أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسباب فشل المعارضة العربية السورية ... مروان سليمان


معاهدة الوفاق الأخيرة بين السيد برهان غليون و هيثم المناع هذه المعاهدة أو الإتفاق بمثابة مهلة أخرى من مهل الجامعة العربية التي أعطت للأسد حقنة جديدة نشطة بالإستمرار في القمع الوحشي و إدامة القتل اليومي للشعب السوري الأعزل. أن هيئة التسيق و المجلس الوطني السوري ليس لها تمثيل في المظاهرات الشعبية اليومية إذا لم يلبوا مطاليب الثوار و هيئة التنسيق و المجلس الوطني لا يستطيعون تحريك مظاهرة واحدة في كل سوريا إذا لم يأخذوا مطاليب الثوار بجدية تامة، هم يحاولون أن يخدعوا الناس وتصوير أنفسهم على أنهم هم ممثلي الشعب و لكنهم ينسون ماهو المطلوب منهم، ومن ثم ينتقلون إلى القيادة في مفاوضات مخادعة لا تقوم إلا على أرضية تثبيت النظام والقضاء على الثورة. إن هذه الإتفاقية أو المعاهدة ليست إلا تكملة لمؤامرة الجامعة العربية، وما إتفقوا عليه سراً و أختلفوا عليه علناً يعتبر قاعدة لتثبيت حكم بشار الأسد، فالمظاهرات السلمية مستمرة بلا كلل أو ملل و لكن ممثلي هذه القوى فشلوا حتى الآن في التنسيق في المواقف بين الشقين السياسي و الميداني من جهة و بين قوى المعارضة السياسية أنفسهم من جهة أخرى ، و أسباب هذا الفشل يعود إلى:
1- الصراعات الداخلية بين الفصائل المنضوية داخل المجلس الوطني من جهة، و بين المجلس الوطني السوري و هيئة التنسيق الوطنية من جهة أخرى.
2- هيمنة التوجه الإسلامي على مواقف المجلس الوطني السوري ، و فرض قراراته و مواقفه على المجلس و هذا ما يؤدي إلى التعامل بحذر مع هذا المجلس الذي وضع برهان غليون المتقلب في المواقف واجهة له في سبيل تمرير الغايات و الأهداف و كسب الرأي العالمي بعلمانية المجلس على الأقل في مظهره الخارجي.
3- العديد من أعضاء المجلس المقيمين في الخارج لا يمثلون المحتجين في الداخل، و ليس لهم أي وزن سياسي أو جماهيري يذكر على الساحتين السياسية و الميدانية.
4- إختراق المعارضة من قبل عصابات و شبيحة الأسد التي تبث الفرقة و الكراهية و البغضاء بين صفوف المعارضة، و إختراقها من قبل أشخاص ما يعرفون أنفسهم بمعارضة الداخل، لأنهم أساساً يعملون بأجندة النظام و إطالة عمره قدر الإمكان حتى يحصلوا على مكاسب من أسيادهم المافيات الأسدية.
5- المعارضة بهذه العقلية الجوفاء و الإقصائية لا تستطيع مواجهة النظام المستبد، و لن تستطيع أن تحقق أهدافها لأن من أولوياتها التفكير في مصالحها الخاصة و منافعها الشخصية و عيونها تحدق في إتجاه واحد هو إستلام مقاليد الحكم و التمتع بالسلطة و المال و الجاه و النفوذ.
6- عدم و جود رؤية واضحة المعالم لإنقاذ الشعب السوري من عمليات القتل و سفك الدماء و إغتصاب الأعراض و هتك الحرمات.
7- المعارضة التي ترفض التدخل الخارجي و لا تستطيع حماية الشعب من الإجرام المافيوي لبيت الأسد هي معارضة لا تصل إلى حد إحترامها من قبل أطياف الشعب السوري، و تبقى ضعيفة و غير معترف بها في المحافل الدولية سواء كانت الدول الغربية أو العربية و هذا يعزز ثقة العصابة الحاكمة بنفسها أكثر و التشجيع على قتل أكبر عدد ممكن من المتظاهرين العزل.
8- إتباع سياسة الإقصاء و التهميش بحق الشعب الكردي الذي قدم التضحيات منذ تشكيل الدولة السورية و حتى الآن و تعرض للمظالم و القوانين الإستثنائية و حرم من ثقافته كشعب يعيش على أرضه التاريخية ، يريده الحكام الجدد أن يحرموه ثانية من حقوقه و ما تهميش المكون الكردي إلا دلالة على شوفينية و عنصرية الذين يلهثون وراء السلطة ، فالشعب الكردي المتمثل بالمجلس الوطني الكردي حدد خياراته إلى جانب الثورة من أجل بناء دولة ديمقراطية مدنية تتسع للجميع و تعترف بحقوق الآخرين قوميات و شعوب و ليس من أجل تغيير بأسوأ.
9- المعارضة بهذه الوثيقة و المعاهدة تقوض الآمال بإنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين، و يمنع عن الجيش الحر الملجأ الآمن، و يحد من عمليات الإنشقاق في الجيش،و حماية أرواح المدنيين و يحطم معنويات المتظاهرين المتأملين في إسقاط النظام الدموي.
الاتفاقية بين المجلس الوطني و هيئة التنسيق الذي يقر بعدم تدويل قضية الشعب السوري الذي يتعرض للابادة و القتل على أيدي عصابات الإجرام في دمشق و أمنه و شبيحته, اي ان هذا الاتفاق يعطي تطمينات للنظام المجرم بحرية القتل و الاجرام, إن الموقعين على هذا الاتفاق يعرفون جيدا بان لا شيء يستطيع ان يردع النظام القاتل غير القوة فالشعب السوري يقاوم الدبابات بصدوره العارية و لا يملك القوة لوقف عمليات الإبادة الجماعية و المجازر الوحشية, فالنظام لا يخاف من الشعب الأعزل لوجود القوة الامنية و الشبيحة بالإضافة إلى ميليشيات الأسد المسلحة و المتمثلة بالجيش( السوري) و شرائه للنفوس و وجود الانتهازين الذين ينهبون مقدرات العباد و تجار الحروب , و لا يستطيع أحد من دول المنطقة أن يردع العصابة الأسدية عن قتل السوريين التي أصبحت يومية على شكل مجازر متنقلة بين مدينة و أخرى.
إن العصابة الحاكمة المغرورة و المتعاونين معهم و حثالته ،هم الذين يشكلون أكبرخطر على الوطن ، و هم من يصعدون المواجهة مع دول العالم و منظماته في سبيل تفادي نهايته كما يظن.

01.01.2012

(99)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي