أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تراجيديا الدماء السورية على قناة الدنيا!...الياس س الياس

 ذات يوم كنت في الحافلة برفقة صديق استقبلني في مطار القاهرة فمررنا بما لم أكن أعرفه، صاح صديقي والركاب ينظرون بدهشة وهو يشير إلى جهة اليمين من النافذة: هنا يقيم الحُمار ! فلم أفهم.. صرخ بي: الجحش يعني... ثم أردف: الريس يعني!

كان هناك مبارك... ولم يكن من صديقي خوف أن يصفه أمام الركاب القادمون إلى القاهرة ومنهم مصريون... لم يقم بعض الركاب لركله وشتمه والطلب منه أن يهتف باسم مبارك وتأليهه... ورغم ذلك سقط مبارك وأسقطه شعبه لما عاناه هذا الشعب من حكم الفساد السياسي والإفساد المنظم...
لماذا فكرت تلك الحادثة؟
ببساطة لأن المراقب للحالة السورية من على شاشة تلفزيون "الدنيا" يكتشف أن خفة الدم هنا ثقيلة بثقل جثث تنزف في كل حي سوري... السوري الذي يرى ويعيش الموت اليومي، عدا عن باقي ممارسات مشينة ومنحطة بحق كرامة البشر في منازلهم وأماكن عبادتهم، له في المغتربات أبناء وأخوة وأحبة (ملايين السوريين يعيشون في الخارج طوعا وقسرا).. وهؤلاء يتفاعلون مع آلام شعبهم داخل بلادهم... ولأنهم كذلك ولم يرتعبوا من أوكار التجسس المسماة سفارات بالتهديد بالأهل (وهو ما جرى مع حالات كثيرة ) فقد ابتدعت قناة الدنيا، لصاحبها عصابة ائتلاف المافيا الاقتصادية، الفكرة التالية:
سحب الجنسية السورية عن المغتربين الذين "يتآمرون على الوطن"!
التآمر هنا مبهم والوطن فضفاض... فمساعدة الأهل الذين يقتلون وتنتهك كراماتهم بدم بارد ولو بالكلمة هو : التآمر! والوطن هنا هو بشار الأسد ... لم نرى سوريا واحدا (عدا الغادري الذي زار الكنيست فتصدى له فلسطينيو الداخل هنا) يهتف ضد وطنه... بل نسمعهم ينشدون " حتى نارك جنة .. جنة جنة يا وطن يا حبيب يا ابو تراب الطيب"...
فمن ذا الذي يقيس ويوزع الوطنية والجنسية على السوريين؟ هم هؤلاء المحللون الذين صدعوا رؤوسنا بروايات استهبال العقل... لكنني لا أظن أنهم يتحدثون من أدمغتهم بل بلسان تشبيحي لزعيمهم الذي كان يستقبل ويودع هؤلاء المغتربين على أنهم خزان "للوطن" فإذ بهم يوصفون من على منابر المساجد بما كان يصف به القذافي معارضيه: خونة وكلاب ضالة!
مطلوب من المغتربين السوريين أن " يستغفروا ربهم الأسد" ويقوموا بما قام به المشعوذ الليبي، الذي تقدمه اليوم قناة الدنيا كمحلل استراتيجي، حين دخل خيمة القذافي يزحف على أربعته كالكلب ويعوي وهو يطلب السماح!
تحفة أخرى وبلكنة لبنانية هذه المرة قدمتها قناة الدنيا: مايك فغالي الذي يسميه البعض فلكيا، وأنا شخصيا بحثت في معظم المؤسسات الفلكية العربية والعالمية فلم أجد لهذا الفكي اسما ولا مكانة، راح يقول أنه لو كان مكان الرئيس السوري بشار الأسد لنصب المشانق للمحتجين والمتظاهرين بدل إصدار قرار عفو بحقهم!!
لم أكن أعلم أن مهمة "المتنبئ" و "الفلكي" هي في غير علوم غاليليو ... الذي اتهم بالشعوذة لعلمه ... فعوقب اشد عقاب... بينما نحن أمام محطة "إعلامية" تستضيف كل من يسبح بمجرة الأسد لتضع على طاولة البحث حبال شنق ومشارط تعذيب وقتل وفرمانات سحب الجنسية واستطلاعات عن الحل الأمني بنسبة 99,99 بالمائة... 
مايك فغالي سيحتاج لمحام "شاطر" ربما يستعير محامي حافظ مخلوف من أل بن عزرا ويهودي آخر يستعين به بشار الأسد في سويسرا... قريب الطبيب اليهودي الذي كان يتدرب في عيادته بلندن...
السبب بسيط جدا جدا: لن يصمت السوريون على هذا التحريض الدموي لنصب المشانق للمتظاهرين ... والسبب الآخر الذي ستحتاجه قناة الدنيا أنها قناة أصبحت مشهورة ومسجلة كواحدة من أدوات القتل وليس التحريض عليه فحسب ..
يظن هؤلاء القائمون على وسائل الفبركة والتحريض أن العالم عبارة عن غابة يزمجر فيها الاسد فترتعد الأرانب فتنطق بمزيد من التحريض على قتل البشر وإسالة الدماء عبر عمليات تجري أمام مصوري هذه القناة وغيرها و فبركات سخيفة السيناريو والإخراج ومكشوفة لأقل أداة تصوير حديثة ... من دوما إلى درعا ...
تراجيديا الدماء السورية في منطقة الميدان بوسط دمشق لا تعوزها الكثير من الفهلوة والشطارة لاكتشاف مساهمة قناة الدنيا في قتل عشرات السوريين... باسم "سيد الوطن"! وسنرى قريبا ما هي فائدة "سيد الوطن" لهؤلاء المنخرطون في استمرار التراجيديا الدموية، فهل هالة المصراتي استفادت شيئا وهي تلوح بمسدسها من قناة "الليبية" بوجه "الجرذان" وماذا عن يوسف شاكير ومسبحته وقسمه ببقاء ولي نعمته القذافي وقتاله الى جانبه حتى النهاية... فكانت النهاية في الصبورة خارج من قناة الرأي أولا ثم يعرض خدماته على "الدنيا"؟ 
من تخاطب قناة الدنيا؟... إذا كان حتى بائع المازوت يستهزأ بروايتها؟... لا تخاطب أحد سوى جنود وفرق الموت الجاهزين لتلقي الأوامر بالسحل والقتل وشرعنة تفجير أدمغة المتظاهرين.
إذا كانت قناة الدنيا لا تجد حرجا في نصب المشانق للمتظاهرين والتحريض على البشر في برزة وغيرها من مناطق سوريا فليتذكروا شيئا بسيطا قاله لي صديقي ونحن في الطريق من مطار القاهرة حين وصف مبارك بما وصفه: حخاف من إيه... دا منتهي والخوف سقط من قلوبنا وقريبا ستراه كما وصفته لك ... فأين مبارك اليوم؟ هل لديه سوى أن ينقر منخاره وهو يستلقي على عدة التمثيل؟ واين مجدي الدقاق المصري وبرهان بسيس؟
أشفق على قناة الدنيا لأنها تصدق أكاذيب المنجمون بأن الأسد خُلق ليبقى... فلا في الوثنية ولا في الأديان ولا في قانون الطبيعة إن شئتم ديمومة للإنسان... لكن سيكتشفون هذه المعادلة البسيطة جدا متأخرين جدا عن إكتشاف الشعب السوري العظيم لنفسه... ولو أخذ منهم الأمر زمنا طويلا ودماء تسيل يوميا تحت رغبة الجامعة العربية وتل أبيب."! 

الياس س. الياس
(98)    هل أعجبتك المقالة (104)

samia mrtoali

2012-01-05

في الاصل انا احتقر كل اولئك المنجمون امثال مايك فغالي وغيره لان عملهم يتنافى مع العقل والحكمةوالغريب في هذا العدد الكبير من اللبنانين الذين كاان يدوسهم النظام السوري اصبحو شبيحة كيف ولماذا لا نعرف سيء غريب حق.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي