إذ بيوم الإفطار كان يوم سياسي و لم يكن حسب الشريعة في رؤية الهلال , ففي هذه السنة الحالية أو رمضان الفائت أهل مسقط و عُمان كان إفطارهم متخلف عن إفطار دول كثيرة من الدول العربية التي تسير حسب مفتي السعودية , إذن كان إفطار أهل مسقط و عمان هو الصواب , و الأخرين كان إفطار سياسي صريح و واضح , ومن المهزلة أن المفتي هذا أو ذلك يطلب من الناس في قضاء يوم صيام أو في دفع الكفارة , وهم الذين أعلنوا و دفعوا الناس للإفطار المسبق بيوم عن رؤية هلال رمضان , هؤلاء هم القيمون على الشريعة الإسلامية أو المفتون الجدد , لإرضاء الوالي
, وإن كان هذا يعني فهو يعني تدمير قيم و مفاهيم و قدسية الشريعة الإسلامية بكل السُبل و الوسائل الصغرى و الكبرى , أليس هذا قمة الفساد و الإفساد حتى وصل لأئمة الإسلام حين تحولوا من شيوخ للإسلام لشيوخ الإستسلام و الخنوع لرغبات الوالي العربي و والوالي العربي يخضع لرغبات الإستعمار الأمريكي الصهيوني ,
حتى في الأضاحي , نذبح الأضاحي لا لوجه اللهِ تعالى , وأولئك هم الندرة و النادرين , بل هو ذبح النفاق و التفاخر الأجتماعي , و نشجع بهذا الفعل الفساد في الأرض , فالحيوان الأضحية يأتي لنا بأبخس الأسعار من دول المصدر , وما أن يصل ليد المشتري يصلهُ بسعر فاحش و غلاء قاتل , فالخروف المستورد لا يزيد عن مئة دولار , و يباع بسعر يزيد عن أربع مئة دولار , ونحن نقسمها على النحو التالي , مئة دولار ثمن الخروف + مئة دولار ربح التاجر + مئة دولار رسوم حكومية + مئة دولار للمتنفذين الحكوميين لإصدار رخص الإستيراد , أليس هذا ديدن الفساد بأن لا تصدر رخصة الأستيراد ما لم يدفع المستورد من تحت الطاولة للوزير برزمة مال بعدد رؤوس الخراف المستوردة . لهذا فالحياة فساد و الفساد هو الحياة . و شيوخ الإسلام سكتوا على الفساد كون الدولة العربية رأس الفساد , و تلقائيا الجزء من الجسد يتبع الرأس رأس الدولة .
كذلك الحج فساد , بل أصبح سياحة دينية كما تقول الوسائل الإعلامية السعودية , و من ثم تداركوا الموضوع و توقفوا عن هذه المقولة الشنيعة , و الحج فساد تحت ذريعة الكوته , الحصص , أي النسبة المحددة لكل دولة من عدد الحجيج , و يقوم في الدول العربية القيمون على الشأن الوزاري , كوزارات الأديان , على منح تراخيص الحج للمحاسيب و الأهل و الأصدقاء و الأقرباء و المعارف و من دار في فلكهم , و لمن يدفع للموظفين , و هنا الأسوأ , حيث تقوم تلك الجهات المعنية بمنح تراخيص الحج لكبار السن , من العجزة و من هم على حافة القبر , و يحرمون الحج على الشباب القادر على الحج , وهذا الفعل لحرمان الشباب من معرفة دينهم على أرض الواقع , ومن ثم التمسك بهِ و الدفاع عنهُ دفاعاً مستميتاً , وهنا تصبح العقيدة الإسلامية في روح الشباب ضعيفة مهزوزة و عرضة لفعل الموبيقات لعدم الواعز الديني في نفس الشباب المسلم , و هكذا يتولد لدينا شباب حائر بين متاهات الحياة , بين دور العهر و الفسق و الماجون و الفساد الخلاقي و القيم لم تعد تعنيهِ إن كانت إسلامية أو وطنية أو قومية . وذلك لحرمانهم و تشجيعهم للتوجه للحج و لبيت الله الحرام ,
هنا نقول مَنْ ؟؟؟!!! من شرع لشيوخ الإسلام حرمان الشباب من القيام بفريضة الحج ,
وهنا نقول ؟؟!! هل مكة المكرمة و المدينة المنورة هي حكر للدولة السعودية , و حكر خالص و ملك شخصي , علماً أن الإحتكار في الإسلام محرم شرعاً , كما ومن شرع لشيوخ الإسلام أن يكونوا وكلاء الله في الأرض , فإن كانت في الشريعة الإسلامية الشيعية تسميت آية الله في الأرض , فأنتم يا شيوخ الإسلام السنة , ما هو لقبكم , هل هو وكلاء الله في الأرض , تحرمون و تحللون كما تشاءون ,
وهنا الأهم , لماذا التيار السلفي قد سمح لهُ في جلب الشباب للحج في العدد الذي يريد , هنا سمحتم للشباب في الحج , لكن الشباب الحر الغير منتمي للتيارات الإسلامية , محرم عليه الحج إلا بعد أن يصل لعمر حافة القبر ,
وجهة نظر شخصية ( إن كان الإسلام مبني بكل ما يفعل الإنسان الأصل في النية , فإن كانت نيتي الحج و و جند سيكس و بيكو يقفون لي على الحدود , أنقعوا مكة و المدينة و أشربوها )
و عليه لتفهم كل التيارات و الإتجاهات و الحكومات الإسلامية العربية , هذا الكلام ,( هذه مكة و المدينة المنورة هي من بيوت الله في الأرض , ليس لكم الحق و أدنى حق ولو مثقال ذرة , في منع أي إنسان مسلم على وجه الأرض من الحج و العمرة , على مدار أربع و عشرين ساعة و على مدار السنة , فيا من أصبتم اليوم الشبع , تذكروا الأمس و تعلموا من الأمس عندما كنتم جياع تعانون الفقر و الحرمان , ألا كنتم تتوسلون أن تأتيكم الحجيج , لتقدون اللحم و ليكفيكم للعام الآتي و تأكلون , طيب فبأي حق يحرم المسلم اليوم من الحج متى شاء و كيفما شاء , اللهم لا حسد يرزق من يشاء من غير حساب , لكن تذكروا بأن مكة و المدينة لكل مسلم و ليست محتقرة لكم شخصي , حتى أصبح الحج تجارة بكل معنى الكلمة , و قمة الفساد الإسلامي أو المغلف بوجه الإسلام , حيث يدفع الحج الألوف من الدنانير , أليس هذا ظلماً و عدواناً و إبتزاز لم يشرعهُ الإسلام , ومن هنا أصبحت حياتنا فساد , و صلاتنا فساد , و صيامنا فساد , و ذبحنا فساد , و حجنا فساد ..
فيا أيها الناس ..
قد يقول قائل ما هو الحل , الحقيقة الحل ليس هو الإسلام , و أنما أقول لكم و أجري على الله , و الله يعلم ما تكنون و ما تعلنون , و لأن الله يعلم الغد , فقد وضع حلول الغد , بأن قال في الصلاة , وحيثما تولون وجوهكم فثمة وجه الله , هذا هو سنام و قمة الإسلام , لهذا عندما تسمعون صوت الأذان , صلوا حيثما كنتم و لا تجعلوا شيوخ الإسلام تصلي بكم , فهم موظفين كأي موظف دولة , فأنَ صلاتهُ فيكم ليس لوجه الله تعالى , بل لأجل الراتب و ليس لأجل نصرة كلمة الحق التي ينادي بها الإسلام , لولا الراتب لن تجدونه في المساجد , و إن لم تسمعوا الآذان , فلديكم من الوقت الكافي حيث تصلون و تولون وجوهكم لله فقط , فقط , فقط
وفي الصيام صوموا حينما تعلن دولة مسقط و عُمان يوم الصيام فهم من يجلسون على حافة الكرة الأرضية فهم أول من يشهد ظهور هلال رمضان , أو أعتمدوا التقويم الحسابي , فإن غم عليك رؤية الهلال فأكملوا العدة أو الأيام ثلاثين يوم , و لا تضحوا ففي التضحية أنتم تشجعون التجار و الفساد و المفسدين , و هكذا تحرمونهم من الثراء الفاحش بينهم و تحرمون الراشي و المرتشي , و أنظروا لهم لسنة أو سنة أخرى كيف تنزل الأسعار للنصف , وفي الحج قاطعوا الحج و شجعوا الناس على مقاطعة الحج و العمرة , حتى تفتح أبواب بيوت الله لعباد الله دون قيداً أو شرط .
إلى هنا وصل الفساد لقلب العقيدة الإسلامية , ومن يقوم على أدارة شؤون الإسلام , هم بذاتهم الفساد , حتى باتت صلاتنا و صيامنا و وحجنا و عمرتنا فساد , وهذا يقاد بموظف الفساد , و شيوخ الفساد , و دعاة الفساد السلام الإستسلامي , و صار لدينا هيئة علماء الفساد الإسلامي , و منظمة دول الإسلام الفساد الذين إلغوا الجهاد في السنغال , و يلاطفون و يتوددون مع إسرائيل بسلام إستسلامي , فالفساد العربي الملتزم في كينونة إسرائيل و حمايتها و سلاميتها , ماذا يريدون ؟؟!! هم يريدون قيام الإسلام العلماني على الطريقة التركية بدعم من أردوغان , و لصبح ليدنا الإسلام الصهيوأمريكي , و ليعم فيما بعد إسلام الإستسلام قد يطول وقد يقصر , فإن كانت مرحلة السلام الإستسلامي الأولى من يوم السادات و أيام حسني مبارك دامت أربعين عام , فهذه لو تمت فقد تطول لمدة قد تصل لنهاية حقبة البترول . أي مئة و خمسون سنة .
وهنا إن قيل لكم هيا إلى الحرب تحت كل الذرائع , لا تذهبوا للحرب , فهي حروب لديمومة الفساد في البلاد و بين العباد , و قولوا لهم لتذهب للحرب قادة الفساد و أبناء الفساد , و أياكم و الشعارات الكذابة , فالفساد يريد حطب للموقدة فلن يجد الحطب إلا في الفقراء , و الحرب إن كان لا بد من الحرب , فلتبدأ من تحرير فلسطين و الأقصى اولاً . و لتذهبون فيما بعد للحروب الأخرى . ففي العراق حاربوا إيران ثماني سنوات , لماذا ؟؟ هل سألتم أنفسكم لماذا , أقول لكم , لأن إيران قامت بطرد السفارات الأمريكية و الإسرائيلية , وتم خداع الناس بأن العراق يريد تحرير عربستان , و حماية الجبهة الشرقية من المد الشيعي في العالم العربي , و غيرها من الإدعاءات وهي للحقيقة من أجل طرد إيران للسفارات الأمريكية و الإسرائيلية , ومن جراء هذا سقط لنا في الحرب ملايين من القتلى و الجرحى من كلا الدم العربي و الإيراني المسلم , و تم تدمير مقدرات البلاد و العباد في كلا البلدين كرمال عيون إسرائيل و أمريكا , كم نحن أغبياء : كم و كم , وهكذا حارب الإسلام ضد الإسلام لينتصر الإستعمار و تدوم دولة الإحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين .
وهل تذكرون عندما دخلت الشيوعية أفغانستان , فراحت ترسل السعودية و الدول العربية المجاهدين لطرد الإستعمار من أفغانستان , وكان الجميع يدعم المجاهدين من الدول العربية , وشيوخ الإسلام تبكي بكاء مريراً على منبر مكة المكرمة , حتى أن دموعهم عملت و حفرت أخاديد في المنبر , وفي كل منبر من منابر المساجد في الدول العربية , طيب وكانت دعواهم ( اللهم أنصر المجاهدين في أفغانستان و في فلسطين ) نصر الله لهم المجاهدين في أفغانستان وبعد أين ذهبوا , ذهبوا إلى السنغال و قاموا في الغاء الجهاد من العقيدة الإسلامية و النفوس الإسلامية , و أين فلسطين ؟؟؟!! لماذا لم تتابعوا الدعاء و فلسطين , سكتوا و تناسوا و جعلوا الزمان يذر غباره في عقول الناس .
و إن قيل لكم تحت حجة الإسلام , هيا إلى المظاهرات , أياكم ثم أياكم , لا تخرجوا للمظاهرات , فالخل يريد أن يحارب الخل , فالمفسدون الجدد يريدون وضع اليد على البلاد و العباد لماذا؟؟!! هو لطرد المفسدين القدماء , وأنتم تكونون حطب الموقدة , و لعبة بيد قوى الإستعمار , تحت شعارات الحرية و الديمقراطية و الإصلاح و غيرها من الهرطقات اللغوية , و قولوا لهم لماذا ؟ سكتم يا قوى الإستعمار على ديكتاتوريات فساد الحكام القدماء , ولم تعملون على فرض الإصلاح و الديمقراطية سابقاً , وأين هي اليوم في العراق أبو غريب , و اليمن , ومصر و ليبيا و الجزائر و تونس , ولماذا شققتم السودان و وهبتم جوبا لإسرائيل .
و إن أستمعتم لهم و متم فأنتم حد الله ما أنتم بشهداء , بل قتلى و القاتل و المقتول إلى نار جهنم و بأس المصير . و إن قيل لكم عاد أبرهة الأشرم , ليحتل مكة المكرمة , قولوا لهم أذهبوا أنتم و أموالكم و أبناءكم ونساءكم و شيوخكم و أأمة الإسلام الصهيوأمريكي للدفاع عن مكة المكرمة . أنتم منعتم الحج لفقراء الإسلام , لهذا كما منعتمونا دافعوا أنتم و الإسلام الصهيوأمريكي عنها , و ذكروهم إن نفعت الذكرى , نحن الفقراء كنا نستجدي شيوخ وزارات الإسلام أن تفتحوا أبواب بيوت الرحمن , فأثرتم إلا الوقوف بيننا و بين الرحمن , فيا وكلاء السماء في الأرض كما حرمتم علينا رحمة الله , فعليكم لعنة الله تلقوها حلالاً زلالاً . ويا وكلاء السماء يا من جعلتم شيوخ الإسلام و مرتزقة و عسس الإسلام يتجسس على عباد الله . فمن قبض ليرسل أبناءه ليدافع عن كيس المال و والي المال .
لكن هنا المهم , لكن إن شاهدتم حكوماتكم العربية الإسلامية تقوم بفعل جاد و مخلص في تطهير مؤسساتها الحكومية , من المفسدين و الحرامية و الراشي و المرتشي , و الذين ينهبون الدولة و أموال الدولة و الشعب كبدلات , وعمولات , مقبل تسهيلات أدارية و رخص أستيراد و البناء وغيرها الكثير من السبل لإبتزاز الناس , وعندما تشهدون محاسبة الكبير مهما كان كبيراً قبل الصغير, هنا استبشروا خيراً , لكن لا تؤمنوا لهم جانب فقد تكون تلك الأجراءات عمل تجميل أو شكلية لوجه الدولة , يجب أن يحاسب الأمير قبل الحقير. هنا الإسلام قد بدء ينهض من كبوتهِ و العرب قد بدأت تنهض من سباتها الذي دام لخمس مئة سنة , أي من يوم خروجنا من الأندلس .
وعندما تشهدون فيالق الجيوش العربية تزحف للحدود نحو فلسطين , و تشهدون الدول العربية الغنية تقدم أموالها دفاعاً عن الأقصى و فلسطين و للجياع من العرب و المسلمين , بديلاً من أن تقدمها لحدائق الحيوانات في بريطانيا , و لدعم و بناء مستعمرات إسرائيل , و لبناء منازل للأمريكان في إعصار كاترينا , أو صرفها في ملاهي الغرب و على العاهرات في الغرب , و على شراء أغلى السيارات و الرفاهيات , هنا أستبشروا خيراً .
وعندما تسمعون بأن الدول العربية بدأت تزيل حدود سايكس بيكو من بين الدول العربية , هنا تيقنوا بأن الأمة العربية قد باتت على طريق الفلاح و النجاح , و أنها تسعى لشيء كبير و هام و عظيم .
وهنا يمكنكم أن ترفعوا رؤوسكم , و تفخروا بعروبتكم و إسلامكم , و عليكم هنا أن تدافعون عن أمتكم و عقيدتكم , وإن متم تموتون شهداء أنقياء من شوائب الشك في النية الخالصةِ لوجه الله تعالى . و إن لم يتم هذا فإن خرجتم للحرب و للمظاهرات و متم فأنتم تموتون قتلى من أجل مكاسب مادية و دنيوية و من أجل أوهام الحرية ووعود الديمقراطية الكاذبة .
ومن هنا , فالفساد في الحياة التي تعيشون فيهِ , دعوه يأكل ذاتهِ , أي دعوا المفسدين في بلادكم يحاربون ذاتهم , و أنتم تفرجوا آياكم الدخول في معتركهم , و لا تلحقون بهم , و لا يغرنكم شعاراتهم فأنتم في عيونهم حطب الموقدة , فإن كان لا بد من حطب لهم ليأخذوا أبنائهم و يقدمونهم قرابين لأطماعهم و فسادهم , خذوا هذه التجربة , ففي التجارب علم و علوم للعقول الباحثةِ عن النور و الحياة الأفضل .
فعندما أقمنا منظمة التحرير الفلسطينية , و فتح على وجه الخصوص , و الثورة الفلسطينية على الوجه العام , دفعت علينا كل المخابرات العالمية و العربية و إسرائيل عناصرها , فدخلوا في صفوف العمل الفلسطيني , و سيطروا على مر الأيام و السنوات على المناصب الصغرى و الكبرى , وراحوا يفرزون كما القطيع الأحرار و
الثوار الأقوياء و يصفونهم بشتى الصور , حتى أصبحت الثورة الفلسطينية , و المنظمة , و فتح و لأني من المؤسسين أعرف هذا جيداً , تسودهم و تحكمهم المخابرات العالمية و العربية و الإسرائيلية , و لأننا كنا حديثي العهد في بناء الثورات بهذه الصورة الشمولية , أضاعونا و مسكوا القضية بكل حرفية و خبرة عالمية , و اليوم من هم الذين يقودون العمل الفلسطيني السياسي بعدما شطبوا قاعدة , الكفاح المسلح , هم أولئك من وضعوهم في المقدمة أو في المأخرة , فمن هم في المقدمةِ يجب أن يكون أباً عن جد من عملاء بريطانيا جداً , و أباً من عملاء إسرائيل و الولد لهُ مكانتهُ في هذه الحالة في المقدمة , ومن كان في المأخرةِ هم من طبقة المرتزقةِ , الذي على استعداد نفسي أن يبيع نفسهُ و وطنهُ و قضيتهُ مقابل الراتب , ومنهم يأتي قادة الغد كون الأب كان عميلاً , و لهذا قلنا ( رواتبكم ثمن بلادكم و قضيتكم و مقدساتكم و دماء شهداءنا الأحرار ) .
و هذا ما يجري على الساحة العربية و العالمية بصورة شمولية , يعلمون أبناء الأغنياء و المتنفذين و العملاء في المدارس الأمريكية ومن شاء ممن لهم قابلية الدخول لحظيرتهم و العمل معهم و تحت طاعتهم بولاء مطلق
إذن فمن لهُ آذان للسمع ليسمع , و العربي النقي و المسلم النقي ليبتعد كي لا يتلوث إلى أن يرسل الله من يراهُ مناسباً ليخلص عبادهُ من تلك الشراذم التي تدمر هذه الأمة و عقيدتها , وعلى المؤمن الصادق أن يدعوا الله ليلاً نهاراً بأن يرسل على أمتنا زلزلاً , ليشق الأرض حتى يغور البترول في تجاويف الأرض , فهذا البترول كان على أمتنا و عقيدتنا نقمة و ليس بنعمة من الله , فالذين يجنون ثمارهِ فسقوا في الأرض , و الذين هم لا يعنيهم جاء لهم في الإستعمار القديم و الجديد الأمريكي و الإحتلال الإسرائيلي , حتى يتم تفتيت هذه الأمة فلا يقف العربي مع أخيهِ العربي ,
نعم لو لا البترول ما أحتلت فلسطين , و لا إستعمار الغرب البلاد العربية , و أقام فيها المفسدين العملاء و الخونة لإدارة دفة شؤونها السياسية و الحكومية , ولكم أن تقارنوا و تفكروا ملياً , مرت أربعين سنة من السلام المزعوم من يوم جاء السادات و لحسني الامبارك , وكانت ذريعة الدول العربية , ماذا جنينا من القضية الفلسطينية سوى الخراب و الدمار , وعلى هذا إستسلموا , لكن أقول لهم أخذتم أربعين عام من السلام المزعوم , الأن أقول لكم أمام شعوبكم , ماذا فعلتم لشعوبكم , هل أقمتم مصانع أستراتيجية , هل أقمت زراعة شمولية و عم الأكتفاء الذاتي بلادكم , هل علمتم أبناءكم العلوم الأساسية و حولتموهم لشعوب راقية متعلمة , وهل غزوتم الفضاء , وهل أقمتم الطب ومعاهد و جامعات طبية , هل خرج منكم أدباء أحرار , هل خرج منكم فلاسفة و فرضت نفسها عالمياً طبعاً غيري لمن لا يعرف علية مراجعة كتاب ( القوة الشمولية في نقض الجاذبية الأرضية ) وهل أقمتم مصانع أسلحة و طائرات و جرافات و سيارات أو دراجه هوائية , أكبر صناعاتكم الشيبس , تستوردون كل شيء حتى مكياج نساءكم , حقاً فمن نحنُ بين شعوب الأرض ,
نعم هذا سلامكم يشهد عليكم , فقد جاء في كل حرامية شعوبكم باللغة الثقافية ( المفسدين في شعوبكم ) و تسلموا زمام الأمر ففسدوا و أفسدوا خلال أربعين عام من السلام المزعوم , هكذا الغرب الإستعماري و إسرائيل أرادوا لكم , زرعوا فيكم الفساد لتتفرغوا في حياة الفساد , ولا تنظرون لبناء أوطانكم , أليس هذا ثمن الضحية وهي فلسطين , إذن ليست القضية قضية عودة اليهود لفلسطين , بل هي زراعة اليهود في أنفاسكم و في ثنايا حياتكم للتأمر عليكم بعدما تفرغت من الشعب الفلسطيني , و بمساعدتكم العلنية و السرية , أولئك هم اليهود جاءوا للتأمر على الأمة العربية ليبقى العربي في مواجهه قتالية مع أخيه العربي , أو مع أخية المسلم كما يجري اليوم من شحن العرب على إيران , لماذا لم نسأل أنفسنا سؤال صادق و مخلص ومن وحي الضمير , في الأمس كان الشاه محمد رضا بهلولي يحكم إيران , و كانت تحج إلى طهران كل الزعامات العربية , حتى صغار العرب كانوا يذهبون إلى عبدان من إيران بحثاً عن المتعة الجسدية , و كانت إيران الحبيب لقلوب العرب و الصديق الصدوق , وعندما قام شعب إيران بطرد و أغلاق سفارات أمريكا و إسرائيل من إيران , وزرعت إيران في سفارة إسرائيل أول سفارة فلسطينية في العالم , راحت أمريكا و إسرائيل تحرض على إيران و تقول أن الشيعه عدو العرب , لنقاتل إيران نيابة عن الغرب كما فعلها صدام بدعم من العرب و العالم . علماً العرب لم تقم في فتح سفارات للشعب الفلسطيني , إلا بعدما أعترف عرفات في إسرائيل .
أليس هذا كلهُ يؤدي لخدمة دولة الإحتلال الإسرائيلي و الهيمنة الإستعمارية على البلاد العربية و نهب ثروات العرب النفطية , و عندما قام حلف الناتو بضرب القذافي , فما قام بهِ حباً لعيون الليبيين و لحسن عيون الليبيات , بل للسيطرة على الثروة النفطية الليبية , بعد أن خسروا النفط البترول العراقي الذي ذهب لحلفاء إيران في العراق من جراء سؤ أدارة المعركة السياسية و العسكرية التي أشترك بها العرب بصفة عامة . . .
هذا هو سلام المفسدين في عالمنا العربي , أضاع جوبا و قسم السودان , و ماتت الصومال التي حاربنا الشيوعية فيها فخرج زياد بري و تسلمها العرب و اليوم دولة الجياع و الأمراض و المنازعات , بعدما كانت الصومال تصدر الغذاء و اللحوم للدول العربية و المنتوجات الزراعية , و هذا هو السلام دمرنا ليبيا , و العراق و فتتنا الشعب الفلسطيني في الداخل , و كتمنا و قمعنا الشعب الفلسطيني في الخارج , و أيدنا حليف أمريكا في اليمن على صالح ليبقى يقمع شعبهُ لأرضاء أمريكا و إسرائيل , وهناك ثورة البحرين , و اليوم نسعى لتدمير سوريا لأنها لم تقل نعم لإسرائيل و أمريكا , و رحنا نستعين في الأتراك وفي الأمس البعيد حاربنا الأتراك و أتهمناهم في كل التهم , و الحبل على الجرار. و رفعنا نظرية لكل دولة أنا أولاً , حتى لا يقف العربي مع أخية العربية , هذه هو السلام سلام المفسدين في الأرض .
وهكذا أنتصرتم لمفاهيم الشيطان , و أنتصرت سياسة الشيطان على رسالات الأنبياء , فأصبح حلفاء الشيطان من المفسدين يسودون الدول العربية و يحكمون البلاد و العباد , و أصبح أصحاب كلمة الحق و الإصلاح و التقوى و جادلهم بالتي هي أحسن لا مكان لهم في مسيرة الأمة العربية , و الرأسمالية علمت الإنسان العربي كما العالمي بأن المال هو عصب الحياة , كما علمت عملاءها بأن الحياة مفاوضات , و المال لا يأتي لا يأتي لك بكثرةٍ إن لم تكن مفسداً , ففي أفساد لذمة الإنسان النقي يكثر حصاد الفساد , ملا حظه ( الفساد مصطلح ثقافي بديلاً للحرامي ) كما السلام بديلاً للإستسلام , كما المفاوضات بديلاً للتفريط , أما وفي الإلتزام في مباديء رسالات السماء , فهذا يعني بقاء الرأسمالية مقيدة في نظم الشريعة الإسلامية , التي لا تجيز و لا تبيح الأحتكار و الفساد و جني الأموال من جراء النصب و الإحتيال و العمولات و الرشاوي و الرشوة .
و اليوم الشيطان المتمثل في أمريكا و إسرائيل هو الذي يحكم وهو الذي يزين للناس أعمالهم بنظريات غربية علمانية لأغتصاب حق الناس و أموال الناس تحت ذرائع و حجج و اهية , تؤدي في نهاية المطاف إلى الفساد الأخلاقي و المالي و السياسي و القومي و العقائدي , و الشيطان له أدوات ومن أهم أدوات الشيطان الرأسمالية و الإحتلال الإسرائيلي , هؤلاء القادمون للأرض العربية لسرقة الثروة العربية البترولية , فكان لهذا الشيطان أن ينبت لنا زرعهِ من شياطين العرب الصغار , وهم المفسدين في جميع المجالات الحياتية في البلاد العربية , ليدعموا و يساندوا في تثبيت أركان سادة الفساد العالمي الإستعماري الغربي بقيادة أمريكا و إسرائيل , و لسان حال المفسدين العرب , اللهم يا أمريكا نفسي و ليكون من بعدي الطوفان ,
لهذا أيها الناس من تقرب من مفسد سيتحول من حيث لا يدري لمفسد , إلى أن يدري سيصبح من المفسدين المعتمدين لدى أمريكا و إسرائيل , لهذا أيها الناس إن شاهدتم الفساد في البحر العربي , عليكم الإنزواء , و دعوا الفساد يأكل الفساد , و لا ترموا أنفسكم إلى التهلكة , و تكونون حطب الموقدة لهم ..
و استمروا في الدعاء لله العلي القدير , أن يرسل لنا الله من لدنهُ زلزال عظيم يشقق باطن الأرض و يخور البترول بلا رجعه , لا تقولوا ما ذنب الصغار في بلاد البترول , أقول لكم الصغار في دول البترول العربي , يعيشون على قشور البترول , ومن ينهب البترول أمريكا أولاً و إسرائيل ثانياً , و المفسدين من حكام العرب و من يدور في فلكهم , أنظروا على أقل تقدير غاز مصر يباع لإسرائيل وهم في مصر كشعب لا يجد الغاز للطبخ , و إن كان غاز الطبخ مختلف عن غاز الصناعي , لكن ثمن الغاز الصناعي لا يأتي لهم بغاز الطبخ .
لنعود :- بعدما يخور البتول في شقوق الأرض , نأكل مما نزرع , و نلبس مما ننتج , و نصنع دون تدخل الغير في صناعتنا , و نعود نبني بصدقٍ و أخلاص حضارتنا العربية العظيمة , و عندما نخرج للصلاة نخرج بقمة الأيمان , لا أن يصلي بنا أحدى عسس الدولة هذا او تلك , و عندما يسرق أحدانا بصورة من الصور و تحت أي ذريعة من الذرائع أو مسمى , و يرتشي و يرشي , يعاقب مباشرة أمام الله و خلق الله و إن كان أبن السلطان , وهكذا أنظروا للسماء تنهمر عليكم الأمطار دون صلاة استسقاء كذب و رياء , و هكذا ينتفي من حياتنا العربية الفساد حياة , و الحياة فساد , و بعد ذلك أستلوا سيوفكم و إن كانت تعلوها طبقات الصدأ , فأنتم المنتصرون بعون الله , و سوف تسقطون الطائرات الإسرائيلية في رماحكم , وفي حجارة أطفالكم سوف تفجرون دبابات أعداءكم , فهل نسيتم الطفل الذي رجم أمام أعينكم التي لا ترى و عقولكم التي لا تفهم , رجم دبابة المركافا الإسرائيلية , كان هذا الطفل يساوي الأمة العربية من محيطها لخليجها , فقد رجمها بقوة أيمانه و عقيدتهِ المشبعة من ذويهِ , ومن صدق أنتماءه لقضيتهِ التي زرعت من خلال أهلهِ صادقون االأنتماء لوطنهم و عقيدتهم , و عندما تصلون لمستوى ذلك الطفل من رجولةٍ هنا تستحقون الحياة , أما يا عرب إن أستمريتم في حماية إسرائيل من المحيط حتى الخليج ومن بحر العرب من المحيط الهادي لباب الهوى على باب تركيا , و الله الذي لا إله سواه , إني أشفق عليكم , ولن تستحقون الحياة سوى أنعام تسير في الجبال و الصحاري , و سوف نبقى قطيع في نظر الإستعمار و إسرائيل , و عليكم الأختيار , بين قطيع الخراف , كجامعة الخراف العربية و التي تحولت إلى عبريه , أو قطيع الذئاب تنهش قوى الإستعمار و الإحتلال و الفساد ..
و عنوان التغيير , يجب أن يبدأ و على وجه السرعة من وقف الغزو الثقافي الغربي , وذلك في تحريم بث البرامج التي تشجع على العهر الأخلاقي و الجسدي , و على تفتيت الأسرة العربية , تحت ذريعة حقوق المرأة التي أدى بهذا إلى التمرد على القيم و العادات و الأعراف و الموروث العربي العريق , و لبس منتوجات الغرب على الموديل للنساء و الشباب ما هو إلا خلاعة و عهر و إنسلاخ من الذات , فلا يعني لنا هذه الملابس هي نوع من التقدم بل هي قمة الإنحطاط و الإنحلال الخلقي العربي , و في وقف الدعاية لتسويق المنتجات الإستعمارية , و محاربتها بين الناس بالتي هي أحسن دون أعتداء على حرمة الغير , نعم ففي شراء المنتج الإستعماري يؤدي هذا لتوطين الإستعمار في بلادنا العربية و في النفس العربية , التي سوف تسعى بكل السبل لسرقة المال العام و الخاص , و ذلك للعيش على نمط الحياة الغربية الإستهلاكية ,
وتعريب المحطات الفضائية بأن تقوم هذه المحطات في بث برامج الخير و الإصلاح و التقوى و العفة و العفاف و قبول المقسم من الله للإنسان , لوقف طمعهِ و جشعهِ , و تظهر هذه المحطات الأعمال الخالدة و البطولية لقادة العرب و أبناءها الرموز , لا أن تصرف المليارات على برامج السخافة كصانعها و الموافق على بثها و على من صرح لهُ من الجهات الرسمية , حب و غرام حتى جعلتم من الحب شيء مقزز في نظر الناس
و عنوان التغيير في تعريب مفاهيم الأمة اللغوية , و تحريم إستعمال اللغة الأجنبية في المخاطبات و المراسلات و المقالات و الكتابات في المؤسسات و الشركات وفي الأعلانات وفي كتابتها على المحلات و غيرها من الأفعال , نعم تعلموا لغة الغير على أن لا تستعمل على الأرض العربية في الحديث اليومي , بل للحديث بها في بلادها , ومن جاء لبلادنا عليه أن يتعلم لغتنا ,
ويجب أن نعود لتسميت الأشياء بأسمائها , فالسلام هو للحقيقة إستسلام , فلو أقمنا سلام ونحن الأقوياء فهو سلام , و قضية الشرق الأوسط , هو هروب للعربي من تحمل مسؤوليتهُ القومية و العقائدية نحو القضية الفلسطينية , فراح في وسائل الأعلام العربية يقول قضية الشرق الأوسط , بديلاً للقضية العربية و الإسلامية ,
وهذا ما أصابنا أيضاً في الإسلام .. أنظروا هنا المهزلة الكبرى
بعد سقوط أبراج واشنطن , راحت أمريكا تتهم الإسلام في الإرهاب , و قامت في إحتلال أفغانستان و العراق , و قالت عن الطالبان و القاعدة , إرهابيين , و راحت الدول العربية , تتهم كل عربي مسلم أو عادي في الإرهاب , كانت الناس العامة تصدق هذا الكلام , و تلعن أبو أمريكا و إسرائيل ليلاً نهار .. دفاعاً عن طهر و نقاء الإسلام , و اليوم راحت تظهر حقائق جديدة على الساحة العربية , وهي حقيقة الصهيوأمريكية , هذه الظاهرة قد التفت لها الجاهل قبل العالم , و الراعي قبل المثقف , و الكندرجي قبل المسيس ..
أمريكا للحقيقة خرجت من البلاد العربية عسكرياً , بعد خرجها من العراق , بعد أن دمرت العراق و شعب العراق و منجزاتهِ و قيمهِ , و دمرت ذاتها في نفس الوقت بعد أن دفعت من دماء جندها الكثير و من مالها الطائل الكثير حتى وصل لتريليون دولار , و التريليون يساوي الف مليار , و المليار يساوي ألف مليون , و المليون يساوي الف مئة الف , و غير هذه من الأرقام . مع شكي بأن الدول العربية البترولية قد دفعت حصتها من تكلفة الحرب الأمريكية على العراق لا يقل عن نصف المبلغ , بصفة سرية
لكن أمريكا لا تريد الخروج سياسياً من البلاد العربية , فكما قامت بريطانيا في زرع الحكومات العربية بديلاً لها و زرعت كل عملاءها و خون العرب لعون الحاكم العربي في الوظائف الكبرى , وهذه امريكا سوف تطبق ذات سياسة بريطانيا , فقامت في أعادة التيارات و الأحزاب الإسلامية إلى مقدمة العمل السياسي العربي , و قد تجاهلت إتهام الإسلام في الإرهاب العالمي , و أخذت تبني معهم مستقبل الأمة العربية , على أن يسيروا في الخط الأمريكي و الصهيوني , وهذا الفعل هو لإنشاء جبهة إسلامية سنية أمام إيران , وتحت ذريعة المد الشيعي , و لإفتعال حروب مستقبلية بين المسلم و أخية المسلم , تماماً كما يجري في العراق بين السنة و الشيعة , ففي هذه الفتنة بين المسلمين , تضرب أمريكا المسلمين في بعضهم البعض , وهم يجنون الثمار في البقاء على السيطرة على البلاد العربية و بترولها , حيث أكتشفت أمريكا و إسرائيل بأن الحكومات العربية العلمانية غير قادرة على مواجهة إيران و حلفاءها , ففي هزيمة صدام حسين أمام إيران , كانت الحكومات العربية صوت بلا فعل على أرض الواقع , حتى أهم عملاءها حسني مبارك لم يفعل شيء أمام إيران , ففي حرب عام 2006 أنتصرت إيران من خلال حلفاءها على إسرائيل , حتى أن رئيس إيران وقف على الحدود اللبنانية و إسرائيل لم تفعل شيء سوى أطلاق بالونات ملونه , وهي التي كانت تعد أنفاس أهل الجنوب , وفي غزة إنتصرت إيران من خلال حلفاءها , و تم شطب جماعة لبنان الحريري و جماعتهُ و تسلم في الختام حزب الله و جماعته لبنان , و الحريري أصبح مشرداً خارج لبنان , فمصر و الدول العربية التي كانت تساندهم يعتبرون قد هزموا في لبنان و أنتصرت إيران .
فكان ما هو الحل لدى أمريكا و إسرائيل بعد أن شاهدوا الحكومات العربية , ليست على مقدرة لمواجهة إيران , فكان لا بد من أعادة تجربة حرب أفغانستان الأولى , حينما دخلت الشيوعية اليها فتم تأليب الناس بأسم الجهاد لمحاربة الشيوعية الملحدة الكفرة كما قيل للناس , فهبت الناس للدفاع عن أفغانستان من جميع البلاد العربية ,
و راحت الدول العربية الغنية تدفع الأموال الطائلة لطرد الشيوعية من أفغانستان , و راحت كل شيوخ الإسلام في مكة المكرمة و في أيام الحج على وجه الخصوص يحرضون الناس للحرب في أفغانستان لطرد الشيوعية الملحدين الكفرة , كذلك راحت شيوخ الإسلام على منابر المساجد , الكل يدعوا حي على الجهاد يا ناس لطرد الشيوعية من بلاد الإسلام , و كانت دموعهم تجري أنهر على المنابر , و راحت التيارات الإسلامية في الدول العربية تحرض على تجيش الناس لدفعهم للألتحاق في حرب الشيوعية , و تجمع المساعدات لهذه الغاية و الله أعلم أين كانت تذهب , وهم , و للحقيقة وراء القاعدة و الطالبان أموال البترول العربي .
فنصر الله الناس البسطاء , وقهر الله شيوخ الإسلام الذين كانوا في دعواهم يقولون , ( اللهم أنصر المجاهدين في أفغانستان و فلسطين ) طيب نصر الله المجاهدين الصادقين في أفغانستان , وفوراً ذهبت الدول العربية و الإسلامية إلى دكار السنغال في المؤتمر الإسلامي هناك و ( شطبوا عقيدة الجهاد من العقيدة الإسلامية ) لأرضاء أمريكا و إسرائيل , و تجاهلوا سبحان الله عن عمد و قصد متابعة دعواهم ( و نصرة المجاهدين في فلسطين ) و ليومنا هذا لم نسمع في مساجد مكة و المدينة و مساجد الدول العربية , من يقول الله إنصر أهل فلسطين , بل ذهبوا للسلام و قمعوا الناس , و قمعوا المجاهدين الأفغان و زجوهم في السجون العربية .. وحاربوا كل إنسان قد تذكر فلسطين ,
اليوم أمريكا وجدت ضالتها , وهو العودة لتجربة أفغانستان , وتحرض المسلم على المسلم , و الذريعة تقول بأن الشيعة رافضة و ضد الإسلام السني , علماً وهذه القاعدة الأولى في الشريعة الإسلامية , كل من قال ( أشهد إن لا إله إلا الله , و إن محمد رسول الله ) هو مسلم شرعاً و لا غبار عليه , ودخل الجنة من جراء أعلانهُ الشهادة , وما تبقى من فرائض و أحكام و سنن هي تتبع ولا تعلو عن الشهادة , وهي تسجل في حسنات المسلم . إذن الشيعي و السني وكل من قال الشهادة , هم مسلمون , و لهذا المسلم أخ المسلم , و ليس بأخ اليهودي أو الأمريكي , والمسلم من قتل مسلم إلى جهنم و بأس المصير , و آياكم و الفتنه الأمريكية الإسرائيلية القادمة , وكيف
أمريكا اليوم تستعمل المسلمين المؤيدين لها و المباركين لإستعمارها للبلاد العربية , ولم تعد تحاربهم بل تبارك لهم تسلم زمام الدول العربية بمكان عملاءها , ففي المغرب ما أن نجح التيار الإسلامي هناك , حتى وفوراً أعلنوا الولاء و الطاعة لأمريكا و الغرب ومن أعلن لهم الولاء هو تلقائياً قدم الولاء لإسرائيل , كذلك في تونس قد أعلنوا الولاء و الطاعة لأمريكا و الغرب و إسرائيل , كذلك في مصر كانوا أكثر شجاعة , إذ أعلنوا الولاء لإسرائيل و لن يفككوا معاهدة كمب ديفيد وهذ العبارة تعني هي الولاء و الطاعة لكمب ديفيد ( لمعسكر داوود ) ومعسكر داوود هي إسرائيل بحد ذاتها , وفي سوريا التيار الإسلامي يطالب في التدخل الإستعمار لتدمير سوريا , و رئيسهم أبو غليون قد أعلن الولاء لإسرائيل . و التيارت الإسلامية في الأردن ساند كل التيارات الإسلامية و يطالب بتدخل غربي ضد سوريا , الكل ينادي بعودة الإستعمار من التيارات الإسلامية , هذه التيارت الإسلامية التي لم تفعل شيء أمام تقسيم السودان و كانت القطط الأمريكية و الإسرائيلية قد أكلت ألسنتهم , هذه التيارات الإسلامية ولا المؤتمر الإسلامي و لا هيئة علماء المسلمين في لندن , تقول لوجه الله تعالى لأمريكا , القس تيري جونز حرق القرآن في فلوريدا , ونحن سنحرق الأرض تحت أقادمكم أيها الكفرة ,
و اليوم أمريكا تسعى لأستعمالهم ضد أخوان لهم في الإسلام مهما كانت الطائفة الإسلامية ..
وهكذاقد يرز لنا في الساحة العربية الإسلام الصهيوأمريكا , ليحارب نيابة عن الإستعمار و دفاعاً عن إسرائيل , و لهذا نقول لهذا الإسلام الصهيوأمريكي , أنتم أمام خيارين ,الهزيمة أو النصر , الهزيمة لكم فرداً فرد و دولة دولة أن ذهبتم لحرب غير الحرب الفلسطينية , ففي الحرب الفلسطينية هو النصر من عند الله .. كما من لم يعلن في كلامة وفي شعاراته و في مسيراتهُ وفي مظاهراتهُ و خطاباته , ،نحن إلى فلسطين مقاتلون , أبشركم بهزيمة من الله , نفذوا ما وعدتم بهِ الله عندما قلتم يوم حرب الشيوعية ( اللهم أنصر المجاهدين في أفغانستان و فلسطين , فنصركم كما طلبتم في أفغانستان , والأن عليكم متابعة الدعوة و الطلب الذي طالبتم , فأجاب لكم الله , و أنتم كذبتم على الله لم تتجهوا إلى فلسطين كما قلتم , أتريدون أن تضحكون على الله , كما فعلتم مع الناس ) ولو وقفت معكم كل أسلحة أمريكا و الغرب و إسرائيل و أموال العرب و العالم لن تنتصروا على أخوانكم في الإسلام الشيعي , لسبب واحد بسيط وهو أنكم كذبتم على الله و لم تكملوا الجهاد في فلسطين , أنتم مكرتم و تذكروا أن الله خير الماكرين ,فيا من تعلنون الولاء و الطاعة لحرقة القرآن , و سكتم على تحويل الأقصى و القدس لعاصمة اليهود , أسألكم هل ستنتصرون ؟؟!!
أذكركم بشيء بسيط , نبينا محمد عرض عليهِ ما يشاء من أهل الكفر من أهل قريش , فرفض , و أستمر في الدعوة وهو و جماعتهُ جياع عراة بلا سلاح و رجال , و إنتصروا و فتحوا مكة , لن تلعبوا على أمريكا , قائلين لأنفسكم عندما نمسك الحكم لكل حادثاً حديث , أمريكا التي أتهمتكم في الإسلام الأرهابي , تخلعكم بكل يسر و سهولة , فهي خلعت صدام من قبلكم , و أهم عملاءها الامبارك و قتلت السادات و خلعت زين العابدين و ملكت مصر للعسكر و هي التي قصفت على صالح و اليوم هو قد قالت لهُ لا تأتي لأمريكا , كما قالت للشاه الإيراني و قتلت عرفات , يعني من تضعهم أمريكا و إسرائيل تقتلهم , و أنتم تأخروا قليلاً و أقنعوا الناس بصدق الإسلام و كونوا لهم قدوة حسنة , فالنصر ياتيكم من حيث لا تشعرون , أنما أن تلعبوا مع أمريكا و إسرائيل و يقول أحداكم , لن نحارب مع أخوانا المسلمين في غزة , ولن نفك معاهدة كمب ديفيد فهذا في العرف السياسي لا هو تكتيك ولا هو ذكاء سياسي . بل هو الولاء لإسرائيل و ديمومة إحتلالها لفلسطين ..
و سنبقى نقول هذا إسلام صهيوأمريكي إلى أن تجردوا سيوفكم على إسرائيل , و أنا أولكم كما كنت في معركة الكرامة , و أولكم إن أعلنتم الحرب على إسرائيل و أمريكا و تطهير الأرض العربية من سايكس بيكو ..
فإن كان لكم آذان للسمع , أحذروا أمريكا و إسرائيل فهم أعداءنا الأول و الأخير , فإن خرجوا من بلادنا نعيد لإسلامنا نقاءه و لعروبتنا عزتها .. فهل من سميع ولا تجرون البسطاء في حروب دفاعاً عن إسرائيل , دمهم في رقابكم حتى يوم الدين , لا تغرروا فيهم تحت شعارات وهمية و كاذبة , لا تطعموهم لتنظموهم في صفوفكم
فالإنسان البسيط جاهل و الجاهل عدو نفسه , فلا تكونا أنتم أداة قتل عن سبق عمد و ترصد للمسلم البريء
أتقوا الله و أبتعدوا عن الوقوف مع إسرائيل و أمريكا , فهم بيت الكفر و الشيطان أقل منهم كفراً ,, و اللقاءات التي تجري سراً و علناً بين ممثلي التيارات و الأحزاب الإسلامية و المندوبين الأمريكان , قد أصمت آذان الناس , وقد قرأها كل منهم على أنها تحالف جديد بين الإسلام و الصهيوأمريكية ..
11/1/2012
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية