كانت كل الهموم تتركز على الأحشاء الفارغة الخاوية والتي
تنسي العبد ساعات النهار والليل من خلال الكدح , والأجساد العارية التي تبحث عن
مخلفات الألبسة في مكب نفايات أوربا وتركيا وشرق اّسيا , والتقبيل لأيادي شياطين
السمسرة من أجل الوصول لاستمارة عمل أو وظيفة ولو في سلك البلدية , هذا غيض من فيض
, مورس على العبد المتمترس بين كتب التاريخ المجلجل من الصين إلى إسبانيا ,
وحكاياتٍ وقصص عن البطولة والأبطال والعناترة والقادة الأشاوس وانتصاراتهم
........( من منا يعرف أسماء العبيد الذين شكلوا جيش صقر قريش ؟ أو هؤلاء العبيد
الذين ماتوا قبل أن يصلوا سور الصين العظيم ؟وكم من أمهاتٍ لهؤلاء العبيد ماتوا
قبل رؤية أبنائهم ؟.وكم ...وكم ؟
) .
هو الفرد ....المهيمن الجبارالقادر ..هو السيد الأسطوري
المالك المتحكم برقاب العبيد , والذي لا تنجب البطون حتى شبيهاً لجلاله.
يا سيدي ...مولاي لك الطاعة والمغفرة وأنا العبد
الضعيف بين نعليك أسجد وأتوسل إليك وأتمنى من دعوتي إليك أن تدرك مدى خضوعي وطاعتي
أنت السيد وأنا العبد : أدعوك للتالي :
1ـحرق وتدمير
ـ كل الكتب والدفاتر والأقلام .
ـ كل مراكز العلم من مدارس وجامعات ودور ثقافة .
ـ كل وسائل النقل والبريد والمواصلات والاتصالات ولا
تنسى الحَمام الزاجل ( ربما يشكل صلة بين العبيد )
ـ كل المعامل والمصانع والورش الحرفية واستبدال
البنطال والتنورة بالشروال والكلابية ونزع حتى سكاكين المطابخ والأحذية ونظارات
العيون وربطات العنق
.
ـ كل أجهزة التلفاز والراديو والموبايلات والكاميرات
والصحون اللاقطة والصحف والمجلات .
ـ قص ألسنة العبيد رجالاً ونساءً أطفالاً وعُجز ولا
تنسى سحق الشباب وخصي الرجال .
كل محطات الكهرباء والمياه وتكثر لنا من المزابل
لصنع أقراص (الجلة ) . وأكثر من :
القات ...خردل ...حشيش ....أفيون.....شيشة .. ولا
تنسانا من إبر المورفين وتكثر من الحمير والبغال والبعير وتستورد لنا الكثير من
البقر والعجول لاستمرار حياتنا ولا تأتينا بالثيران قد تعلمنا النطح واجعلنا جميعاً
نسكن في حظائر محكمة الإغلاق , نصادق موتانا ونرافقهم ونؤنسهم .
ولا تنسى أن تفقدنا إنسانيتنا وكرامتنا وكل المشاعر
التي يمكنها أن تسيء لمقامك .
هي دعوتي إليك أنا العبد في بلاطك , لا تدع عقلي
يفكر أو أن أشعر بوجودي أو أن أحلم وأتمنى , أو أن توقظني الرياح
أوأشم رائحة لحم محمد البوعزيزي .
واخيراً إقطع ذكورتي لربما أنجب جيلاً يتعلم معنى
الحرية .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية