أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ألف كلمة بردان .. ولا توقيع على برتوكول إذعان... الأثاربي

انفردت في مجلسي ، والتحفت ببردة لتخفف عني برد ليلتي جلست أمام التلفاز متابعاً .. مستغرقاً في مشاهدة اللقاء الصحفي الذي عقده وزير الخارجية والمغتربين أمام مجموعة من الصحفيين المنتقين ، وهو يفند المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية بقوله : " يجب أن تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى ، وتتعهد بألا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها"ـ ،  يعني بالعربي .. لشو هل الاندساس وحشر الأنف يا جامعة الدول العبرية على قول منحبكجيتنا .. ، الشعب شعبنا ونحن أحرار فيه " ـ ، وإن مشروع البروتوكول الذي قدمته اللجنة الوزارية العربية فيه مساس بسيادتنا الوطنية ، وهو برتوكول إذعان ،وأن المستهدف من تلك العقوبات هو الشعب السوري ،ويستغرب سيادته .. ما قيمة الجامعة العربية إذا لم تكن سورية جالسة في صدرها ؟؟؟. وليعلم العالم أن سورية لا توجه إليها إنذارات أو عقوبات ، وأخيراً زادوا الطين بله بفرض عقوبات جديدة على شخصيات مسؤولة ومهمة ، " يعني على أساس الجماعة فضلن علينا كبير، ولازم نضرب بسيفهم لأننا كسرنا أرغفة خبزهم " ولا يعلمون أننا بحاستنا السادسة والسابعة والثامنة نعلم أنهم يختبئون خلفنا بوقاحة سافرة ، وقلة حياء منقطعة النظير ، ويريدون أن يظهروا للعالم أن الشعب هو الضحية بحياكة المؤامرة الكونية عليه ، وأن القيادة السياسية همها الوحيد هو حماية وحفظ وعيش وكرامة المواطن ، وهذا الأخير لا يؤمن على حياته بتعدد آلة الموت لأنه من ملك اليمين ولا يحق له سوى السمع والطاعة .
فمن جراحنا يستمدون نسغ حياتهم ، و العالم كله يشهد كيف يحاصر هذا الشعب البائس الصابر المقاوم ويقطع عنه متطلبات الحياة وإن توفرت فلهيب أسعارها أقوى من لهيب الأحداث في المدن المكلومة ، وقد طبق الأمن هذا العقاب الجماعي على كل مدينة وقرية انتفضت وتمردت ضد النظام فحاصروها ، بالتعاون مع البرجوازية السياسية المأجورة ، وقاموا فيها بعمليات إجرامية يندى لها جبين الإنسانية بعيداً عن أعين العالم المتعامية ، وإن من أحد قال كلمة حق سرعان ما الأشاوس ينهالون عليه بكل أشكال وأنواع التشبيح .
إن الأبطال الأحرار وضعوا نفسهم في خدمة الحقيقة ، وعلى حساب حياتهم قاموا بتصوير المشاهد الحية التقطوها بعدسات هواتفهم المحمولة ، لتكن شاهداً على ما ارتكبته أيدهم من مجازر وحشية في هذه الحقبة التاريخية ،ولتكشف زيف هذا النظام الفاجر بحق شعبه ،وليرى العالم كيف بقتلنا يتلذذون ، وكالحرباء يتلونون ، ويتملصون ، ويكذبون في المحافل الدولية كلما حشروا في مواقفهم بلا حياء ، وذلك من اجل البقاء فوق الكرسي ، وهم يسومون طلاب الحرية سوء العذاب ، من هتك للأعراض ، و قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، و من الهاتك والقاتل ؟ هم من بني جلدتنا ، ولحساب من ؟ لحساب المنتفعين المتمترسين فوق كراسيهم ، وهم أقزام أمام أسيادهم في أعتابهم يسجدون ، وعلى آلامنا يضحكون ، وعلى جثث شهدائنا يرقصون.
اقتحمت عليّ أم الأولاد خلوتي ، وكأن سرية المداهمة أصبحت في غرفتي ، انتفضت واقفا وإليها سائلاً خيراً .. خيراً إن شاء الله يا بنت الحلال ،قالت : " والله ولا على بالك يا رجال .. شوف الأولاد شلون حالن ، البرد أكل أطرافن ، وأنت معتكف بتسمع لكذبون " اعترضت على كلامها ، وحمرت عيني أمامها ، وقلت لها : ألم تسمعي لقول السيد الوزير عن العقوبات التي فرضتها جامعة العربان على هذا الشعب الفقير الغلبان ؟؟، ها هو سيادته يبين النية المبيتة للتصعيد والتدويل ضد سورية ، فانتبهي لكلامك الله يرضى عليك إن الذي أسمع له هو مسؤول كبير ومن العيار الثقيل "وكل مين بيحكي على قدو "، ما شاء الله عليه لقد كشف خيوط المؤامرة ونسل خيوطها خيط خيط ،ومقطع مقطع ، وفضح الإعلام المضلل بعرضه مشاهد لمن قام بالقتل وحمل السلاح ، وإن لم تصدقي ما يقول أتهمك بعدم تحمل المسؤولية الوطنية ،وإضعاف الشعور القومي ، وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية على أكتاف المادة 285 و نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة والمساس بهيبة الدولة حسب المادة286ووووو.
قالت : أنا ليس لي في السياسة بشيء ، أنت رجل ويجب عليك تأمين متطلبات المنزل .. ألم أقل لك لا يوجد غاز ، ولا مازوت ، حتى ولا حطب !!، أنظر إلى الأولاد كيف يتراقصون من شدة البرد ، أفعل شيئاً ، ها هو جارنا البعثي تقف سيارة صهريج المازوت أمام بيته وتضخ له ، ماذا ينقصك أنت ؟؟، قلت في نفسي .. إن قلت لها أنا وأمثالي ممنوع علينا المازوت وغيره لكوننا معارضين للنظام ربما تستطيع زوجة جارنا المنحبكجي أن تستدرجها لتقف على حقيقة موقفي من الثورة .
قلت لها : أتقي الله إنه شبه لك ، إن مهمة الرفاق يا رفيقتي أسمى من ذلك فهم الآن منكبون يخططون للخروج من الأزمة برؤوس مرفوعة ومشرئبة ، لا لتنظيم قوائم يتم من خلالها توزيع المازوت على البيوت ، وهل باعتقادك وصلت المؤامرة الكونية لتفريغ كل شيء من محتواه ؟ حتى وصل البل لذقن وفكر الحزب ، ويريدون إفراغه من أهدافه أيضاً ليصبح دكاناً لتصدير الشعارات ، و ينظم دور وفق قوائم لتوزيع عدة لترات من المازوت.
في الخاتمة .. نحن لا نملك من أمرنا شيئاً عندما يجلس النظام وجوقته وأعوانه وسراقه في قصورهم التي بنوها على حساب الشعب و من قوته ، و ينعمون بالدفء ويتلذذون بالطعام الطيب وكثير منا يتضور جوعا ويتجمد الدم في عروقه من شدة البرد في بيوت تشبه البيوت ، إلا أن نقول : اللهم إنا مغلوبون فانتصر .
فنظروا كيف أنتم تدعون .

(105)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي