أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا ؟... راجو سالم كرمان

لماذا في سورية ؟
يغتالون الفرح .. يقتلون بسمة الأطفال بهراواتهم وعصيهم الكهربائية؟..
...يخنقون العطر في رحم الورود.؟
لماذا يصبغون الأرض والأفق بلون الدم ؟
لماذا يزفون الشباب والشابات إلى المقابر؟
مم يخافون حتى يجلبوا كل هذا الدمار؟
هل خطر الهتاف يستدعي طائرات و دبابات ، ومئات الأطنان من الرصاص؟
هل تكلف أغنية اقتلاع حنجرة المغني ؟ أو رسمة تكسير أصابع رسام نالت جوائز عالمية ؟
هل هناك نظام أو سلطة تعتقل الجثث ؟ تنبش القبور وتسرق الجثمان ؟
ضرب بوش بالأحذية وساركوزي بالبيض ..وغيرهما آخرون .. ولم نسمع بقطع يد قامت بذلك الفعل غير الشنيع .
هل لأنهم يستحقون ذلك ؟ لا أظن… بل لأنهم يقبلون الآخر وإن كان ليس منهم فقط ولا يملكون أن يزهقوا روحه.
أما لدينا فلا يتصور الحاكم أن يضرب بكلمة حتى لو كانت من حرفين. فتلك إهانة أقسى و أخطر من الحذاء.
لماذا في بلادنا فقط يتوحد الحاكم بالكرسي والكرسي بالوطن والوطن بالله فيمسي المساس بالحاكم مساس بالله بل أدهى و أخطر ، فالله يبدي تسامحاً ، ويغفر ويرحم ، أما هو فلا!!.
لماذا يعد الحكم في بلادنا مغنماً لا حدود زمانية أو مكانية ، وعند غيرنا وظيفة وتكليف وواجب إلى حين.. يحاسب فيه هذا الموظف الكبير(عير المقدس ) عن أدائه ؟.
هل يعني اغتصاب السلطة امتلاك والبر والبحر والبلاد والعباد ؟
هل أصاب البلاد العقم وعجزت عن إنجاب قائد فذ آخر؟
تستمد قوتك من البطش والظلم وقوة الحذاء العسكري وتستخدم كل أشكال الكذب والتزييف والتضليل ضد الآخر..
بدلاً من أن تستمد قوتك من العدل (أساس الملك ) ومن قوة الشعب وإيمانه بالحق الذي مسحته من قاموسك.
(لماذا و مليون لماذا ).. بعدد أفراد شعبك وعدد جماجم ضحاياك وعدد من هجرَّت ونفيت وغيبت في سراديب الظلام .
(لماذا) بعدد حبات الدموع التي ذرفها الأيتام الثكالى..
(لماذا ) بعدد كلمات تضرع المظلومين ودعاء المحرومين وزفرات المحزونين..
(لماذا) بعدد الدقائق الساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنين والعقود التي حرم فيها سجناء الكلمة والرأي والاعتقاد..
هل تستطيع الإجابة عن كل ذلك ؟
لقد ولى زمن الحاكم الفرعون وتزعزعت عروش الأباطرة واندثر عصر السلاطين وتآكلت صروح العسكر ... ولم تزل عقول قاصرة لا تريد أن تعترف بذلك.
لكل من تبقى من هؤلاء ومرتزقتهم : احملوا قاذوراتكم واستعدوا للرحيل إلى مزابل التاريخ . لقد أزكمت جيفكم أنوف العالم .

(112)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي