أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشار يحب سوريا؟... الياس س الياس

ما من شك أيها السوري أن بشار يحب سوريا، كما يحب أحدكم التهام قطعة أخرى من الحلوى الشهية الطعم ..
بشار الأسد مثله مثل أي ديكتاتور ومستبد، وإن تجاوز هو مرحلة ما فوق الفاشية، لم يرى في وطنكم سوى تلك القطعة الأخرى الشهية بعد لذة توريثه بلدكم وما عليه وما تحته.
حبه لسوريا ليس كحب طفل لقنه المدرس الوطني درسا في معاني الوطن والحرية، قبل أن يمزق الأستاذ صورة بشار، ولا هو كمواطن بسيط حمل ولده يبكيه لأن رجال بشار تركوه ينزف حتى الموت، فمعتز الشعار شاب كان يراه أبيه امتدادا لنسل طيب وبسيط يقطعه شبيح منقطع الأصل والفصل .. وهو ليس حب مشابه لحب الناس لكرامتها وبلدها حين كانت تسأل سرا عن معنى الرد في الوقت والزمان المناسبين .. وليس كالواقف في طابور الخبز والغاز والمازوت، والمستنشق لملوثات نفايات نظام فاشل ولناظر بحسرة إلى تصحر أرضه بينما ينعم رجال الرئيس بنوع خاص من الحب .. إنه ليس الحب الذي يشبه "الموت ولا المذلة" ولا " ياحمص حنا معاكي للموت" .. وأبدا ليس كحب "اخوة بطة" لبلدهم ..
لبشار وطغمته في سوريا رؤية يصعب أن تروها وتلمسوها لكثرة المسرحيات الهزلية التي أحاطت بكم ولما فعلته الدراما والكوميديا في يومياتكم فشغلتكم بتنفيس ولهث وراء رغيف خبز وطبابة وهندام مدرسي يصادف أن يكون محظيا صاحب فكرته..
أيها السوريون، زرت بلدكم ذات مرة ورأيت فيه وبعاصمته مدى طيبة شعبه ورضاه بأقل القليل.. الممتزج بكرامة تشبه كرامة ما جرى ذات يوم شباطي في الحريقة وسط عاصمتكم.. لكن حب بشار ليس كحب أب لتلميذ متفوق لم تصل قريته البنية التحتية ولا شوارع مسلفتة .. وحبه ليس كحب العمال المصطفين في الصباحات الباردة عند باب الجابي وغيرها من المناطق .. وربما يشبه حب سائح جاء يبحث عن ملذات "دولة البعث والأسد" في المرجة، وليست مرجة الشام " والمرجة لينا"، أو فيما يسيره رجالات بشار وحكمه من ليال الذل والعار في تجارة الرقيق لنسوة فقدن كرامتهن دون أن يسمح لصوت أن يصرخ عن عار الرق في قرن أبشع من سنوات كونتا كونتي أو قرى نائية في بلاد الهند..
ولكي تتضح مقادير محبة الأسد لبلادكم، ومعه جيش من الخدم والكلاب المطيعة،عليكم أن تسألوا أنفسكم:
لماذا لبشار حسابات بنكية حول العالم، وليس في وطنكم؟ أما السؤال عن: من أين له ولرامي كل هذه النقود فهو سؤال ثوري غير مسموح به الآن ..
لماذا معظم زوجات الرفاق يلدن في مشافي الغرب الامبريالي؟
لماذا الرفاق حين يصابون بالزائدة الدودية يحجز لهم جناح خاص في مشافي ذات الغرب الإمبريالي؟
لماذا يصادف أن يكون لرئيس أركان الجيش العقائدي راتب تقاعدي في أميركا المتآمرة وولده يحمل جنسيتها؟
لماذا يصادف أن تكونوا أنتم محل شبهة كمغتربين معترين ولا تكون ابنة بثينة أو ابن أي من خدم بشار؟
لماذا مطلوب منكم أنتم يا أبناء سوريا أن تظهروا وطنيتكم بخارطة طريق يحددها "سيد الوطن" بالهتاف السمج فداءا له ولإبنه ذا الأعوام القليلة بالأرواح والدماء؟ ولماذا دائما الدماء هي التي تعبر توقيعا لاسترحام وعفو وتصويت مضحك ومخجل؟
أيها السوريون بشار يحب سوريا بشكل جنوني من حوران جنوبا إلى إدلب شمالا ومن بانياس غربا إلى الدير والبوكمال وتدمر حمص وسطا وشرقا .. لأنه ببساطة شديدة يراكم فيها عبارة عن منافسين له ولكلابه على وطن يتخيله هو وليس الوطن الذي تغنت به حنجرة قاشوش المقتلعة ولا " جنة جنة يا وطن يا حبيب" لعبد الباسط المقتول أخيه وعمه والمطلوب جز حنجرته أيضا ..
أيها السوريون ومنكم المتفرجون على طقوس ذبح الوطن، بشار لا يرى فيكم سوى عبيدا جرى تحضيرها على طريقة روما.. كان ممنوعا أن وصار مسموحا بالتضحية والشجاعة أن تسألوا : لماذا نحب سوريا أن تكون وطنا لنا؟ وطن يجمع من فرقته عقود الموت الصامت والمخفي في مقابر تدمر وصحراء وبادية تئن حتى حميرها من قتل بدم بارد ..
فهل يحب بشار سوريا التي تحبون؟ 

(110)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي