والترز: بعض الناس تقول بأن المظاهرات سوف لن تسقطك
و لكن العقوبات الاقتصادية ستفعل ... آن الآن. ليس فقط الغرب و لكن –و كما قلنا
سابقا- حلفاؤك السابقين قد طبقوا عقوبات اقتصادية على دولتك.
والترز: على سبيل المثال شركة شل للبترول و هي أكبر
منتج للبترول في سوريا قد توقفت عن العمل. ما مقدار الأذى الذي ستلحقه العقوبات
الاقتصادية بسوريا ؟
الأسد: من الصعب القول كم من الأذى ستحدث. ستؤذينا
من جانب و لكن من جانب آخر سيكون لها تأثير إيجابي و هذا بالطبع مفاجئ . و لكن
بالحقيقة نحن كنا تحتن العقوبات .. عقوبات قاسية في النصف الثاني من الثمانينات و
بنينا صناعتنا خلال تلك الفترة. بإمكانك إذا الاستفادة من تلك العقوبات. على سبيل
المثال الاتفاقية بين سورية و تركيا لم تكن عادلة.
الأسد: الاتفاقية كانت ضد مصالحنا. كثير من
الصناعيين و رجال الأعمال و معظم القطاع الاقتصادي كان ضد هذه الاتفاقية و طالبوا
الحكومة في مرات عديدة بوقف العمل بها. هم أرسلوا لأرى .. اعتقد ضعفين .. التصدير
أو شيء كهذا ... ليس لدي الأرقام الآن. و عليه إذا كنت ذكية بما فيه الكفاية و إذا
كان لديك القدرة على الابتكار بما فيه الكفاية. أنت تعلمين أن لكل غيمة بطانة من
الفضة (تعبير إنكليزي يستعمل بمعنى أن كل مصيبة لها جانبها الإيجابي – المترجم) و
نحن لدينا الكثير من النفوذ السياسي في الإقليم و عليه لدينا الكثير من بطانات
الفضة و لكن عليك أن تري بطانة الفضة ليكون لديك المعرفة بكيفية الإيجابية. إذا
فهي ستؤثر بك بشكل سيء من جانب و لكن بإمكانك تخفيف الضرر. أنا لن أقول أن
باستطاعتك الربح الآن. دعينا لا نبالغ. و لكن بإمكانك تخفيف الضرر و الحصول على
بعض الفوائد منه.
والترز: كيف بإمكانك الحصول على فوائد من العقوبات
الاقتصادية ؟
الأسد: أولا نحن لسنا دولة منتجة للنفط إذن نحن لسنا
مثل العراق. العراق اعتمد , كان معتمدا على انتاجه النفطي. نحن لسنا معتمدين على
انتاجنا النفطي. نحن ننتج. باستطاعتنا ترك ... نحن نصدر الطعام. نحن نأكل طعامنا.
والترز: إذن أنت تقول أنها ستحتاج إلى المزيد من
التفكير الخلاق و الابتكار و المزيد من التصنيع.
الأسد: تماما.
والترز: في كامل الدولة لكي تصبح مستقلة.
الأسد: تماما. و نحن نستطيع القيام بذلك. ليس لدينا
مشاكل إذا ما ... و هذا قد يكون نقطة قوة لسوريا. لهذا قلت أنهم لا يستطيعون عزل
سوريا.
والترز: هم لا يستطيعون عزلك ؟
الأسد: كلا
والترز: أنا رأيت الأسواق مملوءة بالطعام فبوسعي
القول أنك تستطيع إطعام شعبك.
الأسد: بالطبع لا. نحن ليس لدينا مشكلة. نحن نستطيع.
نستطيع أن نأكل لمدة سنتين بدون ... مع الحصار الكامل. نحن نصدر القمح إلى دول
عديدة.
والترز: زوجتك تربت و ذهبت إلى المدارس في إنكلترة.
قيل سابقا أنها من محركات الاعتدال. أرغب بمعرفة ... عندما تناقش الأمور معها ..
ما الذي تقوله بخصوص ما يحدث في بلدك ؟
الأسد: نحن معتادون أن نعيش كعائلة واحدة في سوريا
لأن سوريا دولة صغيرة. إذا ما حدثت جريمة واحدة فإن كامل الدولة ستسمع بها. هذه
دولة آمنة جدا. بالطبع هو نفس الألم ... نحن نشعر بالأسف لما يحدث و لكن في
النهاية ... المناقشة ... هو دائما و أعتقد أن كل مكان في سوريا هو جزء من ... ما
الذي نستطيع أن نفعله لنمنع المزيد من سفك الدماء في سوريا.
والترز: زوجتك لديها مشاريعها الخاصة في البلد ؟
الأسد: نعم مشاريع تنموية. خيرية بالطبع.
والترز: و لكن هل تناقشون الوضع ؟
الأسد: بالطبع نعم. هذا ما قلته. جزء من الحل هو كيف
نجعل الحياة أفضل من مختلف المناحي. التطوير هو جزء من الحل. الأمور ليست فقط حول
المظاهرات و المسلحين و الإرهابيين و أمور أخرى مشابهة.
والترز: هل زوجتك مصدر دعم لك ؟
الأسد: بالطبع , كامل العائلة.
والترز: دعني أسأل عن الأطفال. أنت لديك ثلاثة أطفال
و أعمارهم تسعة , ثمانية و ثلاثة سنوات.
الأسد: نعم.
والترز: هل أخبرتهم عما يجري في البلد ؟
الأسد: الحقيقة.
والترز: و هي ؟
الأسد: الحقيقة هي ما أخبرتك إياه.
والترز: ما الذي تقوله لهم ؟
الأسد: أخبرتهم جميعا.
والترز: بالأخص ابنك الأكبر ؟
الأسد: أخبرتهم عن الإرهابيين , أخبرتهم عن الناس
الأبرياء الذين قتلوا. حول التحقيق و كيف يجب أن نعلم من. من ساعد للبحث عن السبب.
كل شيء.
والترز: أخبرتهم عن الأبرياء الذين قتلوا ؟
الأسد: بالطبع.
والترز: بعضهم كانوا اطفالا ؟
الأسد: نحن لم نتكلم عما .. البريء هو بريء فيما كان
طفلا أم لا ..
والترز: هل رأووا صورا ؟ هل لديهم فيس بوك ؟
الأسد: بالطبع
والترز: أو يو تيوب ؟
الأسد: بالطبع بالطبع
والترز: هل طرحوا أي أسئلة ؟
الأسد: بإمكانهم مشاهدة الانترنت كل يوم. بالطبع
يسألون كثيرا.
والترز: و يعيرون الانتباه ؟
الأسد: لديهم فضول كبير للمعرفة.
والترز: ماذا يقولون ؟
الأسد: حول السؤال ... حول ما يحدث. لماذا لدينا مسلحون.
لماذا لدينا أشرار. لماذا يريد هؤلاء الناس أن يقتلوا ؟
والترز: أريد أن أسمع الإجابات. ماذا تقول لهم ؟
الأسد: أخبرتهم أشياء كثيرة. بعض الناس يرتكبون
أخطاء. أحيانا يكون لديك أناس سيئون. في كل مجتمه لديك اناس سيئون. هم يقتلون أكثر
من أجل أن يقوضوا الحكومة. هذا ما تشرحينه للأطفال.
والترز: كيف سينتهي كل هذا. كيف ستسعيد السلام ؟
الأسد: بالإصلاح و مواجهة الإرهابيين.
والترز: هل هذا الإصلاح غير كافي و متأخر جدا ؟
الأسد: كلا بسبب أن الإصلاح على كل حال لن يكون له
تأثير مباشر على معظم الإرهابيين و أنا أقول بل كل الإرهابيين لأنهم لا يملكون
أجندة سياسية. هم لا يكترثون للإصلاح. الإصلاح هو للأغلبية في الوسط و أنا ذكرت لك
عن الناس التي تدعمك و الناس التي تقف ضدك. و لكن الإرهابيين لا يكترثون لهذا.
والترز: هل ستسمحون بحرية التعبير و حرية الصحافة ؟
الأسد: نحن نملكها سلفا.
والترز: أنت ليس لديكم حرية الصحافة. لا أحد بوسعه
انتقادك.
الأسد: في كل مجتمع هناك .. لن أسمية تابوو (مصطلح
إنكليزي يعني أمور لا يتحدث الناس عنها – الجنس في المجتمعات المحافظة مثلا –
المترجم) .. سأسميه حدودا ..
والترز: تابوو ؟ ليس في بلادي. لدينا حرية صحافة.
والترز: كيف ترغب أن يتم تذكرك ؟
الأسد: بأن أفعل أفضل ما لدي من أجل هذه البلد بغض
النظر عما إذا كنت توافقين أم لا و بغض النظر عما إذا كان الناس يوافقون أم لا. في
النهاية أنا لم أكن عميلا. أنا مهتم جدا بأن أكون رئيسا مستقلا لسوريا المستقلة. و
بأن أفعل الأفضل وفقا لقناعاتي. هذا هو أهم شيء. في النهاية , حتى لو خالفوك الرأي
فإنهم سيحترمونك.
والترز: ماذا تعتقد هو أكبر انطباع خاطئ تملكه بلادي
عما يحدث هنا على فرض وجود هذا الانطباع الخاطئ ؟
الأسد: انطباعات خاطئة عن أمور عديدة. لا أستطيع
إخبارك بسبب أنها كثيرة. الكثير من الحقائق المشوهة و التي ترينها في الإعلام. و
أهم شيء , و كتجمع لهذه الحقائق لديكن نقص في الرؤية. المشكلة في الغرب بشكل عام و
في الولايات المتحدة بشكل خاص - على الأقل بشأن إقليمي و أنا لن أتكلم عن العالم
بشكل عام – الفشل في العراق , الفشل في أفغانستان , الفشل في مكافحة الإرهاب.
الأسد: الوضع يصبح أسوأ و أسوأ في باقي العالم.
السؤال الذي تسألينه كأمريكية : ما الذي حصلت عليه ؟ حسنا , أين ربحت ؟ حسنا ,
أنتم أنفقتم الترليونات في حين كان بإمكانكم إنفاق عدة مئات من الملايين و إخراج
الإرهابيين. فهذا إذن سوف يؤذي مصالحكم و لكنه و بنفس الوقت يؤذي مصالح ناس آخرين.
هذا هو الانطباع الخاطئ باعتقادي.
والترز: حول التعامل مع المظاهرات و المتظاهرين. ما
هو الانطباع الخاطئ بفرض وجوده ؟
الأسد: حول هذا الوضع ؟
والترز: حول المظاهرات. هذا ما نركز عليه الآن.
الأسد: حسنا. نحن لا نقتل شعبنا. لا أحد يقتل. لا
يوجد حكومة في العالم تقتل شعبها ما لم يكن قائدها شخصا مجنونا. بالنسبة لي كرئيس.
أصبحت رئيسا بسبب الدعم الشعبي. من المستحيل لأي شخص في هذه الدولة أن يعطي أمرا
بقتل الناس.
الأسد: لدينا مسلحون. هؤلاء المسلحون يقتلون الجنود
و يقتلون المدنيين. هذا الصباح خسرنا تسع مدنيين قتلوا في حمص في وسط سوريا و هم
من المؤيدين. معظم الضحايا هم من المؤيدين. هذا شيء لا يعلمونه. هم يظنون أن كل
مدني هو متظاهر و كل مدني هو ضد الحكومة و هذا غير حقيقي.
والترز: و لكن المتظاهرين في البداية الذين قتلوا ...
الأسد: نعم ؟
والترز: ماذا عنهم ؟
الأسد: ماذا تعنين ؟
والترز: خسنا وجهة نظرنا أنهم متظاهرون سلميون و تم
قتلهم و تعذيبهم و كانت الاستجابو وحشية. هل نحن مخطئون بهذا الظن ؟
الأسد: كل استجابة وحشية كانت من قبل فرد و ليس من
قبل مؤسسة. هذا ما يجب عليكم معرفته.
الأسد: ليس لدينا مؤسسات لقتل الناس أو لإعطاء
الأوامر للتصرف بوحشية. هذه تصرفات فردية. و هذا ما أسميه. ما أصفه بأخطاء فردية.
والترز: حسنا. ارتكبت من قبل الجيش أم من قبل من ؟
الأسد: لا نعلم كل شيء. في بعض الأحيان من قبل
الشرطة. في بعض الأحيان من قبل المدنيين.
والترز: ليس حسب أوامرك ؟
الأسد: لا لا لا ليس لدينا .. ليست أوامر أحد. لم
يكن عناك أوامر للقتل أو للتصرف بوحشية.
والترز: إذن كانت تصرفات فردية.
الأسد: بالطبع.
والترز: هل تشعر بالندم ؟
الأسد: دعيني أنظر ...
(حديث جانبي)
الأسد: ما الذي تعنينه بالندم ؟ هل تعنين كوني حزينا
أو آسفا ؟
والترز: آسفا
الأسد: الأسف عندما , عندما ترتكبين أخطاء. أنا
دائما أحاول حماية شعبي. كيف أشعر بالأسف عندما أحاول حماية شعبي ؟
والترز: و لكن الناس قتلت. ألا تشعر بالندم ؟
الأسد: حسنا .. دعيني .. هل تعنين الندم كوني حزينا ؟
والترز: نعم , هل تشعر بالذنب ؟ الذنب ...
الأسد: لأنك عندما تقولين بالذنب هذا يهني انك قد
ارتكبت أخطاء. لذلك يجب ان أكون دقيقا. أريدك ان تغيري المصطلح كي ..
(حديث جانبي)
والترز: حسنا أنا وصلت إلى النهاية. هل تشعر بالذنب ؟
الأسد: أنا فعلت كل ما أستطيع لحماية الشعب و لذلك
لا يمكن أن أشعر بالذنب. أشعر بالأسف للأرواح التي أزهقت و لكنك لا تشعرين بالذنب
.. ليس عندما لا تقتلين الناس.
والترز: شكرا سيدي الرئيس
الأسد: شكرا
انتهى اللقاء
النص الحرفي لترجمة لقاء الرئيس السوري مع "اي بي سي"
ترجمة: محمد خير أحمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية