كتاب ( المعرفة البهيجة ) ، المؤلف فردريك نيتشه :
فتاة كانت في الحمام ، وكانت أمها تقول لها : ( ن الله يرى كل شيء ، إن الله يراك ) . فأجابت الفتاة (( لكن هذا قلة في الأدب ) . أجل ، -----بأي حق ينظر الله إلي وأنا في الحمام .جان بول سارتر ، يروي خبرة عاشها في أيام مراهقته :(( الله رآني ، شعرت بنظرته في داخل رأسي ويدي . رأيته وهو مُرعب وأنا طريدة روحية . لكن استيائي أنقذني : غضبت وثرت على هذا الفضول الفظ . وتمتمت مجدفاً مثل جدي : (( ملعون اسم الله ! لن يرى وجهي أبداً )) .المعرفة البهيجة :نيتشه يتكلم عن يهوذا الذي نظر اليه الرب مرتين :- في ليلة العشاء السري ، حين ناوله اللقمة ، نظر اليه نظرة ثاقبة وقال : (( إفعل بسرعة ما أنت فاعله )).- ثم حين دخل يهوذا الى بستان جتسماني ليُسلمه ، نظر اليه يسوع مرة أخرى وقال : (( يا صاحبي ، أبقُبلة تسلم ابن البشر ؟))يرى نيتشه أن نظرة يسوع هذه هي السبب الذي جعل يهوذا يُسلمه . فبقتله كان يريد أن يلغي النظرة التي لا تطاق .وفي تعليق على أقوال نيتشه يقول اللاهوتي لا كروا :(( وصل زرادشت في أثناء رحلاته ، إلى وادي الموت الحزين ، وادي الأفاعي ، حيث تعرف الى أقبح إنسان وهو يهوذا . وأخبره هذا عن سبب ارتكاب جريمته )) .-- (( كان على المسيح أن يموت ، لأنه كان يرى بعينيه كل شيء، كان يرى عمق أعماق الانسان : كل ما هو مخجل فيه وكل القبح المتخفي . إن رحمته بدون عفاف . كان يدخل في الأركان الأكثر قبحاً ونجاسة . هذا الفضولي ، هذا المهووس في الرحمة ، كان لا يكف عن النظر الي . فأردت أن أنتقم من هذا الشاهد أو أموت . فالإله الذي يرى كل شيء، حتى الانسان ، يجب أن يموت . والإنسان لا يحتمل بتاتاً أن يبقى شاهد مثل هذا على قيد الحياة )) .بين الحاد سارتر ونيتشه ، وتسليم يهوذا ليسوع ومن ثم انتحاره ، كان هناك عين تراقب .القامشلي11-10-2007
بونجور شام
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية