أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأستاذ خالد مشعل: أخطأت في سوريا! ... الياس س. الياس

ربما تعرف يا أستاذ خالد مشعل أكثر من غيرك كم كان الشعب السوري يقف مع حركتكم تحديدا، ليس لأن سلطة الأسد كانت تجبر هؤلاء على الموقف المؤيد للقضية الفلسطينية ولا لأن سلطة البعث هي من أنتجت موقفا سوريا من فلسطين...
حركة حماس يحمل جناحها العسكري اسم "عز الدين القسام" فهل كان البعث أو عائلة وصلت إلى الحكم حينها؟
أمر عجيب يا سيد مشعل أن يتحول بالنسبة لكم شخصيا مسألة الوقوف جانبا وعدم التدخل في الشأن العربي الداخلي إلى موقف يبحث عن "استقرار" فجره أصلا حكم عنجهي واستعلائي بدءا من حوران باستخفاف كامل لقيمة الدماء السورية وتحويل الأمر فجأة إلى "مؤامرة"... فما هو تعريف الاستقرار في سوريا غير تلك الشعارات التي كتبها رجال الأسد وشبيحته "الأسد أو لا أحد" و " لا إله إلا بشار" وقصف المآذن والمساجد وترويع البشر بهدف إعادتهم إلى عبودية تحت حكم عائلة الأسد؟

هل تتذكر يا سيد مشعل ما قاله أبواق وأقطاب هذا النظام عن المؤامرة في بداية الحملة الدموية، خالد عبود اتهم الفلسطينيين يا سيد مشعل ثم حصل الأمر عينه مع بثينة شعبان ... أنت تعلم محاولات زجكم في مواجهة السوريين الثائرين بدعاية بثها النظام في مناطق سورية عن مشاركتكم بقمع الشعب ونعرف أنكم وبحكمة تفاديتم ما خطط له النظام...

يا سيد مشعل، تفهم السوريون ولوقت طويل صمتكم وراح الثوار يجدون لكم أعذارا لصمتكم على المذابح التي يتعرض لها السوريون والفلسطينيون في سوريا من درعا جنوبا مرورا بحماة وحمص واللاذقية ... لم يترك شبيح لبناني ولا حتى طالب إبراهيم تلميحا إلا وأرسل سهامه لتصيبكم كونكم مطالبين بموقف يمجد بشار الأسد ويبرر باسم "الممانعة" قتل الشعب وقصف مدنه, أدرك الكثيرون أنكم في ورطة شديدة... لكن مهلا يا أبا الوليد...
هل تتذكر أحمد الجلبي؟ نعم الجلبي الذي أتى بالأميركي هل تقبل أن يصير في دولة البعث وفي دولة الضاحية "جيفارا العرب" فقط "كرمال عيون الأسد"؟ للأسف يا أبو الوليد أرادوك أن تصير مثل الجلبي، مجرد مطبل ومجردا من عمقك الحقيقي عند الشعب السوري الذي احتضن شعبنا الفلسطيني قبل أن يحلم حافظ الأسد بالوصول إلى السلطة.

شخصيا سأنقل لك وبصراحة ما كان يردده عنك السوريون قبل أن يحاول نبيل العربي تحويلك إلى ساعي بريد لتحظى بشرف هو ليس مشرف للقاء قاتل يقول عنه شعبه "خاين اللي بيقتل شعبه"... كثيرون قالوا: حماس هي الحركة الأكثر فهما وادراكا لما يدور في الثورات العربية.. وهي حركة استطاعت أن تقرأ الخارطة الجديدة..
لكن ماذا يقول بعض الثوار عنكم بعد ما قلتموه في لقاء العربي؟
هل إيران أهم لكم من عمقكم العربي، والشعبي تحديدا؟
يا سيد مشعل، حين قال رامي مخلوف ما قاله هل كان يتحدث بلسانه؟
ليتكم بقيتم على صمتكم وعلى موقفكم المبهم ولو أنه موقف لا يستحقه ولا كل حكم الأسد المسمي نفسه عنوة " مقاومة وممانعة"... ونحن نعلم كيف يتم استدعاء قادة فصائل للقاء ما في الاجهزة الأمنية وكيف يرتبون لكم لقاءا مع الأسد ليبيعوه في التلفزة السورية كتجارة تبرر سفك الدماء السورية والفلسطينية... لو كان هذا النظام الممانع يفقه في الممانعة شيئا فلما تعج مسالخه بالمعتقلين الفلسطينيين ويرسل شبيحته إلى المخيمات؟
كيف يا سيد مشعل تحول الحليف عزمي بشارة إلى "صهيوني" بطرفة عين فقط لأنه قال الحقيقة... ولماذا أصبح ياسر الزعاترة الكاتب والمفكر الإسلامي "جزء من المؤامرة الكونية" كما أي مفكر عربي لم يطبل لراوية "العصابات المسلحة".... كما تحول الجميع من العرب وغير العرب إلى مجرد "متآمرين" مطلوب منهم "الصمت" والكف عن "النصائح المسمومة".... نفهم بالتأكيد قراءتكم المتأنية لوضعكم المختلف عن وضع تنظيم السيد أحمد جبريل والقيادة العامة صارت جزءا من حملة التشبيح حتى على الفلسطينيين فما بالك بالذاكرة السورية لشعب ينزف دما يوميا بفعل نظام يقتل شعبه من أجل كرسي حكم مورث...

يا أبو الوليد، نقلت مئات المرات عنكم طمأنة لاخوتنا السوريين ممن نعرف بأنكم تناصرون حق الشعوب بالثورة والتغيير وبذات الحماسة لثورة تونس ومصر مع خيبة كبيرة من تصوير ما جرى في سوريا كمؤامرة، ليس منكم ولكن على الأقل من حلفاءكم في طهران والضاحية الجنوبية وجبهة المالكي "الديمقراطية جدا"...

كنت أتمنى أن تحافظوا على مكانتكم، وما زلت أتأمل الاستفادة من التاريخ الفلسطيني الذي أخطأ كثير من تياراته في تأصيل علاقاته بالأنظمة الرسمية وتغافل عن حركات الشعوب الوطنية التي اثبت التاريخ أنها السياج الحقيقي والعمق الصحيح للقضية الفلسطينية، التي لا تؤدي إلى تقديم صورة عنكم وكأنكم تقفون في صف الاستبداد الذي يتاجر لفظيا باسم فلسطين وقد تبين لنا المعنى من كلمات جوفاء يطلقها شريف شحادة وطالب إبراهيم والبقية ممن يستخدمون اسم القضية لاستدرار بقاء الاستبداد وكأن الله لم يخلق في هذا الكون من يفهم معاني المقاومة سوى الديكتاتوريات ...
لا شك يا أستاذ خالد مشعل أنكم تدركون مدى الكارثة التي جلبها بشار الأسد بممارساته بحق شعبه التي لا تختلف عن ممارسات الاحتلال الصهيوني على فكرة المقاومة بالأصل... فكيف يا أستاذ خالد يمكن لشعب مستعبد باسم " الأسد أو لا أحد" أن يقاوم ضد الاحتلال الممنوعون أصلا الاقتراب من جولانهم المحتل؟ ثم كيف يمكن أن تكون عليه الكارثة في المستقبل حين يقوم الصهاينة بفعل كل الموبقات ثم يقوم العرب بالاحتجاج على حرق مسجد أو قصف قرية وسحل في الشوارع، فبأية أخلاق يمكن أن نحتج كعرب؟ أبتلك التي يستغلها الصهاينة اليوم وهم يقولون لا تحدثونا عن الأخلاق وأنتم ترون ما يفعله بشار الأسد بشعبه؟
لو فكرتم عميقا واستراتيجيا لكنتم على الأقل بقيتم على صمتكم ولم يكن من حاجة لأن يوحي زباينة الأسد بأنكم عدتم إلى " رشدكم" وطلبتم لقاء الأسد فرفض؟ هل من أجل مكتب تخسرون شعبا عربيا أصيلا ومقاوما؟

أخيرا يا أبو الوليد، هناك الكثير مما يمكن أن نبوح به لكنني أعذركم شخصيا ريثما تتخذون موقفكم الحقيقي وليتكم تتعمقون في كيفية تخلص هذا "الممانع" من المقاومين وسط دمشق باسم "الموساد"... ليتكم يا أستاذ خالد تراجعون ما كتبه ياسر الزعاترة ليكون هناك التوازن بين فكر المقاومة وحرية الشعوب ولا عذر للديكتاتوريات أن تستخف بفلسطين تجارة واستغلالا... ولا تعتقد أن الشعب الفلسطيني اللاجئ في سوريا يعامل باحترام لأن ذلك من مخترعات الجمهورية الأسدية... هذه مجرد ترهات بعثية فارغة والقانون الذي يعامل الفلسطيني بشكل كريم في سوريا هو ليس قانون لا حافظ ولا وريثه بشار... ,انتم تدركون أنه قانون منذ خمسينيات القرن الماضي... ولو استطاع البعث تغييره للمساومة عليه لفعل...
كتبت من داخل فلسطين لأن أي موقف خاطئ سيسجل عليكم.... وأي موقف مشرف سيسجل لفلسطين وشعبها الحر الذي لا يقبل الضيم ولا المذلة لإخوته السوريين وقمعهم باسم "المؤامرة الكونية"... عسى تصل رسالتنا وعسى أن تتداركوا ما باح به لنا بعض قيادييكم هنا عن موقف داعم ولو بصمت لحرية الشعب السوري... لكن قبل هذا المشهد المؤسف في حضرة نبيل العربي وجامعته التي لم تفعل لفلسطين طيلة ستة عقود سوى صناديق فارغة من التصريحات... وكذا الأمر على مذبح الحرية التي يبحث عنها شعبنا السوري... نعم شعبنا فنحن في فلسطين لا نرى فيه سوى عمقنا... ولا ننسى تل الزعتر ولا صبرا وشاتيلا والبداوي والبارد ومئات من خيرة أبناء شعبنا الذين قضوا تحت مدرعات الأسد الأب وفي زنازينه خيرة شباب فلسطين... فماذا بقي من ممانعة لنظام يقتل شعبه بدبابات لم تحرك ساكنا في عين الصاحب والكبر وكفرسوسة وطرطوس..إلخ

بالمناسبة يا أبا الوليد... لو أنك صارحت شعبك لوجد لك ألف عذر للخروج من عباءة نظام صار يمارس ما فوق الفاشية... وهو ما ينقصنا ولو خسرتم بعض الامتيازات التي يمكن أن تزول في أية لحظة..

(96)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي