صديقي العزيز : أشكرك كثيرا على عرضك بإستضافة موقع بونجور شام في ألمانيا ، ولكن علينا أن لا نعالج خطأ بخطأ ، فإذا أخطأ وزير ، واستجاب لنزوة أحد الأشخاص ، وأخطأت جهة أمنية ، واستجابت لنزوة ما ، فهذا لا يعني أن نعالج الخطأ ، بالهروب الى الخارج . هذا وطننا قبل أن يأتوا ، وسيبقى وطننا . وبالتالي لن ننقل الموقع الى الخارج ، مع خالص شكرنا لك ، وسيأتي اليوم ، الذي ينتقلون به هم الى الخارج ، بأموالهم المنهوبة وأفكارهم العفنة (هناك مسطرة في باريس وأخرى في لندن وثالثة في اسبانيا) . عندها نُعيد نشر موقعنا ، وتعود الوردة الدمشفية الى ألقها وزهزهتها ونضارتها .
لقد استضافنا زمان الوصل يا صديقي ... د. الياس حلياني
أنا لا أوافقك الرأي ،تقول : ((لا يستطيع وزير ولا خفير أن يُقدم على حك رأسه دون أمر أمني ، ولكن مثل هذا الوزير لا ينفع الوطن ، الوزير الذي يأتمر بأمر الأمن ، ليس صالحاً لقيادة دولة حضارية عظيمة اسمها سوريا . رئيسها طبيب مثقف علماني اصلاحي )) .
لا يا صديقي ، هناك بعض الوزراء الشرفاء الوطنيين ، وهناك بعض مما قلت .
أما عن استشهادك بالمقولة الماركسية : القانون هو ارادة الطبقات الحاكمة المتحولة الى قانون .
نعم يا صديقي أوافقك على مقولتك هذه وأُضيف :
عندما يتعلق الأمر بحجب المواقع ، فإن المشكلة ليست بوجود اضبارة للمواقع المحجوبة ، وإنما المشكلة تكون عندما لا تتوافر مثل هذه الإضبارة التي تحمل المواصفات المطلوبة ، حيث تصبح جميع المواقع - باستثناء المواقع الأمنية والأصولية - مثيرة للشك أو ممنوعة . وهذا يعني أنه بدلا من اضبارة المواقع المحجوبة يوجد اضبارة للمواقع المسموحة . مما يعني مزيداً من الحجب على المواقع الأخرى . وهذه الوضعية القمعية تُنفذها اليوم في سوريا مؤسسة الاتصالات والفرع الأمني الذي تأتمر بأمره . وهذه الوضعية تماثل الوضعية التي أقامتها الأنظمة الشمولية عبر التاريخ القمعي لها .حيث نلاحظ ابان الثورة الثقافية الصينية أنه تم تشكيل هيئة لمراقبة الغرائب البرجوازية (مؤسسة الاتصالات السورية ) وكانت هذه الغرائب ابتداءً : الكتاب والفنانين . أما في سوريا فكانت ابتداءً وانتهاءً :مواقع المسيحيين والعلمانيين .
في هذا القرن الواحد والعشرين ، وحيث نشعر بالفخر بوطننا وبفكرنا ، تعرفنا على ثقافة تسمى أدب الحجب ، والتي نشأت في زمن مؤسسة الاتصال الأمنية السورية . ويتعايش المثقفون مع هذه الثقافة القمعية بطرق مغايرة ، فالبعض يصمت ويمضي لاعناً الساعة التي ظن فيها أن زمن القمع قد ولى وأن الحرية أطلت أخيرا . وقسم يبقى يقاتل حقاً ، تُريد مؤسسة الاتصالات الأمنية السورية سلبه اياه . حقه في أن ينشر ويكتب ويُصمم موقعه الذي يعبر عن أفكاره وطموحاته ، داخل وطنه . متأثراً أمام وصف لمثل هذا الاضطهاد الإنساني ، في القرن الواحد والعشرين وفي دولة حضارية مثل سوريا ، شاء لها حظها أن تستلم ثلة من الأصولية أهم مرافقها الفكرية والإبداعية .
لماذا أصف هذا الحجب للمواقع بأنه اضطهاد انساني للمواطن السوري ؛ لأنه في أدنى درجات الإذلال نكتشف إنسانيتنا جميعا بإعتبارها غير قابلة للإفناء أي حقيقة فوق طبيعية . فأي إذلال أكثر من هذا ، عندما تقرر جهة ما شطبك ، شطب أعمالك ، قمعك ، قمع أفكارك ، لا لسبب الا كونك لا تنتمي الى طائفة الأكثرية في وطنك .
كل مؤسسة قمعية تحاول أن تؤدلج زبائنها ، وتفرض نمطاً واحداً من التفكير والاعتقاد ، وهذا يعني عدم وجود نظام للقيم ، فهي تطلب من زبائنها بأن يقبلوا كل يوم ، ويبرهنوا على بعض الحقائق الجديدة وفقاً لحاجات الأفرع الأمنية . فما هو سائد حالياً قد يتعارض مع ما هو في الأمس . وما يقبله هذا الفرع الأمني ، قد لا يقبله ذاك الفرع . وبالتالي على جميع زبائن المؤسسة ، التكيف مع هذه الظروف القمعية . وبعدها يسألونك عن التطور والتقدم ؟؟؟!!!!!!
ما رأيكم في بلد تنتهي فيه الجدالات الفكرية والإنسانية بالحجب ؟
2
شاب فرنسي راح يعتقد في زهو واعتداد ، أن الشهادات هي كل ما في الحياة : تفتح في وجهه كل باب ، وتنوله كل منصب----. بلغه أن جامعة في انكلترا تحتاج الى استاذ في المادة التي هي من اختصاصه فتقدم الى مدير الجامعة بشيء من اللامبالات والخيلاء ، ووضع أمامه الشهادات التي التي يحملها . وإذا بالمدير يحدجه بنظرة إنكليزية فاترة ويقول له بكل جد ورزانة : (( الشهادت حسنة ! لكنها ليست كل شيء بالنسبة لي . وإنما أسألك هل أنت رجال ؟ )) .
هو هذا! فالشهادات مهما كانت عالية ، لا تغني عن الرجولة . الرجولة التي لا تأتمر بأمر رجل أمن أو رجل سلطة . الرجولة التي تعني الحياة الحقة الشريفة الناجحة . كم من حاملي أعلى الشهادات يتحقق فيهم القول : (( كالحمار يحمل أسفاراً )) أي كتباً . إذ يكفي للحصول عليها أن يحشو الإنسان ذاكرته بالمواد المطلوبة . أما الرجولة فتقتضي الإنسان أن يسيطر على أهوائه وأمياله ، وأن يكون سيد قراره ، لا تابعاً ، يمتطيه الغير . وأن يستغل مواهبه لينتزع محبة الناس وتقديرهم ، لا اشمئزازهم وقرفهم . لأن الإنسان الذي لا خُلُق له (رجولة) ، ليس بشراً . بل يمكن أن يكون شيئاً تافهاً ، أو حيواناً بشهادات ، أو مجرماً مثقفاً .
والرجولة في أسمى مظاهرها هي (( الإرادة التي تعمل بحزم ، وبوحي من الأخلاق والمنطق والاستقلالية في الرأي )) .
كم نحتاج الى الرجولة في الحكومة الجديدة ؟؟؟!!!
دمشق
موقع بونجور شام المحجوب
30-10-2007
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية