عذراً سيدتي ... جهاد غسان عبدالله

صدق شاعرنا محمود درويش عندما قال " على هذه الارض ما يستحق الحياه " ونعتك بالسيده , لكن عذراً سيدتي , خذلناكي على مر ال 63 سنه , عذراً لاننا لم نبادلك الحنان اللتي بثقتيه من ارضك , عذراً مصر , ففلسطين ام الدنيا , فهمي تحمل في ابطان ارضها العديد من الشهداء , وتحمل على ساحة ميدانها الكثير من الاطفال اللذين يرضعون ثورة .
ولكن الغريب في الامر , ان هذه الرضاعه تفقد مفعولها عندما نكبر , فنصبح ممثلين ونتغنى بالهتافات , ونردد الشعارات ولا نطبقها
عذراً سيدتي , لكن جيلنا اصبح جيل الميتسوبيشي والسيات , وغير مدرك باننا نحيى على ارض محتلة .
عذراً سيدتي لاننا اهملناكي , واهملنا ترميمك , عذرا لاننا اصبحنا ضعفاء .
والله , وبعظمتك , اخجل عندما يسألوني ماذا تفعل لاجل وطنك , لانني اجيبهم بخجل انني لم افعل شيئا .
سيدتي , يا عظيمة , يا منبع الحركات الوطنيه , متأسف لانني لم احمل سلاحي وادافع عنك , عذراً سيدتي , لا املك اي مبرر لعدم فعلي هذا.
شرف لي يا سيدتي ان اموت شهيدا , اموت وسلاحي بيدي , اموت وادرك تماما انني ساكون في جوف الارض حيث سأكون في عز ودلال مع رفاقي الثوار .
عذراً سيدتي لاننا اهملنا وصية الثوار , ووصية الحكماء , لكن سيأتي يوم حيث ستكونين انت رمز ثورتنا وعنوان مسيرتنا .
لن تكون مسيرتنا تمثيلا , ولن تكون ثورتنا عاديه , بل هي ثورة فلسطينيه اصيله .
عذراًوالف عذراً
متأسف سيدتي لانني اكتب ولا افعل , لا اريد ان القي الوعود , ولكنني اريد ان اقول لك , ان هذا الليل , هذه العتمة , الاحتلال , سيزول قريبا .
وستكونين سيدة العالم , وليس فقط سيدتي انا , بل العالم اجمع .
احبك سيدتي ,,
اعشق رائحتك , اعشق زيتونك وبرتقالك , اعشق ترابك , وحجارك .
سأبقى اخلدك واقدسك حتى مماتي , وسأنعم بلطفك وانا في جوفك