هــــــيَ إذاً
-1-
تهدهد قصيدتي،
بكفَّّّّّّّين من ريحٍ،
ترسلها لتجدِّّّّّل عشبَ الرؤى،
تهزُّّأغصاني بريح ذراعيها.
إنَّ يديها ... تلثغ رذاذي،
ليلدغَ النخيل.
وكلما.. بان في ثغرها لؤلؤ الشعر
تتأخر في مغيبها شمس الأصيل.
وكلما نام في حقلها بيدر العمر،
ترتدي تضاريسي طقس الفصول.
-2-
هيَ إذاً... مطرٌ يرفُّ على مُهْرِ الأرض
تُسكرُالأرض من شهد شفتيها.
ومن تكِّور نهديها،
ينبع أفقٌ يُصيِّر الجسدَ أرضاً،
والذراعين نهرين،
والأصابع روافدَ لهما.
هيَ إذاً ...عرشٌ يتَّسع قبَّرة القلب المعتَّق،
وخزامى تتِّوج أناملها .
عرشٌ يتعلق به من أوغل في قصره
وأفاق دون أفقٍ.
وأنا أغنيتها،ومتقمِّصاً وجهها المتَّشحِ نوراً
كصهوة القمر،
متقمِّصاً وجهها الغزير عطره
حين تحين فجأةً ساعة السَحَر...
وفي شقوقها أتشقق كجذعِ العمر،
وأتجمَّع ككثبان الرمال.
أغنيها متشققاً... وتُسكرني من حلمة الشمس
بعسلِ مزَّنرِ بالمطرْ..
هي إذاً...قميصٌ يطرِّز جسداًمنثوراً
على الذرى،
فيكتسي بصنوبر الجبل
ويلتحي بنار القرى.
تُعلمه لغة السما كيف تحاكي أنجما
كيفَ صارت الجبال جبالاً
والسهول سهولاً
هــيَ إذاً.. تمسك يديه تسترسل في بيدره المشلوح
كي يتقنَ كيف يبوح،
كيفَ يظلِّل عينيه بريش الحقول
ويحنُّّ إلى غنائه الجريح
تعلِّمه أن يومئ لجلباب الندى،أن يجئ
ويتشهَّى الإمامة
تعلِّمه أن يسجد لإله العرش،أن يضئ
ويحبل بالقيامة.
-3-
أقوى بها كلما سرَتْ بقمحها مترفقة بأرضيّ البوار
أو سارت فوق مائي،
بقدمين من بذار،
أو راحت عيناها تُسكت الطلول
وتجسُّ بصبرها الطويل نبض النهار
أقوى بها،إن هرعت نحوي مثل امرأة
تأوي إلى مرآة،
تقاتل قبالتي شعرها المسترسلِ كالريح،
أو القصير كحبل الكذب.
-4-
هــيَ إذاً من تأذن أن نجمع أمواج السنين
ونلعب حتَّى نمشِّطَ أعماق التعب
فإذا فتحنا في يدينا طريقاً للقادمين
فليعبروا على مهلهم
أو فليعزفوا، فإن أصابعنا أوتار عودٍ
فلتبدأ ريشة أصابعك بالطرب.
-5-
- تعبرني ريحاً
أعبرها قصيدة
وأعيد إلى تكوينها نسلَ التراب...
تعبرني ريحاً،
تتمهل كرعشات المطر
المتوقِّفة في شفة الغيم.
أناديها أن تعيدَ إلى يديَّ العاريتين
ضفَّتين من نور..
أعبرها قصيدةً تنضج على جسدها
تمشي مُثقلةً....وذرِّتها
تتبعها .. تجدد العبور
أعبرها والصمت مفضوح الصوت.
-6-
ياوجهها ... لجَّة مـاء
ياذراعها امتداد ريح
يابساطها عشب تراب
يا نارها حطبُ انا!
-7-
تؤانس تضاريسُ جسدي طقسَها المتشبِّط
وتحرث أصابع ريحها رمالي المثقوبة..
تغيِّبني في فواتيح لغة السماء،
دون جسدٍ.
تكون متأبِّطةً جسدي برموزه وقطوفه
وإذا غمستْ لغتي من صهوة جسدها،
أعلنتُ شهوتي متأبطاً عذريتها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية