أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ثلاثة العاب كبيرة . ودعها المجتمع الدولي واللبناني والسوري هذا العام

 

مع اقتراب وداع عام ، واستقبال عام جديد . تتكشف نتائج ثلاثة العاب كبيرة . عاشها المجتمع الدولي واللبناني والسوري .

اللعبة الأولى ، والتي كان المسرح الدولي مجالها . يمكن أن ندعوها : لعبة القط والفار ، أو لعبة النفط والشفط، أو لعبة النووي والفنوي أو لعبة تعالوا نضحك على الجميع . أبطالها ، أو بالأحرى بطليها ؛ ابران وأمريكا . وضحايها كل دول العالم ، وأبرز المستفيدين منها ، غير امريكا وايران ، روسيا والصين واسرائيل .

بدأت اللعبة بتورط أمريكا في العراق ، والتبذير الذي أغدقته على حربها ، من أجل حفظ ماء الوجه . خاصة بعد وقوف العالم ضدها . دخلت وبرميل النفط ب20 $ وبهذا السعر ، لن تستطيع استرداد ما دفعته ، خاصة أن الفائدة التي وضعتها ، تتجاوز 100% من رأس المال المدفوع . ولم تجد في وجهها سوى ايران ، لكي تلعب معها لعبة القط والفأر .

 ماذا لو اتهمنا ايران بتصنيع الأسلحة النووية ؟ سنُشعل الأرض والسماء ، ونُرهب الصديق والعدو، ونسترد أموالنا مع الفائدة النظامية التي وضعناها .

 ايران دخلت اللعبة ، عبر التعمية والغموض واللف والدوران والتهديد والوعيد ، وبدأ الرعب الدولي ، ولازمه بدء الارتفاع في أسعار النفط ، واستمرأت اللعبة ، وهي لن تخسر شيئاً، و تعرف النتيجة سلفا ، ونفطها يُحلق في السماء .

 ومع كل تهديد أمريكي ، ورد ايراني، كان البرميل يقفز . أمريكا ، أو الجمهوريين ، وصلوا الى مبتغاهم ، واكتفوا، واستردوا أموالهم مع الفائدة المركبة . وربطوا النفط العراقي باإتفاقيات طويلة ومتوسطة الأجل . وكان لا بد للعبة أن تنتهي ، والنهاية السعيدة لها ، كانت على يد الاستخبارات الأمريكية  ، والتي صحا ضميرها اليوم ، وقالت : لقد أخطأنا ، لأنه منذ أربع سنوات ، ايران أوقفت نشاطها النووي العسكري ، هذا اذا كان هناك نشاط من الأساس؟ .

وفي نهاية عام 2007 انتهت لعبة القط والفأر بين أمريكا وايران .

 

اللعبة الثانية ، وتجري في لبنان ، وأبطالها كثر ، ومن الممكن أن نطلق علها : لعبة عسكر وحرامية ، أو ضاع العمر يا ولدي ، أو هدول النا وهدول الكم .

 اللعبة اللبنانية ، يمكن تسميتها أيضا ، الإرث القاتل ، فكل زعيم ، قد ورث عن والده ارث ، ويُقاتل من أجل الحفاظ عليه ، وتسليمه فيما بعد لولده ، وطز في الشعب اللبناني والأرزة .

الاقطاع السياسي اللبناني ، قاتل هذه المرة وبشراسة منقطعة النظير ، كل من سولت له نفسه ، الخروج من اللعبة الأبدية ؛ السيد والعبد . ومن خلفهم قاتلت كل الأمم، بحجة الديمقراطية . والطرفة الأكثر ايلاما ، جرت مع السيدة رايس ، عندما قال لها أحدهم : لقد أصبح لدينا رئيس للجمهورية . قالت : ومتى أجريتم الانتخابات؟ .

 والأطرف من كل ذلك ، تباكي الجميع على الدستور ، والقتلى تملأ الشوارع على ما تقول فيروز في مسرحيتها بترا . الاغتيالات والجوع والفقر والخراب والدمار ، لم يشفعو أبدا للشعب اللبناني  ، ولم ينقذوهم من براثن الإقطاع ، والتي استشرست هذه المرة بدموية ، لم يعرفها التاريخ من قبل . ومع كل هذه الآلام ، بقي الجميع ، يضحكون على الشعب اللبناني ، بطرفة اسمها الدستور . وكأنهم ، يشبهون ذلك اللص الذي يأبى أن يبدأ سرقاته اليومية ، الا بالصلاة والوضوء . وذلك ، الذي يدعو الله أن يستر عليه حين دخوله الى منزل صاحبته . فبعد كل الموبقات التي ارتكبوها بحق وطنهم وشعبهم ، لا زالوا يذكرون شيئاً اسمه الدستور .

 

منذ ما يقارب مئة عام اشترت الولايات المتحدة الأمريكية في الجانب الغربي من افريقة قطعة من الأرض ، وأنشأووا عليها (ليبريا) أول دولة سوداء حرة . أعيد الى ليبريا عدد من الرواد الرجال السود الذين تم اصطيادهم هنا كعبيد ‍ ، واقتيدوا عبر المحيط . وماذا حدث ؟ أصبح هؤلاء العبيد الذين عادوا أسياداً في ليبريا‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍، وأسسوا الاقطاع السياسي الجديد ،  وموهوا بطريقة معينة المواطنة السوداء التي انحدروا منها . هذه السلطة للطبقة السوداء المعروفة ب(دولة السلب لمئة عائلة) واستمرت لمدة مئة عام ، وانتهت تقريباً بثورة ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

 

 

 

ثالثة الأثافي ، واللعبة الثالثة ، والتي كان مسرحها ، الوطن السوري . لها اسم واحد : اعلان دمشق .

يوم خرج اعلان دمشق للنور فاجأ الجميع بالزخم الذي خرج به ، والغير متوقع، بوجود أمن قوي ، يراقب نقطة المطر قبل أن تهبط من السماء .

أذكر مرة أثناء التحقيق معي ، في أحد الفروع الأمنية ، حول اعلان سوريا . يومها شرحت للممحقق عن ايجابياته مقابل سلبيات اعلان دمشق ، وفاجأني قوله : يعني لا يوجد شيء ايجابي في اعلان دمشق؟ صمتت، ولم أجبه. وفجأة غير الحديث ، وشعرت ، كأنه ندم عما قاله ، وسارع وغير الحديث غير منتظر للإجابة . خرجت بعدها ، وأنا أفكر ، وكانت تراودني ، منذ فترة ، فكرة اعلان دمشق ، وكيف ظهر؟ وكيف فرمل كل أشكال المعارضة التي كانت موجودة ، أو التي ظهرت بعد خروجه الى العلن . الأمن السوري ، لاحق الكثير من العلمانيين والليبراليين ، وغض النظر عن جماعة اعلان دمشق ، وتركهم ، يتمددون في الساحة السورية ، وفي بقية المحافظات ، وبشكل مريب جداً . تم القضاء على كل المعارضات السورية في الداخل والخارج ، ووحدهم جماعة اعلان دمشق بقوا في الساحة . وقد يقول قائل: ولكن كيف تم الزج ببعضهم بعد اعلان بيروت -دمشق . والجواب ، هو ، كائن من كان ، وكل من يتورط ، في مثل هذه الاتصالات مع جماعة 14 آذار ، كان سيلقى نفس المصير ، خاصة ، بعد تصريحات سفيه المختارة، وقلة أدبه ، وتطاوله على رموز سوريا .

ولم يطل الوقت ، ولم ينته ، هذا العام ، الا ، وبدأت بوادر المودة ، المكتومة ، تظهر على السطح ، وبأشكال ، عديدة ، منها ما ظهر بشكل علني ، ومنها ما ظهر بشكل مستتر .

 

ينزع المجتمع الشمولي إلى نظام تربية واحد في تربية وتعليم البشر ، لأن هذا يسهل عليهم المناورة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟؟؟‍. سلوك الناس المجندين؟؟؟؟‍‍‍إدارته بسهولة، ، ويمكن التنبؤ به ، ويندمج جيدا في الصيغ المهمة ، ويستطيع ، في اللحظة المناسبة ، أن يرد الجميل ، ويقف سداً حديدياً ، في وجه البقية----؟

 

دمشق

8-12-2007

 

 

د . الياس حلياني - بونجور شام
(116)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي