أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الاعتداء على فرهاد احمي في برلين:: سعار أسدي يتجاوز سوريا... الياس س. الياس

سعار أسدي يتجاوز سوريا.. الاعتداء على فرهاد أحمي في برلين

الياس س الياس

مجموعة من الأخبار تدل على أن سعارا ما بات ينتقل إلى جهات الأرض مع تضاؤل فرص قبول الشعب السوري الثائر لحكم آل الأسد..

في الجولان المحتل، المفترض تحريره وإعادته لشعبه المنكل به في داخل سوريا وهم يسمون "النازحون"، يجيد المؤيدون لبشار الأسد توزيع "بكرطوف" على المستوطنين اليهود بينما يتلقى عماشة وكل ناشط سوري بالضرورة مؤيد لثورة شعبه سيلا من الشتائم والاعتداءات.. أمر محير لمن يرقب مشهدا مخزيا ..

في الخبر الألماني يتم الاعتداء على عضو مجلس بلدي برليني ( فرهاد أحمي) بعد أن يطرق رجلان يرتديان ملابس الشرطة الألمانية ( طبعا ليست سوى مزيفة) باب شقته في الساعة الثانية فجرا.. الشاب الثلاثيني يشارك في العاصمة الألمانية بعديد النشاطات التي تعبر عن التضامن مع الثورة السورية ..

في لبنان ثمة خطف وقتل وتعذيب لمن يحالفه الحظ .. بلد الحريات صار فيه الناشط واللاجئ السوري من تلكلخ والقصير وحمص مجرد مطلوب كلما لعب السيد بلحيته ..

في دول الخليج المتنفذون من أصحاب النظرة الاستعلائية على "العربان" يشدون ظهورهم بالمرشد فيجد السوري نفسه مهددا في إقامته في دولة الإمارات .. بل حتى أنه وفي الرياض التي تلقت وببرود تهديدات خرقاء من شخص يظهره تلفزيون الدنيا تحت اسم رفيق موسوي بتحويل موسم الحج إلى بحر من الدماء، تحولت السفارة السورية إلى وكر للتجسس على هؤلاء الذين تركوا سوريا مجبرين أو للعمل بعيدا عن جنة الأسد .. بلطجة وتشبيح بعثي يلحق بهم بحماية "دبلوماسية"

في مصر يتم اختطاف زوجة ثائر الناشف فتتحول إلى قضية رأي عام، وتقوم السفارة هناك بدور لا يقل وصفا عن دور سحب الناس إلى حرمها والاعتداء على من يشارك برفع صوته ضد الأسد ..

في عمان جرى الأمر نفسه سفارة لا تجد حرجا في أن تتابع بطريقة أسدية بامتياز محاولات اسكات واخراس الاصوات بقبضات اليد أحيانا وبالعصي والهروات والتهديد والبلطجة .. وبمعية أصحاب المواقف "القومجية" المسيئة للفكر القومي العربي أساسا يتم الإستعانة بأردنيين أقحاح ليتهموا النساء والأطفال السوريين بالعمالة للإمبريالية والصهيونية .. وبهجت سليمان يفرك يديه فرحا كان كلما جاءته إشارة الالتقاء بممثلي أجهزة ذات الإمبريالية والصهيونية ..

في بلاد العم سام، التي يصادف أن يكون معظم مسؤولي الدولة في سوريا يحملون غرين كارد فيها أو جنسيات وولادات أطفال وأحفاد في مشافيها وطبابة تستحقر المشافي الوطنية ورواتب تقاعدية لرئيس أركان سابق وصل الأمر إلى حد التجسس على أميركيين عربا وسوريين وتهديدهم بعائلاتهم كرهائن في سوريا .. الأمر ذاته وبتفاصيل مذهلة تحدث في كندا ..

في دول الإتحاد الأوروبي الأخرى، من اليونان جنوبا حتى النرويج شمالا قصصا وويلات التخويف والتشبيح التي تطل برأسها ويا للمصيبة في ستوكهولم مثلا عبر مقدمي طلبات لجوء ضد نظام الأسد وأجهزته الأمنية يرتدي هؤلاء ملابسهم الحقيقية ويظهرون حقيقة أكاذيبهم عن أسباب لجوءهم في حملة تجسس على مواطنين سوريين وكتابة تقارير بالناشطين وتهديد عوائلهم في سوريا ..

مفتي سوريا الذي حول كل سوري وسورية إلى مشتبه به/بها حين أطلق تهديده الشهير عن الانتحاريين الجاهزين دفاعا عن الاسد في بلاد الغرب نفسه لم يأبه بابتسامة صفراء أن يعيدنا إلى رواية سمجة عن "القاعدة" واستهدافها لمبنى استخباراتي في دمشق يصادف أن جثث تفحمت في السيارات ولكن ليس حزام الأمان.. يكرر صباحا ومساءا التمجيد " بالملائكة الفاردة أجنحتها" على سوريا من أمثال الزعران والشبيحة من أمثال رفيق لطف وزوجته جمانة بالتجسس على السوريين واحتفاء قناة الدنيا بهما ككاشفين لمستور المؤامرة على سوريا ..
ما يجري في الحقيقة ليس سعارا اسديا داخل سوريا فحسب بل يمتد ليطال كل أماكن تواجد السوريين وبمباركة الأسد نفسه لقراصنة يسميهم "جيش سوريا الإلكتروني" .. تلك المباركة التي يطلقها فرع المعلومات والتجسس على هواتف المغتربين الذين لا يسألون عن أهاليهم بقدر السؤال عن الطقس .. أحيانا كثيرة، وكما يروي لي سوريين بمرارة أنهم يتصلون بأهلهم فيرد عليهم مراقب الخط قبل أن يجيبهم أهلهم.. 

هذا السعار الذي يطال هؤلاء من أتباع "الأسد أو لا أحد" صار حالة تراكمية ستحمل سوريا إلى عصر الثمانينات حين كان الموز يهرب من لبنان عبر ذات الشبيحة كما كانت تهرب أجهزة التلفزيون والثلاجات ..

سعار يعبر في أحد أوجهه عن أن السوريين استطاعوا وخلال توديعهم للعام 2011 أن يحولوا كلاب الحراسة
إلى حالة إنتصار على الجلاد الذي حين يتصرف بهذا الشكل فكأنه مؤشر على إفلاس وهزيمة مدوية بدءا من الشعار المنهار في الجولان الذي يطارد فيه شبيحة النظام سوريين تحت الاحتلال بينما يرددون على جنود الاحتلال : 
ערב טוב= عرف طوف!

هل عرفتم ما يمكن أن يفعله السعار الاسدي في نهاية 2011؟
العتب ليس مرفوعا عن دول عربية كثيرة تطبطب باسم "الخوف " المهزوم في سوريا وباسم "الممانعة" المفضوحة فيما تقدم الصمت على بذاءات سفير النظام في الجامعة العربية.. ولكأن السوري مطلوب أن تكون صورته هي صورة يوسف الأحمد .. وهي في زمن ثورته ليست ولن تكون كذلك!

الموساد وجيش الاحتلال كمثل أعلى...؟ 

لست أجزم، بل أطلب من المشاهد لعمليات "حماة الديار" أن يدقق قليلا في الطرق والأساليب التي يتبعها لقمع الشعب السوري .. الفلسطينيين، أصحاب الخبرة في الداخل مع ممارسات جيش الاحتلال ينظرون بدهشة وصدمة لانتقال تجارب الجيش الإسرائيلي إلى الجيش الأسدي .. التلذذ بأخذ الصور للضحية وهو مهان .. الكتابة بالعبرية على جدران المنازل والمساجد .. تطميش العيون واقتحام وترويع بالدبابات كما حدث في اجتياح الضفة ومحاصرة ياسر عرفات ..
لكن مهلا، هل حقا كان جيش الاحتلال يمارس كل هذه الممارسات التي نراها اليوم في سوريا؟ الأساليب ربما تكون متقاربة: عند جيش الاحتلال لقمع الثورة الشعبية الفلسطينية وجعله يرحل عن أرضه شيء .. وقيام جيش وطني وأجهزة استبداد بقتل شعبها شيء آخر .. لم نرى استهداف واحتلال جيش الاحتلال الصهيوني بالدبابات لأماكن سكن اليهود ولم نرى كل هذا الاذلال بحق اليهود.. هذا ليس دفاعا عن الصهاينة بل مقاربة لصورة مشينة تصدر من دولة تدعي أنها تقوم بكل ما تقوم به بحجة "المؤامرة" الصهيونية عليها.. في ساحة العاصي والساعة الجديدة في حماة وحمص ما يشي أن شيئا صهيونيا قد تم استجلابه واستحضاره .. وستكشف الأيام ما أدعيه..

الموساد الذي لاحق الفلسطينيين اينما كانوا والتهديد بالعوئل هو ذات لأسلوب السوري، بل تجاوزه السوري بسعار لا يسأل بعقلانية عما يمكن أن يولده ذلك من تراكمات وتحولات مستقبلية ..
حتى في مجال "المناورات السياسية" تبدو البصمة الصهيونية حاضرة وبتفوق في التعامل مع السوريين والعرب، فقط افحصوا المبادرة العربية وبروتوكولها لتكتشفوا أية محاولات إغراق سوري شبيه بالصهيوني يقوم به نظام "الممانعة"! 
أليست المبادرة العربية هي على الشكل التالي:
سحب المظاهر المسلحة والدبابات .. إطلاق سراح المعتقلين .. وقف القتل .. ودخول وسائل الإعلام؟
كيف تحولت القصة إلى مراقبين يسألون عن ورقة وقلم ليسجلوا ملاحظات السكان في بابا عمرو وتحت قصف الدبابات وكيف صار للدابي أن يقول: الوضع مطمئن وهو يتمختر بدون أن يتواضع ليستمع قصص الضحايا؟

السعار الأسدي ومع كل ما نشعر به من خجل وعار تطور إلى حد الاستعانة في برلين وباريس ولندن بمناصري حزب الله وأحمد جبريل للاعتداء على سوريين يعبرون عن رأيهم بدعم مطالب شعبهم برحيل هذه المافيا الحاكمة بطرق فاقت الفاشية في تصرفاتها... إنهم يهددون بالفتنة والحرب الطائفية والأهلية .. ولكأن ما يجري في دير الزور والبوكمال وريف دمشق من رنكوس وحرستا والحجر الأسود ودوما ليس من الطائفية التي يبثها النظام بشيء .. إن هذه الفزاعة عن الأقليات والأكثرية باتت لعبة سمجة تستدعي أن يقال للسعار الأسدي : كفوا عن التهريج ومحاولة الإبقاء على الأسد بتكلفة لن تكون سوريا على ما هي عليه إذا استمر العرب وغير العرب يلاعبون الأسد بهذه الطريقة الفضيحة للإنسانية.. فالشعب السوري، على الأقل من اكتوى بنار ملاحقة وقتل أحبته لن يحكم عقله إذا استمر استيراد الطائفية كلون من ألوان التكالب والتحالف لإطفاء واهم لثورة ولدت بالفطرة مع فطرة اساسية عن الكرامة والحرية! 

(98)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي