طبلوا وزمروا، محصوا وزبدوا، صفقوا وعلا صراخهم، للزعيم والحكيم ورجل المرحلة، تنادوا وحشدوا وهللوا بحياة الزعيم، الحكيم، الوحيد الأوحد، القادر على قيادة سوريا إلى بر الأمان، يتناطحون على كل المنابر يجتهدون في تدبيج الفبركات والتفسيرات والتخريجات لقول القائد وأحلام القائد وكل ما يصدر عن القائد، ولسان حاله يقول متلعثماً علي العناوين وعليكم التفسير...؟
بعد انكفاء بشار الأسد في سراديب قصوره متخفياً أو مكشوفاً فقط على كوكبة من المرتزقة وأوباش القصور، تحوفه حراسات مدججة كطواويس أهل فارس، لايثقون بأي كان في حله وترحاله، من غرفة لأخرى في أقبية قصوره التي غدت محبسه الاختياري أو الإجباري "ذلك في علم الغيب"، سمحوا له بالالتقاء مع محطة التلفزة الأمريكية ABC، صمت دهراً ونطق كفراً، فكان في كلمة أو رد أو استفسار أو تعقيب يدخله في متاهات اللف والدروان التي لايجيد أبجدياتها، وكان اللقاء ينضح بالغباء وضيق الأفق والبلاهة، حتى نطق بما لم يتوقعه أحد من درجة الضيق في التفكير، والانفصال عن الواقع، بل والتوحد في عالم الكره والحقد، ليقول أنه الحاكم وليس بالمالك...؟؟ غريب أمرك أيها الحاكم..؟ إذاً تحكم من إن لم تكن ملكت سوريا، ومرتزقتك والشبيحة من كل حدب وصوب، ملكت ونهبت ثروات سوريا وحتى باطن التراب السوري لم يسلم من يمينك وحاشيتك، ملكت التجارة والصناعة والمرافق في أنحاء سوريا، تحولت إلى شريك رئيسي مع البورجوازية التجارية ورجالات الأعمال بطرق قهرية، ولم تدع قطاعاً في سوريا وخارجها إلا وكان لك فيه إصبع وشراكة بواجهات معروفة لاتخفى على كل ذي لب، تملك القوات المسلحة "فأنت القائد الأعلى للقوات المسلحة" وتملك كل أجهزة القمع المخابراتية، فهي تحت أمرتك، تملك ثروات الوطن وناس الوطن وهواء الوطن وتراب الوطن ما ظهر منه وما بطن.
غريب أمرك أيها القائد...؟ بأي لسان تنطق وأنت القائل: من يحاول إيذاء سوريا فستكون المنطقة والعالم تحت تأثير زلزال غير مسبوق...؟ وأنت من كرر ويكرر ويعيد القول بأنك القادر على زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط إن تعرض كرسي حكمك المأسور بسطوة وقوة المخابرات لأذى، ستجعل سوريا كرة من نار، حيث تجعلها في بؤرة العاصفة وطعماً لحرب طائفية أخذت تغذيها بكل ما أوتيت من حيل ومكر وخداع وتقية مقيتة، ألست أنت من يهدد القادمين من البر والبحر والجو إن حاولوا الهجوم على سوريا...؟ أنت وأنت وأنت.... لكن لن ننسى ولن ينسى العالم أنك أنت من هدد منذ احتلاله العرش من بعد والده بالرد على اسرائيل في الوقت المناسب والطريقة المناسبة... بعد اختراق الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي السوري وأداء التحية لك في قصرك المنيف في اللاذقية بعد دقائق من وصولك إليه في سرية تامة....؟ وبعد الغارة على موقع عين الصاحب "غربي دمشق" وقصفه، وبعد حادثة "الكبر" وقصف الموقع النووي هناك والمفترض، وبعد دخول العموديات الأمريكية على مدن دير الزور وقتل الأبرياء هناك دون أي ذنب أو تهمة.... وعند كل واقعة كان غلمانك يوجهون التهديد من وراء المايكروفونات وبأمانه على أنكم ستردون في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة التي لم يتبينها المتابعون....؟ عجباً...!! اليوم تقول وبملئ الفم الملئ بالقيح ودم الأبرياء: أنك لست المسؤول عن قتل الأبرياء في سوريا منذ أكثر من 9 أشهر....ولم تعط أوامر بالقتل.... غريب ...؟ لمن تعود كل تلك الدبابات والمدرعات والمصفحات وسيارات الوقات المسلحة المرقطة والملونة باللون الأزرق الطارئ إذاً واستقدمتها من كل خطوط المواجهة المفترضة مع العدو الاسرائيلي.... ولمن تعود قطعان القتل من الشبيحة والمرتزقة والقتلة المدججين بكل أنواع السلاح يقتلون على مرآى العالم دون اكتراث أو تحسباً من حساب أو مساءلة.... ومن قصف مآذن المساجد؟ ومن مثل ونكل بالجثث ؟؟ ومن رمى بالجثث في الشوارع..؟ أليس أنت الآمر الناهي والممسك بناصية أمور قطعانك ومرتزقتك...؟؟؟
في أول خطاب لك في بدايات الثورة المنادية باقاطك وأركان عصابتك أوجزت وتوسعت في تفاصيل ما يجري واعترفت بأصالة أهل درعا ومشروعية مطالبهم وزدت على أنهم أهل النخوة والكرامة ولامسؤولية جنائية عليهم فيما جرى ويجري....الخ ترهاتك ... ألم تدعي حينها بأنك الحاكم والوطن والماسك بناصية الأمور والمطلع على دقائق الحياةاليومية.... وأكدت على لسان بثينة شعبان أنك لاتسمح بقتل السوريين وفي نفس اللحظة التي أعلنتها قامت قواتك بقيادة ماهر وأعوانه بقتل العشرات من أهل حوران في مدخل درعا الشمالي....؟؟؟
ماذا دهاك غير أنك إما فقدت صوابك... أم أنك في الأصل بلاصواب، أم أنك لاتحكم وليس هناك من يسمع لك أو يأتمر بأمرك... أو أنك رهين محبسك... أو ربما فقدت بعضاً من قدرات عقلية للمحاكاة والمنطق وسط حمامات الدم التي تسيل في أنحاء سوريا...؟ أو لأوهام مستشاري الدم من حولك جعلتك بعيداً عن الواقع...؟ يا سيد الشبيحة أوهموك وغرروا بك حتى صرت تهذي بأوهام رخيصة لاعلاقة لها بما يجري على الأرض ... وإن كنت صادقاً فيما قلت فتلك من أكبر المصائب التي قد تحل في أي منظومة سياسية عبر التاريخ...؟
كيف تقول بأنك غير مسؤول عما يجري في سوريا....؟؟ ومن المسؤول إذاً عن سلامة كل سوري وكل من يعيش على أرض سوريا...؟؟ نسأل البوكيمونات أو الغراندايزرات أو حتى السبونج بوب....؟؟؟ ألست أنت من نصب نفسه طرفاً في عقد أجتماعي لحكم سوريا بالقوة... ألست أنت من صفق له جوقة مجلس الرداحين لتكون القائد الفذ الملهم...؟ ألست أنت من نصبوه لقيادة الكون والأرض والبحار وعالم الغابات....؟؟ غريب أمرك...؟!! قلت ويقول محبيك وأعوانك وأبواقك أن من يقتل فهو ضحية جماعات مسلحة.... عذر أقبح من ذنب..؟ ألستم أنت من روجتم للعالم وللشعب بأن سوريا واحة للأمن والأمان... وأن قواتكم العسكرية والمخابراتية وعسسكم الأقدر في الكون على إحصاء النفس على المواطن والزائر والمقيم حتى أن أنوفكم محشوة في أنحاء المعمورة ترصدون وتتابعون كل معارض أو صديق أو عدو... ألهذا الحد كنت هزلاً هزءاً وسوريا مفتوحة الحدود لتهريب كائنات العصابات المسلحة والسلاح من كل نوع (طبعاً حسب ادعاءاتكم)...؟ كيف تكون الأمور بتلك الصورة باعترافاتكم وما يتشدق به كل أعوانك بأن أمن المواطنين في سوريا مهدد من قبل تلك الكائنات القادمة بمركبات فضائية هلامية كريستالية ألبستموها من العمائم واللحى وتمنطقت بالسلاح الهالك لتفلت الأمور من بين يديك بهذه الصورة التي تدعيها...؟؟ كانت صورتك في اللقاء المتلفز أكثر من مهزوزة... عوراتك مكشوفة... كنت في مكانة تدعو للشفقة والاشمئزاز والتقئ... فكنت تحمل في كل كلمة تناقضات اللغة والمنطق والعقل... وقد تحليت عن المسؤولية والقيادة ... اللهم إن لم تكن تعد العدة للهرب إلى سراديب قم أو صقيع منتجعات موسكو أو إلى مضارب العم "شافيز" أو حتى إلى مجاهل الكرة الأرضية...هل تدري بما كنت تهذي ما أثار اشمئزاز كل من تسمر أمام الشاشة... فكنت ببساطة مسخ يتقيأ على شاشة كطفل تائه أمام أم متسلطة تخبئ له لكمة لايقوى على احتمالها... هو تبسيط لصورتك وعاجل ناصحوك ومستشاروك بالإيعاز للناطق الطارئ لوزراة خارجية المعلم بتفسير خرافاتك وترهاتك وليحاول فط طلاسمك اللغوية والمهارية في السياسة والتعاطي مع الأمور... وكل ما قلت ناضح بالفحش والكذب والدجل... وصورت كل وجود أو حضور سياسي أو تعاطي سياسي مع أي من المنظمات الاقليمية أو الأممية على أنها لعبة وخداع تلعبها ...؟ فهل دم السوريين بين يديك لعبة أيضاً... وهل ترضي حكمة حكماء العرب الدكاتور الحكيم الفاقد للحكمة صوابه... حكمتك يارب؟؟؟
* صحفي سوري مغترب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية