آه يا شعبي , كم من المعاناةِ تحمِل , وكم من الطّيبة تحمِل .
أظنّ أن هذا هو سبب يأسنا , اأننا شعب طيّب يعاني , طيّب القلب لدرجة أننا نغفر وننسى .
"لن نغفر ولن ننسى " جملة نردّدها كثيراً ونسمعها كثيرًا خصوصًا من "القيادات" العربيّة الفلسطينيّة في الداخل ,, ولكن هل لكم اأن تذكّروني إذا كنّا فعلا تذكّرنا ولم ننسَ؟ هل تذكّروني إذا حقدنا ولم نغفر ؟
أظنّ البعض من خلال قراءتهِ لنصّي الآن سيقول: بربّك يا جهاد , ماذا تريدنا أن نفعل ؟
لا أريد أن اأملي الأوامر , أو أن أحمّل بعضكم من أفكاري , لكن أريد أن أعبر .
مجرّد أنني أفتح المذياع والتلفاز كل يوم , وأسمع العديد من حالات القتل , الاغتصاب , السرقة ,والعديد من الظواهر السلبيّة , اأدرك أننا شعب مسكين , شعب محتلّ ذهنيّا قبل أن تكون أراضينا أيضا محتلّة .
نرى كل يوم تقريبا , اليمين المتطرّف , وقوانينه العنصريّة ومخطّطاته الفاشية التي تمارَس ضد مجتمعنا العربي الفلسطيني , وغالبا ما "نستنكر " ونحتجّ على هذه المخطّطات والقوانين , لكن يبقى السؤال واردًا: هل باستنكارنا هذا فعلنا الصواب ؟
عذرًا لكل من يظنّون أنّ الصمت هو سلاح قاتل , لكن أعزائي , الصمت هو ضعف شخصيّة ليس أكتر .
الضعف لن يرجع لنا أراضينا , لن يرجع اللاجئين , لن يرجع كرامتنا , ولن يرجع لشهدائنا العزة والنخوة .
أنا لست بثائر , فالثائر هو من ينتفض ويقف وقفة فلسطينية ويقاوم .
انا لست بكاتب , فالكاتب يعبر عن مقاومة وانتفاضة .
أنا لست بأحد .
أنا مجرد عابر سبيل , يرى أن هذا المكان هو المكان الوحيد الذي يستطيع أن يعبر عن رأيه فيه دون المساس بأحد .
لكنّني مؤمن , بأن الليل سينجلي , والقيد سينكسر .
صلاة الجماعة تبدأ بأذان , ومن بعدها يقوم الإمام ليقيم الصلاة , ومن بعدها يصطف المصلون وراءه ويقيمون الصلاة .
بو عزيزي أحرق نفسه , واشعل نار الثورة من بعده .
أنا متأكد , أننا يوما ما سنثور.
ففلسطين بمسافة الثورة كما قال الشهيد ناجي العلي ,, وكما قال حكيم الثورة جورج حبش " ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة "
أظن أن بعد 63 سنه من الاحتلال الغاشم , من القيود, من العنصرية التي نواجهها , اآن الأوان لننتفض .
آن الأوان لهذه العتمة أن تزول .
----
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية