سألتها: وماالذي لفت نظرك حتى تسألي وتُقارني. قالت: ما أراه من نهضة ونظافة شوارع ومؤتمرات وفضائيات وإعلام وصحف وحدائق ورفاهية وسيارات حديثة.
حدثتها وقتها عن الشعب السوري، الشعب الذي بنى حضارة كل الخليج، الشعب السوري الذي صدر التجارة والزراعة والصناعة والعلم إلى دول الخليج. الشعب السوري الذي صدر مدربي كافة الرياضات إلى دول الخليج.
وقلت أيضا:
في الخليج لا يوجد حزب يقود الدولة والمجتمع.
في الخليج لا يوجد محافظ يقلع الأرصفة كلما أرادت زوجته السفر إلى أوروبا.
في الخليج لا يوجد نائب رئيس جمهورية يشتري تراب الوطن وساحله بأبخس الأثمان.
في الخليج لا يوجد مسئول يبيع أمه وأبيه وكل أهله من أجل رضى أمني.
في الخليج لا يوجد أولاد مسئولين يمتهنون التشفيط والزعرنة والقتل والسلب والنهب.
في الخليج لا يوجد رؤساء بلديات وأعضاء مكاتب فنية امتهنوا سرقة أموال الفقراء والمساكين.
في الخليج لا يوجد سيارات صينية وتركية وإيرانية وبأسعار الفرنسية والألمانية والأمريكية.
في الخليج لا نرى مسئول يده نظيفة بل نجدها مقطوعة.
في الخليج لا يوجد جحافل من خريجي المدارس والجامعات لا يتقنون سوى لغة الضاد والحاء!.
في الخليج لا يُعاملون شعبهم مثل معاملة البهايم والتي لا تحتاج إلى كهرباء في حياتها.
وعلى ذكر البهايم لا تزال هناك مدينة يقطنها عدد من السكان يُعادل عدد كل سكان الخليج عدا السعودية، لا زالت تشرب الماء من العربات وبأواني ملوثة.
في الخليج لا نجد مستشفيات ولا مخابر ولا مديريات صحة تتمتع بهذا الكم الكبير من القذارة والفوضى وروائح النشادر القاتلة.
في الخليج لا يدخل وزير ويجلس في وزارته أكثر من ثلاثين سنة ويخرج منها كما دخلها قبل ثلاثين سنة.
في الخليج لا يُمكن بناء ضواحي سكنية وخلال فترات زمنية قياسية وبشكل غير نظامي وغير مخطط وبقدرة قادر بينما الدولة وعبر إمكانياتها الهائلة غير قادرة على تأمين السكن الشعبي الشبابي وبالرغم من دعم الرئيس الشخصي وصدور مرسوم بهذا الخصوص.
في الخليج لا يوجد مرافق عامة في الوزارات أو المديريات أو النقابات أو أي تجمع مدني أو عسكري أو رياضي، يعلم المسافر في الطائرة أنه مر فوقها (فواحة).
في الخليج لا يوجد مواطن يتقن سباق الموانع مثل مواطننا: ففي الصيف عليه أن يجتاز أكوام القمامة والحفريات والمطبات المنسية، وفي الشتاء عليه أن يجتاز راجلا أو سابحا أو راكضا المستنقعات والبحيرات الطينية التي تتميز بها كل مدننا بسبب عدم قيام المحافظات بواجبها.
في الخليج لا يوجد شركة تبدأ في تنفيذ محلق أو نفق و يُصبح بعدها من الآثار السورية مثله مثل تدمر.
في الخليج لا يوجد ضباط جيش رؤساء لاتحادات رياضية يقودون الرياضة بالبصطار وليس بالخبرة والعقل.
وفي نهاية حديثي، وحتى لا تُصاب ابنتي بالاحباط قلت لها: لا تزعلي لا زلنا متقدمين على اليمن وجيبوتي وموريتانيا والصومال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية