أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

" كفرنبل" كلمة الحرية بلا حدود... أحمد نور

يعجب البعض مما يراه و يلمسه من هذه المدينة التي سمت كرامتها كسمو جبل الزاوية، و شمخت أنفتها كشموخ أشجار التين والزيتون في ثنايا صخورها الصماء و مع هذا، و لا يفوت المرء الإحساس برقتها أو دفئها بالرغم من صلابتها و عناد أهلها الأسطوري، كيف لا و هي مدينة صغيرة تجمع بين الوداعة و التاريخ؛ دهرية  اختصر سكانها  تاريخها بالذي نراه منهم اليوم كل يوم.

فمنذ أن انطلقت عجلة ثورة الكرامة في سورية، دبَّت رياح الثورة في كل شبر من ثناياها، وهذا ما كان يُنتظر منها لا لشيء إلا لأن أهلها أعزاء بما تدخره مدينتهم من مخزون لم يُسمع عنه إلا القليل.

انتفضت كفرنبل سباقةً لتقول كلمتها،  و أي كلمة ابلغ مما تقول لتحيل النار تحت الرماد إلى إعصار يطهرها من الصدئ الذي خلفه البعث فيها و في جاراتها و تقلب ليل آل الأسد الهادئ في إدلب الخضراء  كلها إلى كابوس لا ينتهي.

يسأل البعض لماذا كفرنبل أصبحت حالة ثورية تتجلبب بالفرادة والسمو،  فأجيب لان أهلها  أكبروا الكرامة على الدنيا، و حولوا سواد ليلها إلى نهار سرمدي وانصهر أهلها في بوتقتها التاريخية الطبيعية ليألفوا خلطة خالدة منهم لا ترى لها مثيلا

عقود التهميش التي عانتها سلبت أهلها رفاهية الحياة، ولكنها صقلتهم فأنتجت نموذجا فريدا يغلب عليه إبداع ثائر حتى الثمالة مما سطرته سواعد شبابها الذين عقدوا العزم على اللاعودة، وودعوا الأهل رغما عن الأهل و الأحبة وخرجوا بصدور تلفحها الشمس بلا حجاب، وبكلمات كتبوها فزلزلت أصقاع الأرض،  ودفعت الملايين لتتغنى بها .

ربما لم تسمعوا بكفرنبل من قبل، ولكن لم يعد هناك من لم يسمع بها اليوم بعد أن أصبحت و بجدارة صاحبة لقب: كلمة الثورة السورية .

(172)    هل أعجبتك المقالة (134)

خالد

2011-12-19

شكرا للكاتب على هذه المقالة الرائعة و على كلماته الوصفية المعبرة....


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي