ما هي المآلات و التوقعات التي سينتهي اليها الوضع الراهن في سوريا ؟
كثرت التنبؤات و التوقعات حول هذا السؤال الكبير الذي لا يعلم جوابه الا الله وحده.
هناك من يبسط الامور و يرى انه من الممكن ان يتنحى بشار و يلجأ الى ايران او لروسيا...و يتم نقل السلطة لاحد المقربين من النظام بشكل مؤقت على ان تجري انتخابات و ما شابه لاحقا...و تنتهي المشكلة؟ و هذا الاحتمال شبه معدوم لان الامورفي سوريا اعقد من هكذا حل بكثير !!!
و هناك من يرى امكانية ان يقوم بعض الضباط العلويين الشرفاء بانقلاب عسكري على بشار و عائلته لانقاذ البلد من احتمالات حرب طائفية محتملة يسعى النظام على ايقاد نارها منذ بداية الثورة, ظنا منه انها المنقذ الوحيد له من السقوط الحتمي و بالتالي محاكمته وجميع رموز نظامه الضالعين بالجرائم بحق الشعب السوري على مدى فترة حكمه و كذلك حكم والده المؤسس الاول للجريمة و الفساد و الطائفية في سوريا، وهكذا انقلاب ان حصل فعلا فانه سيوفر على السوريين جميعا دماءً كثيرة و معاناةً شديدة، و كذلك سيخرج الطائفة العلوية من دائرة الاتهام المحيطة بها, كونها الطائفة المسيطرة على مفاصل الجيش و الامن, في طول البلاد و عرضها، اي انها قادرة على الحسم ان رغبت بذلك، و نحن و الله نتمنى حدوث هذا لأنه سيوفر الكثير من الدماء والضحايا والآلام و المعاناة للجميع و سيعيد اللحمة الوطنية لجميع ابناء سوريا, مع الاخذ بعين الاعتبار انه يتوجب بعد ذلك ارجاع السلطة الى الشعب بشكل سلمي و ديمقراطي, و كذلك يجب محاكمة جميع المتورطين بالقتل و التعذيب و النهب اياً كانوا و اينما كانوا.
و يقول آخرون بأن الحسم سيكون بتدخل عسكري تركي و بغطاء و دعم عربي و ربما بمساندة من الناتو لفرض حظر جوي و اقامة منطقة
عازلة يطالب الشعب بها منذ شهور و سمى جمعته الاخيرة بها.
و هناك من يقول بأن الجيش الحر و بازدياد عدده و بمساندة عربية و تركية, و بدعم شعبي من الاهالي و المتطوعين هو السبيل الواقعي و الاحتمال الاكثر نجاحاً لان العالم كله فعلاً قد تخلى عنا و اغلق اعينه عن جرائم النظام و صم آذانه عن استغاثات الآلاف من اهلنا الثائرين
الذين يذبحون يوميا على يد جيش النظام و شبيحته المجرمين ولا سيما
في حمص الابية عاصمة الثورة و في درعا مهد الثورة وفي ادلب النخوة و الرجولة و حماة الجريحة ودير الزور الكرامة و بانياس واللاذقية و ريف دمشق و كثير من احيائها و ريف حلب و غيرها من
المدن الثائرة على طول البلاد و عرضها.
و هذا هو الاحتمال الارجح بان يكون الخلاص و النصر على ايدي ابطال الجيش الحر الذين باعوا الدنيا بما حملت, و وقفوا بكل ما يملكون
من ارادة و قوة وإيمان في وجه النظام, ولا ضير من تدخل تركي و عربي لمساندتهم بكل ما يحتاجونه من السلاح والمال والرجال...و فرض حظر جوي...او مناطق عازلة و محمية، الى ما هنالك من اسباب النصر على هذا النظام المجرم.
و مما لا شك فيه ان هذه الثورة المباركة على الظلم و الطغيان منصورة بعون الله, وان المجرمين سيلقون جزاءهم الذي يستحقونه كما
وعد الله سبحانه { و من اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها،
إنّا من المجرمين منتقمون } سورة السجدة آية ٢١.
لقد بارك الله سبحانه وتعالى ونبيه المصطفى بالشام و اهلها باكثر من حديث صحيح , كما نبأنا عليه السلام بالملحمة العظيمة التي ستقع بهذه
الارض المباركة, وما هذه الثورة العظيمة التي تدور رحاها في شآم رسول الله و على أيادي احفاد صحابته الكرام, إلا بدايات هذه الملحمة
العظيمة التي ستغير وجه المنطقة و العالم بأسره...والله اعلم.
و هذه هي المؤامرات و التواطؤات العالمية والإقليمية على شعبنا و منطقتنا بالكامل بدأت تتكشف للعيان و انفضح الكثير و بان بفضل من الله و بفضل ثورتنا المباركة و دماء شهدائنا الأطهار, و لا يزال الكثير مخبئ و في طريقه للانكشاف و الفضح......فشامنا الجريحة كالسرة من الجسد، ربطت و حبكت من حولها المؤامرات و التواطآت من كثير من القوى العالمية، و سر هذه المؤامرات التي بدأت تتكشف على الملأ هو ذلك الإرتباط السريري والمصيري بين الكيان الصهيوني في فلسطين و الكيان الطائفي الباطني الحاكم في سوريا، والذي تنازل عن الجولان بصفقة يعرفها الجميع مقابل كرسي الحكم في سوريا، بالإضافة الى المهمة الموكلة لهذا النظام الباطني بالتآمرعلى العرب و شق وحدة صفوفهم و تفريق كلمتهم بشكل دائم حتى لا يتوافقوا على امر ابداً، وهذا تماما عكس شعاراته الكاذبة التي يرددها صباحاً ومساءً{امةً..عربيةً..واحدة} .و اما على الصعيد الداخلي فقد قام النظام باستعباد و افساد و تشريد الشعب السوري و نهب خيراته ، و تحويل
البلد الى مزرعة و اقطاعية يمتلكها بضع عائلات متورطة بالإجرام و القتل و النهب{ وحدة..حرية..اشتراكية } و هذا هو مربط الفرس و سر الدعم اللامتناهي من قبل اسرائيل{ الأسد ملك ملوك اسرائيل} في كل المحافل الدولية{ من تحت و من فوق الطاولة} لهذا النظام الباطني الذي كان و لا يزال صاحب الفضل الأكبر في حفظ أمن و استقرار اسرائيل.
و هذا ما يؤكد على الدور الوظيفي للنظام الذي زُرع في جسد الأمة من اجله وهو تأمين حماية اسرائيل من جبهتيها الشمالية و الشرقية { و تحت شعارات الكذب والدجل من مقاومة و ممانعة} وذلك هو التفسير المنطقي لامتلاك النظام لمختلف انواع الاسلحة، ليس استعداداً لحرب اسرائيل و استعادة الجولان المحتل، بل لمواجهة شعب سوريا العظيم عندما تحين ساعة الثورة و الحسم، وهذا بالضبط ما نراه امام اعيننا اليوم جلياً واضحاً كوضوح الشمس .
و لا بد من التذكير ايضاً انه ليس من باب الصدفة أن يحظى كل من التوأمان{اسرائيل و النظام الباطني} بحماية و حصانة دولية كاملة {فيتو امريكي دائم لصالح اسرائيل و فيتو روسي لصالح النظام} وهو يوحي بأن هناك تواطئ و تفاهم دولي من وراء الكواليس لحماية هذا الكيان التوأم، و ما يحدث في العلن من شجب و استنكار و مماحكات روسية غربية انما هو للإعلام و ذر الرماد في العيون،وهناك تبادل ادوار بشكل واضح من اجل استمرار اللعبة الدولية كما يسمونها، والله أعلم.
و ما تصريحات أمين عام الناتو راسموسن المرة تلو الاخرى بان الحلف لا ينوي التدخل ابداً بسوريا، إلاّ لطمأنة النظام و اعطاءه الضوء الأخضر للاستمرار بقتله لشعبه....و القضاء على الثورة المباركة التي قضَّت مضاجع العالم باكمله....
و لكنني اقول بأن الناتو و الغرب يكذبون ايضاً بهذا الخصوص لأنهم سوف يتدخلون قريباً و سوف يسقط الفيتو الروسي المعارض للتدخل العسكري في سوريا{ و تذكروا كلامي هذا } و ذلك عندما يزداد عدد المنشقين المنضمين للجيش السوري الحر ويقتربون من المائة الف مقاتل و تقوى شوكتهم و تشتد ضرباتهم لعصابات النظام الخائن، و يصبح سقوط النظام وهزيمته قاب قوسين او أدنى، عندها فقط سيتدخل الغرب و الشرق لحماية النظام بحجة حماية الاقليات و عدم السماح لزعزعة امن واستقرار المنطقة{ أمن اسرائيل} و ايقاف الحرب الاهلية، و عندها سيتبخر الفيتو الروسي و الصيني بقدرة قادر.
لذلك فوالله على قدر التضحيات الجسام والصبر الجميل لشعبنا الثائر على ظلم النظام واجرامه و تماديه على كل المحرمات والحرمات الانسانية والوطنية والدينية لشعبنا،وعلى قدر جبروت وإجرام و طغيان النظام وتواطئ العالم معه، سيكون السقوط مدويا في سوريا والمنطقة بل وفي العالم اجمع، وسيكون انتقام الله من المجرمين شديداً كما وعد {....انّا من المجرمين منتقمون}.
واخيراً لا يسعني الا الترحم على ارواح شهدائنا الأبرار والدعاء لأهاليهم بالصبر والثبات وقرب الفرج لأهلنا في سوريا جميعاً.
اللهم أجعل فرجك ونصرك لأهلنا في سوريا قريبا عاجلاً لا آجلاً يارب العالمين......
اللهم أربط على قلوب أهلنا في سوريا كما ربطت على فؤاد أم موسى ليكونوا من المؤمنين .
و عاشت سوريا حرة ابية .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية