للأمانة : جاء إعلان أمانة بيروت لإعلان دمشق ، في وقته . فالشعب السوري كان ينتظر هذه المبادرة منذ زمن طويل . والفرح الذي عم ، ليس سببه الإعلان ، انما سببه الحقيقي ، عثور السيد مأمون حمصي على عمل . فالعطالة التي يعيش فيها منذ خروجه من سوريا ، أثرت سلبا على نفسيته ، فأخذ يدور ويُنذر بالويل والثبور وهزائل الأمور . واليوم ارتاح بعد أن ساعدته جماعة 14 أذار ومسيلمة الصحافة العربية والدولية احمد جارالله . على ايجاد عمل ومصدر رزق ولو من أقله . وبإنضمام هؤلاء الثلاثة ، الى اولئك الخمسة الأصلاء في اعلان دمشق ، يُصبح العدد النهائي لجماعة اعلان دمشق ثمانية .
وبهذا الانضمام ، يُحقق اعلان دمشق قفزة كبيرة ، تؤهله ، وبالعدد ثمانية ، للحصول على المركز الثاني أو الأول بين أحزاب المعارضة السورية ، من حيث العدد والتنوع ، فهو الإعلان الوحيد الذي كان بحاجة الى الأمانة ، ومن قبل أمين عام اسمه مأمون الحمصي . وبهذا الحال ، يكون لدينا أمانة من قبل مأمون حمصي ، وتسامح ومحبة من قبل البيانوني .
واذا كانت هذه هي الأمانة ، وهذا هو التسامح ، فكيف تكون الخيانة وكيف يكون الإجرام ؟
ويبدو أننا وصلنا الى الزمن ، الذي أصبح فيه تغيير أسماء كثير من القيم مشروعا ، ارضاء للرياء الدارج اليوم ، وعبودية للدولار والريال .
عندما يتلطخ هذا (الأمين) ، ويتلوث، ويخون، فإنه يعتاد مع الوقت ، على أن يصوغ في عقله ، دون وعي، نوعا من (عملية خيانية) فيها يستطيع أن يلوم السلطة أو يكرهها أو يحقد عليها من خلال سلسلة من التبريرات المعقدة ، بقصد حقيقي لإخفاء خيانته و(نذالته) وحتى إنكارها . وعندما يتوصل الى إقناع نفسه ببراءته من حالة الخيانة هذه وخطأ السلطة ، فإنه ، كما نلاحظه في بيروت ، يُطلق العنان لحقده ، أي دافعه الخياني . وكما لاحظ الجميع ، فإن مدى هذا الشعور الخياني ، الذي وصل اليه الحمصي ، يجعله يدمنه ، الى درجة معها ، لا يستطيع التراجع أبدا عن خيانته ، والتي تجلت اليوم ، في مضيه في غيه عبر تشكيل هذه المسخرة .
وفي انتظار تشكيل أمانة المختارة ، ومعربا، وقريطم . نقول له ولأمثاله : الخيانة خطيئة ضد كل الوطن ويُعاقب عليها بشدة لأن طبيعتها المقرفة ترتد ، بطبيعة الحال ، على الخائن، الذي يحقد على وطنه ، ويتمنى له الشر ، ويسعى الى خرابه ، عبر التحالف مع الذين يتمنون أن تتحول(( دمشق الى الفلوجة)). ( وهذه الجملة هي لمعارض موجود في السجن صرح بها في يوم أسود لجريدة الوطن العربي وهي مؤرشفة وموثقة لدينا في دبي) .
أنا على قناعة أبدية ، بأن الفرد يختار متعمدا دور شخص خائن أو وطني ، ويعتمد اختياره على ما إذا كان يريد أن يواجه يوما أولاده وأحفاده ، بقامة ممشوقة ، أو أن يواجههم زاحفا ذليلا.
دبي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية