أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة السورية تعيد قضية المعتقلين اللبنانيين الى الواجهة

تحرّك ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية مجددا، ولم يكن ذلك ليحصل الّا بفضل الثورة السورية التي اضافت الى هؤلاء المَنسيين في غياهب السجون والى الذين يرجّح ان يكونوا ماتوا في المعتقلات، عشرات آلاف المعتقلين السوريين.

 

فقد بَدا، وللمرة الاولى منذ زمن طويل، ان قضية المعتقلين اللبنانيين والسوريين اقتربت من ان تصبح قضية واحدة، بما يعني ذلك من امكانية لانطلاق تحرّك لبناني يهدف الى تذكير العالم بأنّ أشخاصا لبنانيين لا يزالون أسرى السجون، وأنّ آخرين مطلوب معرفة مصيرهم.

 

هذا التحرك الجديد سيكون عبر الأمانة العامة لـ 14 آذار التي تستعد لطلب موعد للقاء اهالي المعتقلين مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الى لبنان، بحيث سيُصار الى تسليمه كتابا منهم يطلب فيه تدخّل الامم المتحدة للكشف عن مصير أبنائهم، كما يطلب بممارسة الضغوط على النظام السوري للإفراج عن المسجونين وجلاء مصير من توفي وقضى في المعتقلات.

 

ويحدو اهالي المعتقلين في السجون السورية الامل بإعادة فتح هذا الملف، نظرا الى أنّ ملف الاعتقال السياسي في سوريا سوف يفتح على مصراعيه على الصعيدين العربي والدولي. فعلى الصعيد العربي، ومع قبول النظام السوري بمهمة المراقبين وبنود البروتوكول، يتوَقّع ان تمارس الجامعة العربية دورا في إطلاق المعتقلين السوريين في السجون السورية، وهذا يمكن ان يساعد في تسليط الضوء على قضية المعتقلين اللبنانيين، بحُكم ان القضية باتت قضية مفتوحة.

 

وفي هذا الاطار، لا تستبعد الامانة العامة بعد طلب اللقاء مع الامين العام للامم المتحدة، ان يتوجّه اهالي المعتقلين الى جامعة الدول العربية بطلب شمول قضية أبنائهم بمسألة الافراج عن المعتقلين في سوريا. ويمكن في هذا الاطار توجيه كتاب الى الامين العام لجامعة الدول العربية كي تقوم الجامعة بدورها، وكي تمارس الضغوط على النظام من اجل جلاء هذه القصة الانسانية التي تراكمت آثارها السلبية على اهالي المعتقلين اللبنانيين، في ظل حكومة اضافت هذا الملف الى سجل الملفات المنسيّة والمحرّم الكلام عنها.

 

يتحرّك اهالي المفقودين اللبنانيين في السجون السورية بأمل متجَدّد هذه المرة، وهو الناتج عن رؤية المتغيرات السريعة في سوريا، هذه المتغيرات التي اضافت الى قضية أبنائهم ملفا ثقيلا من الاعتقال السياسي الذي طال عشرات آلاف السوريين، وهو ما يكاد يجعل الملفين خاضعين لمعادلة وحدة المسار والمصير، وفق مفهوم النظام. ويتوقع الاهالي المزيد من التقدم في جلاء قضيتهم، كلما تطورت المساعي العربية والدولية في الضغط على النظام السوري.

 

وسيكون المشهد كثير الغرابة عندما يلتقي اهالي المعتقلين الامين العام للامم المتحدة في بيروت، فهؤلاء يتحركون في معزل عن الحكومة التي تمثلهم والتي لا تجرؤ على فتح هذا الملف، في حين حاولت الحكومة السابقة فتحه ليعود النظام السوري ويقفله بمبررات التجاهل والتجهيل، ذلك على رغم أن عددا من هؤلاء المعتقلين موجودون فعلا في السجون السورية، بشهادة معتقلين محررين أكدوا أنهم لا يزالون هناك يخضعون لقدر البقاء في ظلام المعتقلات.

الجمهورية
(156)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي