أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام السوري و الديمقراطية تباشير الحرية... مروان سليمان

في الحياة يكون الشعب و الحرية توأمان متلازمان، فلا قيمة لشعب يعيش في وطن بلا حرية، و لا قيمة لحرية في وطن بلا شعب.
فالحرية هي عبارة عن إمكانية الفرد على إتخاذ القرار دون ضغط أو إكراه أو تدخل من أحد لتحديد مسار القرار أو إتجاهه. و لكل شعب الحق المطلق في ممارسة حريته داخل بلده، فالحرية كما قيل تاج فوق رؤوس الأحرار لا يدرك قيمتها إلا من ذاق طعم العبودية و من سلبت حريته في الكتابة أو من عاش منفياً بعيداً عن وطنه أو تعرض للظلم من سجن وراء القضبان و تعذيب في السجون و من هو تحت الإحتلال سواء كان إحتلالاً للأرض أو الوطن، مستعمراً كان أو حاكماً مستبداً.
فهل مكتوب للشعب السوري أن يعيش إلى أبد الدهر بلا كرامة و تحت حكم عائلة الأسد و عصابته؟
و هل ممنوع على الشعب السوري من ممارسة حقه في الحياة الكريمة بحرية و مساواة و عدالة؟
هل مكتوب للشعب السوري أن ينهب خيراته من قبل عصابة الأسد؟
إلى متى يبقى الشعب السوري تحت احتلال عصابة أثبتت فشلها على جميع الأصعدة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية؟

إن النظام البعثي الوراثي لا مصداقية له بين حكومات و أنظمة العالم، لأن العصابات التي تحكم سورية مولعة بالكذب و النفاق و الدجل و إنعدام الضمير و الأخلاق و التجرد من المبادئ، و تحكم سوريا و شعبها بالحديد و النار منذ أكثر من أربعين عاماً، و همهم الوحيد هو السرقة و القتل و الإعتقال و سحق حرية المواطن و البطش و التنكيل بالناس و التباهي بالممانعة الكاذبة و الصمود المزيف.
إن نتائج توقيع العصابة التي تحكم سوريا على المبادرة العربية معروفة للقاصي و الداني، و ما دامت عقلية هذه العصابة من العصر البعثي الحجري المتكلس فإن الشعب لن يثق بهذا التوقيع، لأنه مجرد مناورة و مراوغة كاذبة من أجل كسب الوقت و قتل المزيد من المواطنين الأبرياء، كما أن العالم أجمع يئسوا من نفاق النظام الفاسد و الكذاب الذي لا يفي بوعوده التي أصبحت عبارة عن أقوال يطلقها بدون الإلتزام بالترتيبات المنصوص عليها في الإتفاقيات و البروتوكولات المبرمة و منها الإتفاق الأخير بين الجامعة العربية و زعماء العصابة الأسدية، و المبدأ الأساسي لهذه العصابة هو ليس من المهم أن تكون مع الأمن أو الجيش أو الشبيحة و لكن المهم أن تكون من العصابة الأسدية و تقتل المتظاهرين العزل و تمنعهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية التي أقرها الشرائع السماوية و القوانين الدولية.
إن كلمة الحرية التي يتغنى بها الشعب السوري منذ عشرة أشهر حتى أصبحت الأفواه تلفظها علناً و تتظاهر من أجلها الملايين و يقدم في سبيلها الروح و المال و الولد فداء و قرباناً ليست لها علاقة بالخارج أو سلاح المقاومة كما يدعي اللانظام و زبانيته، لأن الحرية المنشودة ليست متنافية مع المقاومة الشريفة و الحقة، و لا هي عبارة عن مجسم مغلف يتم إرسالها من الخارج ليتلقفها الشعب السوري الذي يرزح تحت نير الإستغلال و الإذلال و العبودية و حتى الإحتلال من قبل عصابات لا تعرف الوطنية و القومية إلا بالشعارات الزائفة المكتوبة على الورق، و لذلك فإن من يطلب الحرية لا يجب إبادته و قتله تحت ذرائع واهية بحجة التآمر على نظام المقاومة و الممانعة الورقية.
إن الحاكم المستبد الظالم و الجاهل في سوريا قد نقل حدود الدولة بحيث أصبحت هذه الحدود بين الحاكم و المحكوم، بين الشعب وزعماء العصابة الأسدية، و تم إستبدال مهام الجيش و الأمن بحيث أصبحت محصورة في حماية عرش العصابة و كرسيهم، الذي أصبح اسمه يقارن باسم الوطن و الأكثر من ذلك إن اسم الوطن أختصر في شخص الحاكم، و زادت الهوة بين المواطن المقهور و حكامه الجاثمين على صدره عندما زاد الحاكم في ظلمه و إستبداده، في سرقته و نهبه للوطن و المواطن، حتى بات هذا الحاكم لا يرى في المواطن سوى العبد الذي يجب أن يخدمه طوال حياته، و لذلك تجد المواطن يهرب من وطنه ليجد حريته المفقودة في بلاد الغربة بعيداً عن نسائم وطن يحن إليه و يحبه، و لكن الظلم و الحرمان و لقمة العيش و رياح الموت التي تعصف به لتقذفه إلى بلد غريب أحن من بلده.
بعد كل ذلك لا تزال هذه العصابة المجرمة تتشدق بالتغيير و الإصلاح و الديمقراطية المزيفة، ديمقراطية القتل و دك المنازل و المساجد، ديمقراطية فقئ العيون و التشريد و قطع الحناجر و أصابع الفنانين و قتل الأطفال و الشيوخ.

إن هذا النظام الذي ورث الإجرام و أفسد الحياة السياسية و قمع الحريات و مارس التمييز الطائفي و الفساد الإقتصادي و قتل المواطنين العزل المطالبين بالحرية و عذب آلاف الأشخاص و اعتقل عشرات الألوف بعد كل هذا السوء ماذا ينتظر الشعب السوري أسوأ من ذلك، كل الشعب ينتظر اسقاطه حتى الصامتين و المؤيدين تحت التهديد و لن يبكيه أحد إلا كل لص و مرتشي و منافق اعتاد على التكسب اللاأخلاقي ، و خاصة بعد أن أصبح زعيم العصابة منبوذأ عربياً و مطروداً عالمياً و تحول إلى مجرم سفاح و طائفي مغرور.
.

(108)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي