خبر ... انتهى الخبر.
بمجرد ان انتهيت من قراءة آخر كلمة من هذا الخبر ولا أدري لماذا لمعت في ذاكرتي قصة قديمة جداً تعود الى الثمانينيات من القرن الماضي عندما كنت على رأس عملي موظفاً في وزارة الثقافة في دمشق وموفداً الى حمص بشكل مؤقت لانجاز بعض أشغال الوزارة هناك.
وصلني فاكس من " الشام " بتكشيل لجنة برئاستي لمراقبة التزام اصحاب دور السينما في حمص بعرض الافلام المستوردة حصراً عن طريق المؤسسة العامة للسينما و تحرير ضبط ومخالفة دور السينما التي تعرض أفلام مهربة من طرابلس.
في اليوم التالي لاستلامي الفاكس ذهبت راجلاً مع عضو آخر في لجنة المراقبة الى احدى دور السينما التي كانت مشهورة بتخصصها بعرض أحدث الأفلام الأجنبية و الأكشن.
اشترينا بطاقتي دخول وولجنا الى الصالة يقودنا الـ "بلاسور" وهو عامل في الصالة يحمل مصباح يد على البطارية ودلنا على مقاعدنا. لم نجد داعياً للجلوس فبينما كانت الملصقات الملونة على باب الصالة تعلن عن عرض فيلم "عمر المختار" كان على الشاشة مشهد لفيلم على الاغلب شرق آسيوي عبارة عن شاب وفتاة شبه عراة يتبادلان القبل بشكل ناري و تصدر عنهما أصوات الشخير و النخير.
خرجنا من الصالة على عجل وذهبنا الى الشرطة لاصطحاب عنصر أو أكثر و العودة الى الصالة لتحرير الضبط اللازم بالمخالفة الصريحة. في المخفر استقبلنا بحفاوة وطلب منا احتساء فنجان من القهوة ريثما تتوفر السيارة اللازمة. اتضح بعد قليل انه لا أمل من العثور على سيارة و " معليش استاذ روحوا مشي "، فتدرجنا سيراً عائدين الى الصالة حيث سمح لنا مراقب الباب بالدخول بدون بطاقات وفي الصالة صعقت عندما شاهدت على الشاشة البطل عمر المختار يؤدي صلاة الفجر مع نفر من الثوار الليبيين مكثنا في الصالة بضع دقائق و تأكدنا أن الفيلم المعروض هو فعلاً عمر المختار !!
غادرنا الصالة وعدنا الى قسم الشرطة وأنا" مسلوق بدني" من الـ " قفشة" و عندما اختصر الشرطي الذي رافقنا لمعلمه ما حدث التفت رئيس المخفر الي وقال: شو هاد يا استاذ جاي من الشام تضيـّع لنا وقتنا!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية